تولى رئيس الحكومة السيّد مهدي جمعة صباح اليوم بمقر جامعة الزيتونة الإشراف على موكب بحضورعدد من شيوخ والعلماء والوعّاظ والأيمّة. وألقى رئيسالحكومة كلمة أكد فيها أهميّة ترسيخ ثقافة الوسطيّة والاعتدال والانفتاح على سائرالحضارات والثقافات والشعوب وبيّن أن سياسة الحكومة ترتكز في المجال الديني علىضمان الحريّات الدينيّة وتفعيل وظيفة المساجد في إعلاء قيم الإسلام وضمان حيادها. وأبرز السيّدمهدي جمعة ما شهدته تونس من تداعيات وتحديّات لعلّ أخطرها بروز ظاهرة التطرّفوالإرهاب التي تنطلق من مفاهيم وقراءات دينيّة خاطئة مؤكدا ضرورة توحيد الجهودلمواجهة هذه الظاهرة. وأضاف أنالدستور التونسي قد حدّد دور الدولة في رعاية الدين وضمان الحقوق والحريّات ومبادئحريّة المعتقد والضّمير وقال : "نحن كحكومة معنيّين أوّلا بتطبيق هذا الدستوروبإدارة الشأن الديني عبر مؤسّسات الدولة الرسميّة" مذكرا بأن الدستور الجديدألزم الدولة بحياد المساجد. وبيّن رئيسالحكومة أن الدولة مطالبة بحماية الموروث الثقافي وأن من الواجب حماية التعليمالزيتوني الذي يمثل العمق الثقافي الدّيني للشعب التونسي والضامن للفكر التونسيالمستنير مؤكدا أن ترشيد الخطاب الديني شكلا ومضمونا هوتكريس للقيم النبيلة التي ناضل من أجلها أجيال من التونسيّين وعلى رأسهم مؤسّسوالدولة الحديثة وأعلن بالمناسبة بعث معهد عال لتكوين الأيمّة والوعاظ بالقيروان. وأشار السيّدمهدي جمعة إلى ان إدارة الشأن الديني عمل مشترك بين الشيوخ والعلماء والوعّاظوكذلك المجتمع المدني الذي يمثل قوّة اقتراح ويقظة مستمرّة ضدّ كل أشكال التطرّفوالغلوّ داعيا إلى ترشيد الخطاب الديني ونشر قيم المحبّة والأخوّة والوحدةوالتضامن ونبذ خطاب الفتنة والتحريض والكراهيّة مشيرا إلى أن الجهاد الحقيقي هوالجهاد من أجل إحياء قيم العمل والتضحية والتفاني في سبيل الوطن وهو جهاد ضدّالفقر والتخلّف وكل أشكال التفاوت محمّلا الأيمّة والوعّاظ مسؤوليّتهم الجسيمة فيأن يكون شهر رمضان الكريم شهر التآلف والتضامن والتآزر والتسامح.