بعد تسريبات هنا وهناك أعلن مدير مهرجان الحمامات الدولي كمال الفرجاني مساء الإثنين عن برنامج الدورة الخمسين رافعا شعار العودة إلى الجذور وإن كان لكل مدير تصوره الخاص لدور المهرجان . ونود في البدء الإشارة إلى أن القائمين على المهرجان بعثوا موقعا على شبكة الأنترنت للدورة الخمسين هو www.festivalhammamet.tn وهو موقع جميل التصميم يسهل تصفح محتوياته المحينة، ولكن السؤال هو لماذا تواصل وزارة الثقافة صم أذنيها عما نبهنا إليه أكثر من مرة إذ لا يعقل أن يصمم كل مدير موقعا جديدا دون أن يبني على ما تركه أسلافه ، فمهرجان الحمامات له موقع للدورة 49 www.festival-hammamet.org وله موقع ثالث للدورة 48 www.festivalhammamet.com وهي وضعية غير مقبولة تضر بالمهرجان من الجانب الاتصالي وتكشف عن تهاون في التصرف في المال العام ونحن نسأل وزير الإصلاح الهيكلي والتخطيط الإستراتيجي كيف يسمح لمنظوريه بإتيان هكذا تصرفات؟ نسأل ولا ننتظر إجابة بطبيعة الحال ولكن التونسي الذي تطلب منه الحكومة أن يدفع ثلاثين دينارا لإبرام عقد الزواج من حقه أن يسائل المسؤولين عن أوجه تصرفهم في المال العام... يمتد مهرجان الحمامات الدولي من الثلاثاء 15جويلية إلى الأربعاء 20 أوت يفتتحه توفيق الجبالي بمسرحية"صفر فاصل" ويختتم بحفل صابر الرباعي ، يبلغ عدد العروض التونسية ستة عشر عرضا من بينها عروض مسرحية لتوفيق الجبالي وفاضل الجزيري "تسونامي" وريتشارد الثالث لجعفر القاسمي و"إن عاش" لكمال التواتي و"ليلة على دليلة" للأمين النهدي ، وتشارك في المهرجان ليلى حجيج وزياد غرسة ولا يغيب لطفي بوشناق كالعادة دون ان يكون مدعوا لتقديم أي ملف للمهرجان فالرجل قامة في الغناء التونسي مثله مثل صابر الرباعي ولكن كم وددنا أن لا تحجب الشجرة الغابة لأن الموسيقى التونسي لا يمكن أن تختزل في حلقة شبه مغلقة من الأسماء التي" تحضر في كل محضر" مهما كانت المناسبة ومع ذلك حسنا فعل كمال الفرجاني مدير المهرجان ببرمجة جوهر الباسطي وبنديرمان والأخوين الغربي ومنير الطرودي وكان بوسعه أن ينفتح على تجارب أخرى من حقها أن تقدم إنتاجها لجمهور مهرجان الحمامات الدولي الذي كان منصة لإطلاق التجارب الفتية المغايرة للسائد، ولكن ما العمل فالدواليب في بلادنا تدور بالنسق ذاته ومراكز النفوذ في قطاع الثقافة مازالت ممسكة بزمام الأمور ... أما العروض الدولية فالجمهور على موعد يوم 6 اوت مع الجزائرية سعاد ماسي التي غنت قبل ثلاث سنوات في مهرجان قرطاج (قدمت عرضها في متحف قرطاج) والشاب مامي في سهرة 3 اوت ، وتحل غلوريا قينور صاحبة اغنية "ساعيش" لأول مرة بتونس في سهرة خاصة بمهرجان الحمامات يوم 14 اوت عموما لا يمكن قول الكثير الآن عن برمجة مهرجان الحمامات الذي يتحرك ضمن إكراهات متنوعة، مسرح رائع ومبهج لكنه لا يتسع نظريا لأكثر من ألف متفرج وميزانية محدودة ( تصح عليه العبارة الشعبية يأخذ من الجمل وذن) في حين يلتهم مهرجان قرطاج نصيب الأسد ويترك سنويا عجزا بعشرات الملايين دون ان يرف جفن أحد ذلك أن مسألة التصرف المالي سر من أسرار الدولة كما لجان إختيار العروض – إن وجدت- ومقاييسها ... في كل الأحوال نرجو لكمال الفرجاني أن ينجح في تجربته على رأس المهرجان وفي إدارة المركز الثقافي الدولي بالحمامات وهو أحد الأضلاع الثلاثة لرفاق وزير الثقافة الذي وضع سنيا مبارك في قرطاج والأسعد الزواري في صفاقس وكمال الفرجاني في الحمامات والحمد لله أن وزير الإصلاح الهيكلي ليس له إمتداد أكبر وإلا وجدنا رفاقه في كل عمادة بعد أن إطمأن على رفيقه وشاعره المفضل خالد الوغلاني مديرا عاما للمركز الوطني للترجمة – ولا يعرف للوغلاني أنه ترجم سطرا واحدا – وثبت إبن شقيقته راضي صيود في النجمة الزهراء وربما كان كعادته منسقا عاما لمهرجان قرطاج وبارك الله في السيد الوزير الذي أعطى المثال في تطبيق نظرية"الأقربون أولى بالمعروف" وياليته يكمل معروفه فيلتفت لمهرجانات سيدي بوزيد والقصرين وقفصة وسليانة وتوزر وقبلي وباجة وجندوبة ودقة فيرشها بما بل به المهرجانات الكبيرة لأن القاطنين في تلك الجهات المنسية هم مثلي ومثلك يا وزير الثقافة ... تونسيون كاملو الحقوق حتى يأتي خلاف ذلك. ولنا عودة لمهرجان الحمامات الدولي...