قال أمس محمد الرابحي مدير حفظ الصحة والمحيط بوزارة الصحة في ندوة صحفية خصصت لتسليط الضوء على مستجدات الوضع الوبائي في تونس إن البرامج الوقائية ضد تدهور الوضع البيئي صامدة لكن إلى حين منبها من مغبة انتشار الفضلات والنفايات واتلافها عن طريق الحرق. وأشار الرابحي إلى إطلاق كل الأطراف المتدخلة لصفّارة الإنذار درءا لانتشار الأوبئة والأمراض الناتجة عن تراكم الأوساخ وتكاثر الجراثيم والقوارض الناقلة للأمراض. واعتبر الرابحي أن الكلاب السائبة المنتشرة حول مصبات الفضلات وداخل الأحياء السكنية باتت أيضا مصدر قلق وان وزارة الصحة تصدّت خلال السنة الماضية إلى 42 ألف عضة كلب فيما أشارت السيدة رافلة تاج مديرة الصحة الأساسية في هذا السياق إلى ارتفاع حالات عض الكلاب خلال سنة 2013 بنسبة 20 بالمائة ممّا جعل وزارة الصحة ترفع من نسبة الإحاطة بهذه الحالات بتوفير 360 نقطة معالجة إلى جانب تكثيف الحملات التوعوية. حجز 15 طنا من المواد الغذائية وفي ما يتعلق بنشاط المراقبة الصحية خلال الأسبوع الأول من شهر الصيام قال مدير حفظ الصحة إنه تم خلال هذه الفترة القيام ب 14500 زيارة مراقبة عن طريق 279 فريقا يعمل على مدار الساعة وان ذلك أدى إلى تحرير 123 محضرا عدليا ضد المخالفين مقابل تحرير 99 محضرا في مثل هذه الفترة من السنة المنقضية ملاحظا أنه تم اقتراح غلق 20 محلا للمواد الغذائية ورفع 926 عينة للتحليل. وبالنسبة للمواد المحجوزة قال الرابحي إن الكميات التي تم حجزها منذ بداية شهر الصيام مهولة مقارنة بالأرقام المسجلة سابقا مشيرا الى أنه تم على امتداد الأيام السبعة الأولى من شهر الصيام حجز وإتلاف 15 طنا من المواد الغذائية مقابل 9700 طن خلال نفس الفترة من السنة المنقضية. كما أكد مدير حفظ الصحة حجز 3545 علبة ياغورت فاسدة في حين لم يتعد رقم المحجوزات في هذه المادة سابقا 251 علبة في حين ارتفعت محجوزات المواد الغذائية السائلة من 1800 لتر إلى 7529 لترا. وأرجع الرابحي ارتفاع حجم المحجوزات من المواد غير القابلة للاستهلاك من الخضر والغلال واللحوم والدواجن إلى ارتفاع دراجات الحرارة ودخول العديد من المواد الغذائية عبر شبكات التجارة الموازية دون خضوعها لتراتيب المراقبة الفنية والصحية، غير أنه أبدى ارتياحا لعدم تسجيل أية بؤرة تسمم غذائي هذا العام وذلك نتيجة وعي العائلات بقواعد حفظ الأطعمة خاصة في المناسبات العائلية التي أدت السنة الماضية إلى تسجيل 7 حالات تسمم جماعي. وحول التصرف في النفايات ولا سيما الاستشفائية منها أكد الرابحي تخصيص وزارة الصحة لأول مرة خطا تمويليا لنقل هذه الفضلات وإعدامها طبقا لما ينص عليه قانون 1996 الذي يجبر مصدر النفايات التكفل بنقلها ومعالجتها من البداية إلى النهاية مشيرا إلى أن الوزارة ستقوم بالإعلان عن عروض طلب للشركات المختصة للقيام بهذا العمل في إطار قانوني يضمن سلامة البيئة. «كورونا» والتلاقيح في سياق آخر قالت السيدة رافلة تاج مديرة الصحة الأساسية إن وزارة الصحة تواكب تطور انتشار فيروس «كورونا» وأنه تم اتخاذ التدابير اللازمة في جميع مؤسسات الصحة للإحاطة بالإصابات ومنع انتقال العدوى مشيرة إلى أن حالة الوفاة الوحيدة المسجلة كانت مستوردة من السعودية وان ذلك لم يمنع وزارة الصحة من تكثيف الحملات التحسيسية ورفع منسوب الوقاية لدى الحجيج والمعتمرين خاصة أن قرابة 710 حالات من جملة أكثر من 820 إصابة رصدتها منظمة الصحة العالمية سجلت في المملكة العربية السعودية . أما في ما يتعلق بالتغييرات المدخلة مؤخرا على جدول التلاقيح فقد أكدت مديرة الصحة الأساسية رافلة تاج أنه تقرر مؤخرا إجراء بعض التعديلات في جدول التلاقيح وذلك بتغيير التطعيم ضد التلقيح الذي يقدم عادة عن طريق الفم بآخر في شكل حقن وهو من أحدث التلاقيح المعتمدة في الدول المتقدمة وستشرع وزارة الصحة في اعتماده بداية من شهر سبتمبرالمقبل. وأوصت تاج بحسن التكفل بالأطفال والمسنين في شهر رمضان ومراقبة نوعية الطعام المقدم لهم مع التأكيد على أهمية الرضاعة الطبيعة للأطفال منبهة إلى تراجع نسبة الرضاعة عند التونسيات بشكل ملفت للانتباه مما جعل نسبة النساء المرضعات تنزل إلى ما دون ال 9 بالمائة.