يعرف الإبداع بأنه الإتيان بالجديد أو إعادة تقديم القديم بصورة جديدة أو غريبة والتعامل مع الأشياء المألوفة بطريقة غير مألوفة ....أردنا بهذا التقديم إرسال رسالة للفنان الأمين النهدي لا من باب التحامل بل فقط غيرة عليه وحب فيه حتى لا يخرج من الباب الصغيرة وحتى يبقى فنان الشعب الذي يجله الكبير والصغير لأن ما قدمه صراحة في مسرحية "ليلة على دليلة ' هو إهانة لمسيرته الفنية وبالعودة إلى ما قبل المسرحية فقد أكد النهدي في تصريح خاص" للتونسية " في شهر افريل الفارط :" : « طالما قال لي جمهوري بأني أملك صوتا جميلا فلماذا لا أغني ...فاستجبت له وقررت ألا أبخل عليه في إمتاعه بوصلات غنائية ممتعة من التراث الكافي و في مسرحيتي لن أغني الأغاني «الكافية» المتداولة والمعروفة بل سافرت خصيصا إلى الكاف وغصت في عمق المعتمديات على غرار «تاجروين «و«الدهماني» و«السرس» ...بحثا عن أغان مغمورة في تلك الربوع الجميلة .فوفقت في ذلك وعثرت على غايتي المنشودة حيث فوجئت باختزان الكاف لموروث فني غني وثري لكنه ظل منسيا ومهمشا . وفي رحلة بحثي هذه قادتني الصدفة إلى بيت عجوز عمرها 106 أعوام تحفظ كنزا من الأغاني التراثية غير المعروفة والتي سمعتها لأول مرة بالرغم من أني ابن الجهة. فأمدتني هذه المرأة الطاعنة في السن بزاد طريف من الفقرات الغنائية التي ستضفي على مسرحيتي لونا خاصا ..." الأمين لم يكن أمينا وبالرجوع إلى العرض الأول لمسرحية" ليلة على دليلة " ظهر النهدي شاحبا مرهقا ومجهدا واستعان بمطرب أو مؤد نكرة ليؤدي الفقرات الغنائية وليكون بمثابة المتنفس للنهدي لاسترجاع الأنفاس ولتلهية الجمهور إذا لم يف النهدي بوعده ولم يمتع الجمهور بصوته مثلما سبق له ان صرح سابقا وبالمكشوف يمكن التأكيد ان الحالة الصحية للنهدي لا تمكنه من الوقوف لمدة ساعتين على خشبة المسرح وأن "الأمين " ظلم نفسه وظلم جمهوره وأكد بالتلميح والتصريح أن حاجته للمال دفعته للصعود مجددا على خشبة المسرح معولا على اسمه بالذات وحب الجمهور له من الزعيم إلى فنان الشعب لعل جل النقاد يجمعون أن أعمال الفنان الكوميدي عادل إمام تراجعت بدرجة كبيرة بعد تعامله مع نجله رامي غمام وبالتالي فإن مستوى فلم حسن ومرقص يختلف عن الافلام السابقة لعادل إمام او مسرحية "بودي غارد" التي اخرجها رامي إمام بدورها تختلف عن المسرحيات السابقة لعادل إمام والتي ظلت تعرض لسنوات متواصلة بداية بشاهد ما شافش حاجة مرورا ب"الواد سيد الشغال" وصولا إلى "الزعيم " وبدوره لعله يدرك الأمين النهدي ان نجاحه لم يكن مرتبطا بموهبته فقط بل بالمحيطين به ولعله يدرك أكثر من اي وقت مضى أنه مدين بنجاحه في المكي وزكية أو "في هاك السردوك نريشو " للمنصف ذويب وبالتالي فمن المفروض أن يكون الفنان حرفيا في عمله ولا مجال للعاطفة او لمسائل اخرى وأن محمد علي النهدي لم يكتسب الخبرة أو الموهبة الكافية بعد ولا يكفي أن تكون موهوبا لتنجز عملا ناجحا ...