الشكندالي: "القطاع الخاص هو السبيل الوحيد لخلق الثروة في تونس"    أجور لا تتجاوز 20 دينارًا: واقع العملات الفلاحيات في تونس    عشر مؤسسات تونسية متخصصة في تكنولوجيا المعلومات ستشارك في صالون "جيتكس أوروبا" في برلين    تونس.. زيادة في عدد السياح وعائدات القطاع بنسبة 8 بالمائة    نقابة الصحفيين تندد بحملة تحريض ضد زهير الجيس بعد استضافته لسهام بن سدرين    توزر: إمضاء اتفاقية بين ديوان تربية الماشية وتوفير المرعى والمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية لتحسين إنتاجية وجودة المنتجات الحيوانية    جريمة قتل شاب بأكودة: الإطاحة بالقاتل ومشاركه وحجز كمية من الكوكايين و645 قرصا مخدرا    القيروان: انتشال جثة طفل جازف بالسباحة في بحيرة جبلية    تعاون ثقافي بين تونس قطر: "ماسح الأحذية" في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للمونودراما بقرطاج    مدنين: مهرجان فرحات يامون للمسرح ينطلق في دورته 31 الجديدة في عرس للفنون    معرض تونس الدولي للكتاب يختتم فعالياته بندوات وتوقيعات وإصدارات جديدة    عاجل/ تسجيل إصابات بالطاعون لدى الحيوانات..    أسعار الغذاء تسجّل ارتفاعا عالميا.. #خبر_عاجل    منوبة: احتراق حافلة نقل حضري بالكامل دون تسجيل أضرار بشرية    عاجل/ سوريا: الغارات الاسرائيلية تطال القصر الرئاسي    النادي الصفاقسي: 7 غيابات في مباراة الترجي    غرفة القصّابين: أسعار الأضاحي لهذه السنة ''خيالية''    عاجل/ في بيان رسمي لبنان تحذر حماس..    سليانة: تلقيح 23 ألف رأس من الأبقار ضد مرض الجلد العقدي    مختصون في الطب الفيزيائي يقترحون خلال مؤتمر علمي وطني إدخال تقنية العلاج بالتبريد إلى تونس    جندوبة: سكان منطقة التوايتية عبد الجبار يستغيثون    جندوبة: انطلاق فعاليات الملتقى الوطني للمسرح المدرسي    فيلم "ميما" للتونسية الشابة درة صفر ينافس على جوائز المهرجان الدولي لسينما الواقع بطنجة    فترة ماي جوان جويلية 2025 ستشهد درجات حرارة اعلى من المعدلات الموسمية    حزب "البديل من أجل ألمانيا" يرد على تصنيفه ك"يميني متطرف"    في مظاهرة أمام منزله.. دروز إسرائيل يتهمون نتنياهو ب"الخيانة"    بطولة افريقيا للمصارعة بالمغرب: النخبة التونسية تحرز ذهبيتين في مسابقة الاواسط والوسطيات    الإفريقي: الزمزمي يغيب واليفرني يعود لحراسة المرمى ضد النادي البنزرتي    عاجل : ما تحيّنش مطلبك قبل 15 ماي؟ تنسى الحصول على مقسم فرديّ معدّ للسكن!    عاجل/ قضية التسفير..تطورات جديدة…    استقرار نسبة الفائدة في السوق النقدية عند 7.5 %..    البرلمان : مقترح لتنقيح وإتمام فصلين من قانون آداء الخدمة الوطنية    الرابطة المحترفة الاولى: صافرة مغربية لمباراة الملعب التونسي والاتحاد المنستيري    خطر صحي محتمل: لا ترتدوا ملابس ''الفريب'' قبل غسلها!    إلى الأمهات الجدد... إليكِ أبرز أسباب بكاء الرضيع    ارتفاع تكلفة الترفيه للتونسيين بنسبة 30%    صيف 2025: بلدية قربص تفتح باب الترشح لخطة سباح منقذ    في سابقة خطيرة/ ينتحلون صفة أمنيين ويقومون بعملية سرقة..وهذه التفاصيل..    إيراني يقتل 6 من أفراد أسرته وينتحر    عاجل/ هلاك ستيني في حريق بمنزل..    الصين تدرس عرضا أميركيا لمحادثات الرسوم وتحذر من "الابتزاز"    الأشهر الحرم: فضائلها وأحكامها في ضوء القرآن والسنة    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    سعر ''بلاطو العظم'' بين 6000 و 7000 مليم    الرابطة المحترفة الأولى (الجولة 28): العثرة ممنوعة لثلاثي المقدمة .. والنقاط باهظة في معركة البقاء    الرابطة المحترفة الثانية : تعيينات حكام مقابلات الجولة الثالثة والعشرين    أبرز ما جاء في زيارة رئيس الدولة لولاية الكاف..#خبر_عاجل    سقوط طائرة هليكوبتر في المياه ونجاة ركابها بأعجوبة    صفاقس ؛افتتاح متميز لمهرجان ربيع الاسرة بعد انطلاقة واعدة من معتمدية الصخيرة    "نحن نغرق".. نداء استغاثة من سفينة "أسطول الحرية" المتجهة لغزة بعد تعرضها لهجوم بمسيرة    توتنهام يضع قدما في نهائي الدوري الأوروبي بالفوز 3-1 على بودو/جليمت    بقيادة بوجلبان.. المصري البورسعيدي يتعادل مع الزمالك    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    أولا وأخيرا: أم القضايا    نحو توقيع اتفاقية شراكة بين تونس والصين في مجال الترجمة    محمد علي كمون ل"الشروق" : الجمهور على مع العرض الحدث في أواخر شهر جوان    اليوم يبدأ: تعرف على فضائل شهر ذي القعدة لعام 1446ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد حامد (عضو المكتب السياسي ل«حزب الطليعة» ومجلس أمناء «الجبهة الشعبية») ل«التونسية»:«النهضة» و«النّداء» وجهان لعملة واحدة
نشر في التونسية يوم 16 - 07 - 2014


«الجبهة الشعبية» ليست ظلاّ لحمّة الهمّامي
جبهة الإنقاذ كانت خيارا تكتيكيّا ظرفيّا
لن نترك الساحة فارغة لمن يدّعون الوسطيّة
حاوره: عبد الرزاق بن رجب
الأستاذ محمد بن حامد من الذين التحقوا مبكرا بالعمل السياسي ضمن «حركة البعث» مما اضطره للانقطاع عن الدراسة في المرحلة الثانوية فأكمل دراسته في الجامعة الجزائرية أين تحصل على الإجازة في القانون وواصل نشاطه السياسي في إطار الطلبة القوميين. وحال عودته إلى تونس تعرض على غرار كل المعارضين للهرسلة والمضايقات من طرف النظام السابق وأصبح زائرا مستمرا لدهاليز الداخلية. وبعد الثورة أسّس بمعية رفاقه «حركة الطليعة» التي أصبحت أحد أهم ركائز «الجبهة الشعبية».
في حوار جمعها به تطرّقت «التونسية» مع الرّجل إلى المرتكزات الإيديولوجية لحركة الطليعة ومدى ملاءمتها لمتطلبات العصر إضافة إلى برامجها السياسية في إطار الحزب والجبهة إلى جانب نظرتهم للمستجدّات الإقليمية وخاصة بالدول العربية:
ما هي الأسس الإيديولوجية التي يقوم عليها حزب حركة الطليعة ؟
«حزب الطليعة» هو حزب قومي عروبي ذو مرجعية بعثية تأسس في أفريل 2012 له قراءة جديدة للفكر القومي البعثي ويركز أساسا على المسألة الديمقراطية في هذا الفكر وكذلك الإنطلاق لتحقيق المشروع القومي من الواقع الوطني ويؤمن بخصوصية كل قطر من الأقطار المشكّلة للأ مة العربية فما يصلح للواقع التونسي لا يمكن أن يكون صالحا بالضرورة للواقع السعودي أو الصومالي.
هل تعتقد أن الفكر القومي العربي يراعي خصوصية بلدان المغرب العربي ذات الأغلبية الأمازيغية؟
لا بالعكس فحزب الطليعة يبارك ظهور النزعات النضالية الأمازيغية التي أتاحت لها الثورة مجالا لحرية التعبير والتنظم ونرى أن ذلك يثري الإنتاج الحضاري للأمة ومن واجب الدولة حماية ثقافة الأقليات وتنميتها دون أن تكون مرتبطة بأي مشروع إستعماري أجنبي . لا يمكن أن يوجد تصور في فكر الطليعة أن بناء الدولة القومية دولة الوحدة يتعارض أو يلغي ثقافات الأقليات المكونة تاريخيا للأمة العربية ثم لم يثبت أنتربولوجيا أو تاريخيا أن سكان شمال إفريقيا الذين يطلق عليهم إسم البربر وهم في الحقيقة أمازيغ أنهم يختلفون جينيا وفزيولوجيا وفي نمط العيش عن سكان الجزيرة العربية وحتى اللغة العربية تتقارب كثيرا مع اللغة الأمازيغية في الخصائص ومخارج الحروف.
ما سبب فشل «الطليعة» وبقية الأحزاب القومية في الانتخابات الفارطة؟
«حزب الطليعة» الديمقراطي هو حزب فتي ظهر إلى العلن بعد ثورة 14 جانفي 2011 التي أتاحت له ولغيره من الحركات التي كانت مقموعة في تونس حرية التنظم ضمن أحزاب والمشاركة في الحياة السياسية وهو حزب يحمل لواء التجديد في الفكر القومي ويحاول القطع مع الحركة القومية الكلاسيكيةو نحن الآن مازلنا في طور التأسيس وبالتالي ينقصنا التعريف بأطروحاتنا وأفكارنا كحزب وطني ذي أفق قومي وفي الواقع لم نجد بعد الثورة الوقت الكافي للتنظم ولا الفضاءات للتعريف ببرامجنا وأفكارنا خاصة أننا في منافسة مع حركات لها عدة أجنحة وأهمها الإمبراطوريات الإعلامية التي كانت تدعمها بشكل مفضوح وبتحيز غير خاف على أحد والحمد لله أن الرأي العام اليوم أصبح يعرف نوايا هذه الماكينات الإعلامية.
لماذا فشلت الأحزاب القومية في مبادرة خاصة بها وتفرقت بين اليمين واليسار والوسط؟
مباشرة وبعد نتائج إنتخابات 23 أكتوبر وما أفرزته من هزيمة للقوى القومية واليسارية تقدم «حزب الطليعة» بمبادرة لتوحيد كل الأحزاب القومية تحت راية واحدة أو تنظيم واحد أو حركة واحدة وتركنا التسمية لما يتفق عليه الإخوة والفرقاء وقمنا بأكثر من خمس جلسات مع «حركة الشعب» و«حركة البعث» و«الجبهة الشعبية الوحدوية» ومستقلين وآخرين واستمرت الجلسات واللقاءات وتقدم «حزب الطليعة» بوثيقة مكتوبة وفوض للأطراف تصور أي شكل من أشكال التنظيم والتوحد ولكن رغم هذا الحرص من حزب الطليعة العربي الديمقراطي على تجميع العائلة الديمقراطية فإن مساعينا فشلت لعدم جدية أغلب الأطراف وعدم إدراك ضرورة التكتل والتوحد مما جعل هذه المبادرة تقبر في المهد.
بعد فشلكم في تجميع العائلة القومية اتجهتم نحو اليسار الشيوعي رغم الإختلافات الجوهرية؟
بعد فشل المبادرة التي ذكرتها سابقا سعينا إلى تأسيس جبهة شعبية تقدمية تضم أوسع ما يمكن من العائلة الديمقراطية التقدمية فكانت «الجبهة الشعبية» التي انضمّ لها كل من يؤمن بالخيار البديل في وجه التجاذب الثنائي دساترة وإسلاميين بصرف النظر عن الإنتماءات الإديولوجية يسارية كانت أم عروبية.
ألا ترى أن حضوركم كان باهتا ضمن «الجبهة الشعبية» مقارنة بالأحزاب الشيوعية ؟
بالعكس كنا ومازلنا فاعلين والشق العروبي له مكانته المتميزة في إطار «الجبهة الشعبية» واعتبرنا خيار الجبهة خيارا إستراتيجيّا لا محيد عنه لتحقيق أهداف الثورة وإحداث توازن في المشهد السياسي الوطني وكانت بالفعل في مستوى التحديات المنوطة بعهدتها وفي مستوى الآمال التي علقت عليها من طرف شعبنا الرافض للنمط الإخواني ولمنظومة الإستبداد فانتشرت الجبهة بسرعة فائقة في كامل تراب الجمهورية وكانت حركة الطليعة في كامل محطاتها النضالية فاعلة ورائدة.
لكن هناك من يرى أن «الجبهة الشعبية» مجرد ظل لحمة؟
هذا غير صحيح بالمرة ولكن الحضور المكثف للرفيق حمة الهمامي مرده اختيار الأحزاب المشكلة للجبهة الشعبية له ليكون ناطقها الرسمي لتاريخه النضالي ومصداقيته تجاه جميع الأطراف إلا أن ذلك لم يمنع بروز قيادات أخرى كالرفيق أحمد الصديق الذي كان حضوره مقنعا باعتباره وجها عروبيا له مصداقيته وله قدرة على الإقناع وطلاقة في اللسان وقد قدم للجبهة إضافة ملحوظة.
تعتقدون أنكم حققتم التوازن داخل «الجبهة»؟
نحن بالفعل قد حققنا نوعا من التوازن داخل «الجبهة» وأضفنا بُعدا عروبيا قوميا لها ومن يرى أن الجبهة تحالف أحزاب شيوعية هو شخص يجانب الصواب إما عن جهل أو لغاية في نفسه لن يقضيها بإذن الله.
من تطرحون أنفسكم بدائل عنهم لم يمنعكم إختلافكم معهم من التحالف معهم في «جبهة الإنقاذ»؟
«جبهة الإنقاذ» في حقيقة الأمر لم تكن خيارا إستراتيجيا وإنما كانت خيارا تكتيكيا كانت مجرد لقاء لإنجاز مهام محددة. هي في الحقيقة تحالف القوى الديمقراطية والمجتمع المدني أحزابا وجمعيات ومستقلين لإسقاط مشروع 23 أكتوبر الذي كان خطرا حقيقيا على النمط الإجتماعي ومدنية الدولة. وقد تأسست جبهة الإنقاذ بعد إغتيال الشهيد الحاج محمد البراهمي واتضاح الخطر المحدق بالبلاد وبكل فكر حر خاصة أن الأطراف المشكلة لجبهة الإنقاذ كانت تخاذلت بعيد اغتيال الشهيد شكري بالعيد ولم تقدر الخطر المحدق بالبلاد حق قدره وهرولت للحوار مع حكومة الجبالي واستجابت عن جهل لما دعاهم إليه من ضرورة الجلوس على مائدة الحوار والذي خيّب آمال الجميع بما في ذلك حمادي الجبالي الذي اضطر للاستقالة ودخل في خلافات مع حزبه الذي اغتر بنتائج الإنتخابات وظنّ أنّ الشعب وقع له صكا على بياض ورغم إعتراف حمادي الجبالي بفشل حكومته اقتصاديا وأمنيا واجتماعيا وبضرورة تشكيل حكومة تكنوقراط فإنّ «النهضة» لم تعدل إيقاعها على واقع الشعب التونسي ، قلت كانت جبهة الإنقاذ تحالفا ظرفيا لإنجاز مهمة محددة وهي إسقاط حكومة «الترويكا» الفاشلة وقد أنجزت مهمتها وبالتالي إنتهى مبرر وجودها ولكن تبقى علاقتنا طيبة مع كل القوى الديمقراطية التي تريد خيرا بالبلاد.
في الإستحقاق الإنتخابي القادم هل ستدخل «الجبهة» بقائمات موحدة أم بقائمات متفرقة حسب الاحزاب؟
بالتأكيد سندخل الإنتخابات القادمة تحت راية «الجبهة الشعبية» فخيار الجبهة بالنسبة لنا خيار مبدئي لا رجعة فيه ولكن الجبهة أيضا ستكون منفتحة على كل القوى والشخصيات التقدمية التي تتقارب معنا في الرؤى والبرامج خاصة أننا ندعي أننا نقدم البديل الثوري الذي يحتاجه شعبنا الذي ثار على منظومة الإستبداد ولا نراه يرغب في عودتها كما أنه خاب أمله في الأحزاب الدينية التي هددت مسلماته ونمط عيشه وأدخلته في دوامة العنف والإرهاب. ولهذه الأسباب أعتقد أن الجبهة هي الخيار الواقعي سياسيا واقتصاديا وإجتماعيا كما أن رصيدنا النضالي يضفي علينا مصداقية غير قابلة للنقاش والدعوة هنا مفتوحة لكل من يؤمن بتونس حرة مدنية ومستقلة غير تابعة تحت قاعدة السيادة الوطنية المحضة إلى الإنضمام لمشروع الجبهة كحركيين أو مراقبين للإنتخابات القادمة خاصة أن الجبهة شرعت منذ مدة في تركيز هياكلها المحلية بعد استكمال تنسقياتها الجهوية.
ماذا لو وقع التحالف بعد نتائج الإنتخابات القادمة بين «النهضة» و«النداء»؟
هذا الأمر ليس غريبا ولا هو مستبعد الوقوع وإن حصل فإنه يوضح خيارات «الجبهة» هو غير مستبعد لأنه في الواقع تحالف النمط الرأسمالي الليبرالي ضد مصلحة الشعب المفقر الذي يزداد فقرا كل يوم نظرا لتوحش الرأسمالية العالمية وسيثبت أن الجبهة هي الخيار الأمثل للشعب التونسي وهي المدافع الحقيقي عن مصالحه الوطنية والجبهة الشعبية بنضجها السياسي لن تترك الساحة فارغة لمن يدعون الوسطية وهم في الحقيقة ممثلي أعتى أشكال الرأسمالية المتطرفة ولا فرق في رأيي بين «النهضة» و«النداء» إلا في التسويق الإعلامي. أما في الجوهر فهما وجهان لعملة واحدة في الخيارات الإقتصادية والإجتماعية ويشتركان كذلك في الإستعداد للتفريط في القرار الوطني والسيادة الوطنية.
ماذا لو استأثرت بعض الأطراف المكونة ل«الجبهة» بالقائمات الإنتخابية على حساب الشق العروبي؟
من حيث المبدأ لا وجود لهذه المخاوف لأن الجبهة أصبحت لها تقاليد لإدارة الأزمات.
و الخلافات الداخليةو كل القرارات إنما تصدر عن مجلس الأمناء وفي إطار التوافق والحفاظ على مختلف مصالح الأحزاب والأفراد المشكلة للجبهة ولذلك مازالت الجبهة محافظة على تماسكها وإنسجام مكوناتها إلى حد الآن وهي قادرة بروحها الديمقراطية وبمبدإ التوافق بين مكوناتها على تشكيل قائماتها في إطار التوافق ورضا مختلف الأطراف بعيدا عن أي خلاف أو تصدع وهذا التماسك يحسب للجبهة مقارنة بالصراعات التي تشق صفوف عدة أحزاب وتكتلات أخرى .
في ظل الوضع الراهن هل تعتقد أن الوحدة الإندماجية بين مختلف الشعوب العربية مازالت ممكنة؟
في حقيقة الأمر الوحدة العربية الإندماجية لم تعد ممكنة في الوضع الراهن ولكن في ظل إنتشار الفكر والثقافة الديمقراطيين لم يعد من المجدي قيام ثورات شعبية نازعة نحو الوحدة تنتهي بقيام الدولة العربية الموحدة بل إن طريق الوحدة سيكون حتما عبر امتلاك الشعوب لزمام أمرها واتجاهها نحو التكامل والوحدة العربية التي نراها الشرط الأساسي للنهوض والتقدم وكذلك الرفاه الإجتماعي. أما الآن وفي ظل التفاوت الكبير بين مختلف الأقطار المشكلة للأمة العربية فمن الواجب تهيئة الظروف حسب خصوصية كل قطر وتطوير مؤسساته من الداخل وصولا إلى إنحسار الدولة القطرية شيئا فشيئا وإتاحة المجال لظهور دولة الوحدة العربية فمتى إستطاعت الشعوب في الدول القطرية أن تنشئ مؤسساتها ومجالسها المنتخبة ستتجه بالضرورة نحو التوحد مع بقية الأقطار لأن الوحدة هي الكافل الوحيد حسب رأيي لإستقلال القرار وإمتلاك القوة والنهوض الإجتماعي والإقتصادي.
ما رأيك في من يرى إمكانية قيام فيدرالية عربية؟
المسألة مفتوحة في صيغة فيدرالية أو غيرها من الصيغ كل هذه المسائل متروكة إلى الإجتهاد والمجتمع المدني هو من سيدفع نحو قيام هذه الدولة الوحدوية بصرف النظر عن شكلها فيدرالية أو في أي شكل من الأشكال.
ألا ترى أن مسألة الوحدة العربية عفا عنها الزمن وأصبحت طرحا غير واقعي؟
و أنا أستغرب من يرى أنها طرحا غير واقعي وأعتبر أنها حتمية تاريخية رغم ما يشهده المد القومي من إنحسار ورغم خيبات الأمل المتكررة ورغم وقوع بعض أطراف الوطن العربي تحت الاستعمار فإنّ الحركة القومية ستظلّ حركة دفع إلى أن تعود فلسطين عربية ويعود كل شبر مستعمر إلى خريطة الوطن العربي ودولة الوحدة ستكون في يوم من الأيام حقيقة ثابتة للعيان .
ما رأيكم في ما يحدث في سوريا ؟
ما يحدث في سوريا كان في بداياته إنتفاضة سلمية من أجل فرض إصلاح ديمقراطي إلا أنها انحرفت بتدخل أطراف أجنبية قامت بتسليحها ووجود فصائل إرهابية مسلحة مرتبطة بدول إقليمية مما جعل الشعب السوري يتراجع في احتضان تلك الحركة السلمية الديمقراطية لأن الوطن أصبح مهددا بالتقسيم والتشظي لذلك أصبح النظام السوري يمثل وحدة الوطن وتماسكه خاصة بعد أن أصبح الطرف المقابل ممثلا من الجهادية التكفيرية إضافة إلى السند القوي الذي وجده من طرف روسيا. إذا الثورة إذ وقع تحويل وجهتها والنظام السوري أصبح يمثل بالفعل وحدة الوطن والجيش والدولة .
ما الفرق حسب رأيك بين دور «داعش» في سوريا ودور «داعش» في العراق؟
لا فرق أصلا... السلفية الجهادية تريد إقامة دولة الخلافة أينما وجدت
هناك من يتحدث عن تحالف بين حزب «البعث» و«داعش» في العراق؟
لا أعتقد أن هناك مساندة من البعثيين ل«داعش» لأن اختلافاتهم جوهرية وإن تشابها في رفض الواقع في العراق الذي أصبح مجال نفوذ إيراني وحكومة المالكي تشتغل بأوامر إيرانية ومسألة تحرير العراق من الهيمنة الإيرانية هي محل إجماع ومن المفارقات أن النظام السوري مستفيد من وجود المالكي في سدة حكم العراق وهذه المسألة نحن نرفضها بعنف نحن نرفض اي تحالف إستراتيجي بين سوريا وإيران وإن كان من حقها أن تلعب كل الأوراق لتحقيق الوحدة فوق أراضيها ومحاربة المليشيات الإرهابية ولا ننسى أن النظام السوري له نزعة طائفية وهو ما استفادت منه إيران لخلق مجال نفوذ إقليمي لها تحت تعلة الممانعة والمقاومة فأصبح النفوذ الإيراني يمتد من طهران إلى بيروت مرورا ببغداد ودمشق.
لكن النظام الإيراني هو الحليف الأهم ولولاه لما استطاع النظام السوري الصمود إلى اليوم؟
من حق سوريا استعمال الورقة الإيرانية ضد المليشيات الأجنبية لكنه تجاوز التحالف التكتيكي إلى تحالف استراتيجي وهذا هو المرفوض
لكن هناك قوى قومية دعت إلى التحالف مع إيران تحت تسمية المؤتمر القومي الإسلامي؟
هذه دعوة طوباوية وغير واقعية بالمرة بدليل أنها فشلت ولم نر لها أي أثر وهي غيرممكنة أصلا ولا تملك أي عامل من عوامل النجاح.
لم تطلبون تأجيل الإنتخابات رغم حاجة البلاد إلى الخروج من الوضع المؤقت في أقرب وقت ممكن؟
لم نطلب تأجيل الإنتخابات وإنما التمديد في آجال التسجيل حتى يتسنى لأكبر عدد من الناس التسجيل خاصة أمام ضعف الإقبال وعزوف المواطنين عن الإلتحاق بمكاتب الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات والتي تشكلت هي الأخرى بصفة متأخرة وهو أمر مقصود وكذلك عدم الإبقاء على الهيئة القديمة مقصود أيضا والغاية منه مشاركة أقل ما يمكن في الإنتخابات ليبقى الحال على ما هو عليه إضافة إلى أن الهيئات الفرعية مخترقة بشكل كبير من حركة «النهضة» ونذكر مثلا أن أحد أعضاء الهيئة الفرعية بفرنسا منتم لحركة «النهضة» ويجاهر بذلك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.