أكدّ فيصل الشريف (محلل عسكري) انّ العملية التي جدّت بجبل الشعانبي واستهدفت جنودنا كانت مدروسة بعناية فائقة، وقال على الأرجح انّ المجموعات التي نفّذتها متحصّنة بالمدن وان لديها الأسلحة وانها بصدد تنفيذ عمليات نوعية لبث الرعب. وأشار إلى انّ فرضية قدوم هذه المجموعة من جبل الشعانبي شبه مستحيلة وعلى الأرجح انها متمركزة داخل احدى المدن. وأضاف الشريف انّ هذه العملية النوعية كشفت انّ هذه المجموعات تتلقى الدعم اللوجستي والمادي ، مذكرا بالعملية التي استهدفت منزل وزير الداخلية والتي أسفرت عن قتل 4 أمنيين وكيف ان المجموعة الإرهابية كانت تتحرك بأريحية وبكلّ سهولة ووقاحة في القصرين. وأكدّ ان الارهابيين في تلك العملية وصلوا إلى الهدف وقتلوا 4 أمنيين وقال انهم كانوا ينتظرون وصول التعزيزات الأمنية لإحداث خسائر أكبر. وأضاف فيصل الشريف انّ العملية الإرهابية الأخيرة استهدفت نقطتين قارتين للجيش الوطني وانّ الهجوم تم في نفس التوقيت وذلك لإحداث أكبر عدد من الأضرار ولكي لا يتم التنسيق بين الوحدتين وأيضا مع قوات أخرى وهو ما يفسرّ سقوط 14 ضحية دفعة واحدة. وأشار الى ان هذه المجموعات تتحرك بأريحية ولديها وسائل التنقل اللازمة وأنها تعرف جيدا أوقات تمركز الجيش ولديها كافة المعطيات لتنفيذ عملياتها معتمدة على عنصر المباغتة. واعتبر مخاطبنا ان هناك غموضا كبيرا حول مصير الجندي المفقود وهل انه مختطف، أم انه قتل ولكن لم يتم العثور عليه؟ معتبرا انه في صورة إختطافه فإن المسألة قد تأخذ منحى خطيرا جدا.. وقال انه علينا معرفة الجهات التي تدعم وتمول هؤلاء الإرهابيين. وتساءل: «هل هناك خيانة أم أن هؤلاء لديهم أطراف من داخل الأجهزة متواطئة معهم وتزودهم بالمعطيات التي يحتاجونها أم انهم مجرد خلايا نائمة تتحرك متى شاءت لضرب أهداف تختارها أم ماذا؟». وقال انه تمّ تسريب معطيات حول وجود اختراقات في الأجهزة الأمنية فهل هي كذلك في الجيش؟ داعيا إلى التدقيق في هذه المسألة لمعرفة الحقيقة. وحول طبيعة السلاح الذي تم إستعماله في هذه العملية، قال انّ ال «آر. بي. جي» المستعمل مضاد للعربات ويستعمل حتى على بعد كلم، مؤكدا انه عادة ما يلحق أضرارا فادحة. وأشار إلى انه تم إستعمال «الرّمانات» (قنابل يدوية) المتفجرة وهو ما يفسرّ حرق الخيام وتفحم الجثث داخلها. وأكد ان الأسلحة المستعملة في هذه العملية روسية الصنع ومهرّبة من ليبيا. وقال ان تنفيذ عمليات أخرى في قادم الأيام وارد جدا خاصة ليلة 27 وخلال العشر الأواخر من رمضان. وأضاف انه في صورة مسك أو قتل المزيد من الإرهابيين فإن ردّ الفعل وارد جدا، واعتبر انه من الأفضل لنا دائما ان نتوقع حدوث الأسوأ من ألاّ نتوقع شيئا. وأشار إلى أنّنا نعاني من غياب التنسيق بين الوحدات ونقص المعطيات الاستخباراتية معتبرا ان الجانب الإستخباراتي يشكل 90 بالمائة من العمل. واعتبر الشريف ان المجموعات التي خرجت للاحتفال مباشرة بعد حادثة الشعانبي تعتبر شريكة في الجريمة وقال ان هؤلاء لو توفر لديهم السلاح لقتلوا وبالتالي فإنه من الضروري محاكمتهم ومحاسبتهم.