كشف فيصل الشريف المحلل العسكري ل«التونسية» ان فرضية توغل الإرهابيين داخل القصرين أو المناطق المجاورة صعبة للغاية ،مضيفا ان الأرجح هو بقاء هذه الجماعات في الجبل ،وأنهم لازالوا يتحصنّون بالمغاور. وقال ان جبل «الشعانبي» محاصر من جميع الجوانب ولا يمكن الهروب من الأطراف كما ان جهة الجزائر مطوّقة، وقال ان مساحة «الشعانبي» تقدر ب 70 كيلومترا مربّعا مضيفا ان المنطقة المحاصرة تسمى ب«خشم الكلب» معتبرا ان الإطار المكاني والذي يتكون من جبل عال وغابة وأشجار كثيفة هو الذي أخرّ عملية القبض على عناصر الجماعات. وأكدّ أن العناصر الإرهابية عادة ما تتحرك ليلا لكي يصعب كشفها وقال انه يلزمنا الاستعانة بالأشعة تحت الحمراء لتعقب كل التحركات ليلا، وكذلك بالأقمار الإصطناعية التي تسهل عملية الكشف عن الإرهابيين. وأضاف أن هذه الجماعات تحذق حرب العصابات وفنون التخفي، وقال انه يلزمنا خبرات وأشخاص سبق لهم التعامل مع هذه العناصر ويفهمون تقنيات تحركهم وتخفيهم بحكم تعاملهم مع الظاهرة الإرهابية. وقال ان ما تم العثور عليه من آثار في جبل «الشعانبي» هوعبارة عن مخيمات تدريب، وأن هذه الجماعات والتي تتكون من جزائريين وتونسيين تحبذ التدرب في الجبال ولم يستبعد أن تكون بصدد التحضير لتنفيذ عمليات داخل المدن سواء كانت تونسية او ليبية أو جزائرية . وقال ان العملية التي جدت مؤخرا في بنغازي هي من تنفيذ الجماعات الجهادية التكفيرية، مضيفا ان مصادر ليبية أكدت له ان هناك ما يزيد عن 25 مليون قطعة سلاح في ليبيا تم تهريبها أثناء الثورة وبالتالي فإن كميات السلاح المهربة مهولة جدا وقد تستغلها الجماعات الإرهابية في تنفيذ مخططاتها. وأضاف «الشريف» انّ المؤونة لا تشكل مشكلا كبيرا للإرهابيين المتحصنين بالفرار لأننا لا نعرف الأشياء التي حملوها معهم ولا أعدادهم بالتدقيق، مضيفا أنه قد يكون لديهم بعض المخزونات الغذائية كالفرينة وبعض المدخرات من الماء والتي قد تكون حملت أثناء الفرار، معتبرا ان هذه المؤونة قد تكفيهم للعيش شهرا كاملا، وأن نفاد كميات الماء هو الذي قد يعجل بالقبض عليهم.