وصف امس الأستاذ الصافي سعيد ل «التونسيّة» الجمهوريات التي تشكّلت بعد الإستقلال في الدول العربيّة وفي غيرها من العالم الثالث بأنها كانت أشبه بالصناديق الخاوية التي تتطلّب عمليّة تجديدها متسائلا «هل نحن نجدّد الصناديق أم المضامين؟» ،على حدّ تعبيره، مؤكّدا ان المسالة تتوجّب إيجاد مواطن جديد عبر مواصفات وعناوين واهداف جديدة لنتمكّن من ذلك. وأوضح سعيد انّ فكرة النظام الجمهوري مستوردة ولا تنتمي إلى ثقافة العالم الثالث مبيّنا أنّه في منتصف القرن العشرين ومع بداية تحرّر الشعوب تشكّلت جمهوريات جديدة اختارتها الشعوب كنظام سياسي لها دون تفكير ودون الرجوع إلى التاريخ مشيرا الى أنّ الأمر ينطبق على بلادنا التي كانت «مستعمرة فرنسيّة صادقة» مما يدعو إلى تجديدها نظرا لاختلاف القرن الواحد والعشرين على القرن العشرين. و أشار سعيد إلى أنّ الجمهوريّة هي تقريبا تأسيس لاَجَماهيري لأنّ مؤسسها في فرنسا واستراليا وغيرها من البلدان الغربيّة من أصول عسكريّة في حين أنّها أحدثت في اغلب الدول العربيّة كسوريا والعراق وتونس جرّاء انقلابات عسكريّة موضّحا انّها ليست أفضل من الأنظمة الملكيّة «الملكيات في بعض الدول الغربيّة افضل من الجمهوريات». و أكّد سعيد انّ الجمهوريّة اليوم في تونس بصفة خاصّة وفي العالم العربي بصفة عامّة تتطلّب التجديد لأنّه لا بدّ من بناء جمهوريّة صحيحة تتماشى مع متطلبات العصر والديمقراطيّة وتحقيق التنمية وهو ما يجب ان تعمل على تأسيسه النخب السياسيّة الموجودة اليوم على الساحة.