إثر تنامي أعمال العنف في العاصمة الليبية طرابلس منذ مايزيد عن الإسبوعين تقريبا , إنقطعت إثرها عديد الخدمات كالماء و الإنترنيت بالإضافة إلى الإرتفاع الكبير في سعر النفط بعد تفجير خزان يحتوي على قرابة ستة ملايين لتر , لم يجد سكان المدينة وغيرهم من الجنسيات الأخرى هناك وحتى الهيئات الديبلوماسية العاملة في ليبيا حلا غير الهروب من دائرة العنف الذي نشب بين كتائب تعددت مسمياتها إحتمت بشرعية الدولة وهي كتائب مصراته الموالية للقذافي سابقا وكتائب الزنتان التي تقول إنها قادت الثورة وساهمت في الإطاحة بنظام القذافي . كثيرة هي العائلات التي إختارت مغادرة بيوتها و خاصة سكان العاصمة طرابلس و أحوازها منهم من تحدث في رأس الجدير ل«التونسية» بحرقة وألم كبير بعد فقدانه لكل عائلته جراء قصف بصاروخين على وجه الخطإ على البيت , الصورة قد تكون أكثر إيلاما عندما ترى عجوزا مسنة لا سند لها فقدت ولديها زمن الإطاحة بالقذافي وفقدت زوجها منذ أيام فإختارت الهروب إلى تونس . وفي ظل التوتر الذي يسود أرجاء عديدة من ليبيا المقسمة الى مناطق بين الكتائب والتنظيمات المسلحة حيث يسيطر تنظيم أنصار الشريعة على مناطق عديدة في شرقي ليبيا و أهمها بنغازي المعقل الرئيسي لهم و في مصراته و سرت الجهة الساحلية و موطن الموالين للعقيد القذافي و في الجبل الغربي و من أهمها نالوت و الزنتان التي تسعى جاهدة للسيطرة على المنشآت الحيوية في البلاد من أهمها المطارات و الموانئ و المنافذ الحدودية التي تمثل دورا مهما و متنفسا حيويا في الإنفتاح على الخارج و تضم في تنظيمها كتيبة « القعقاع». أرقام لها دلالات مصادر أمنية مسؤولة برأس الجدير قالت بأن حركة العبور بلغت في أول أيام عيد الفطر ثمانية ألالف ليبي وألف تونسي ومايقارب عن ألف آخرين من جنسيات مختلفة ليتواصل الرقم الجملي للمغادرين نفسه في اليومين الأخريبن, يمثل الليبيون العدد الأكبر منه بالإضافة إلى أربعة آلاف مصري وعدد من الأتراك والأمريكان وجنسيات أخرى كانت تعمل في طرابلس وإنقطعت أمامها السبل لمغادرة ليبيا بعد الأضرار التي لحقت بمطار طرابلس والتي بلغت وفق تقارير أمنية وإعلامية 90 بالمائة منها , إختارت كلها الخروج من ليبيا عبر بوابة رأس الجدير التي عملت السلطات التونسية هناك على إجبار الداخلين بالتوجه مباشرة نحومطاري جربة جرجيس ومطار قابس لمغادرة تونس حتى لا يتكرر سيناريو سنة 2011 عندما إستقبلت تونس مايزيد عن المليون ومائتي ألف لاجئ في مخيمات منها الشوشة الذي بقي شوكة في حلق الدولة ولم يغلق حتى الآن . إجراءات أمنية مشددة وتفتيشات دقيقة ولتتجنب تونس حدوث أي مكروه لا قدر الله عملت السلطات على وضع أعداد كبيرة من مختلف التشكيلات الأمنية من جيش وحرس وديوانة وشرطة لتفتيش السيارت والأمتعة ومراقبة سير الحركة في رأس الجدير , هذه الإجراءات المشددة مكنت السلطات الأمنية من العثور على عدد من الأسلحة منها بنادق صيد ومسدسات كاتمة للصوت وكلاشينكوف وغيرها بحوزة بعض الليبيين . كما منعت السلطات الأمنية هناك شخصين قالت بأنهما ينتميان إلى تيار ديني متشدد محظور في تونس وهما أصيلا مدينة بنغازي الليبية. إجراءات أمنية كبيرة بالمراكز الحدودية المتقدمة في ظل التطورات الأمنية التي تشهدها ليبيا وما قد تعكسه على تونس البلد المجاور عززت القوات الأمنية والعسكرية وجودها على طول الشريط الحدودي البري مع هذا البلد وفرضت مراقبة ودوريات أمنية مشتركة لكل العابرين برا وما قد يحملونه من أسلحة عند دخولهم إلى تونس .