أورنج تونس تدشّن مركز البيانات الجديد بولاية سوسة لمواكبة التحديات الرقميّة المستقبلية    سيدي بوزيد: انطلاق أشغال المستشفى الجهوي بمعتمدية جلمة في موفى ماي الجاري    وزارة الشباب والرياضة تعلن عن مشروع اصلاحي في علاقة بخطة المديرين الفنيين الوطنيين للجامعات الرياضية    عاجل/ حادث مرور مروع بقابس..وهذه حصيلة الضحايا..    منزل بوزلفة: الاحتفاظ بتلميذ من أجل إضرام النار بمؤسسة تربوية    عرض خاص من الخطوط التونسية لأعضاء fidelys    نواب الشعب يشرعون في مناقشة مشروع قانون يتعلق بمساهمة البنك الإفريقي للتنمية في تمويل تطوير البنية التحتية للطرقات    "بلومبرغ": الصادرات الصينية تتحدى الرسوم الأمريكية وتسجّل نمواً    بريطانيا تستعد "سرا" لهجوم عسكري مباشر من روسيا    مخزون السدود في تونس يُسجّل أعلى مستوى منذ 2019    وزارة التجارة: إنخفاض أسعار الفلفل والطماطم    العائلة التُونسيّة تحتاج إلى أكثر من "5 ملاين" شهريًا..!!    حملات أمنية على مروّجي المخدرات وحجز كميات متفاوتة من مخدّري القنب الهندي والكوكايين    الدورة الثامنة لتظاهرة 'الايام الرومانية بالجم - تيتدروس' يومي 10 و11 ماي بمدينة الجم    وفاة المدافع الأرجنتيني لويس غالفان بطل مونديال 1978    نصف نهائي دوري الأبطال: موقعة إنتر وبرشلونة الليلة    بطولة انقلترا : فورست الساعي للعب في رابطة أبطال أوروبا يتعادل مع كريستال بالاس    الدورة الخامسة للصالون الدولي للانشطة والتكنولوجيات المائية يومي 7 و8 ماي بمقر الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية    عاجل | تشديد شروط التجنيس في فرنسا يُقلق التونسيين المقيمين بالخارج    تونس الكبرى دون "تاكسيات"..ما القصة..؟    عاجل/ بشبهة حيازة مخدرات..الاحتفاظ بلاعب دولي معروف..    اليوم: تواصل مؤشّرات الأمطار    سيناريو ماي وجوان 2023 سيتكرر..وأمطار غزيرة مرتقبة..#خبر_عاجل    المنتخب التونسي في ثلاث مواجهات ودية استعداداً لتصفيات مونديال 2026    كل ما تريد معرفته عن حفلة ''Met Gala 2025''    خبراء يحذّرون و يدقون ناقوس الخطر: ''فلاتر التجميل'' أدوات قاتلة    قليبية: ايقاف المعتدي على النساء بشفرة حلاقة    ترامب: نعرف من المسؤول عن تفجير "نورد ستريم"    المدير العام للسدود: تحسن غير مسبوق في منسوب المياه ... وبوادر إيجابية لموسم فلاحي واعد في تونس    بطولة مصر : هدف سيف الدين الجزيري غير كاف للزمالك لتخطي البنك الاهلي    التضخم السنوي ينخفض في تونس    السجن والغرامة لرجل الأعمال يوسف الميموني في قضية استيلاء على الملك البحري    بطولة روما للتنس :انس جابر تستهل مشوارها بملاقاة التشيكية كفيتوفا والرومانية بيغو    رئيس الجمهورية يوصي بفتح باب الانتدابات وإعداد مشروع قانون المالية للسنة القادمة    طقس الثلاثاء: أمطار غزيرة بهذه المناطق    سعيد: تونس تحملت الكثير من الأعباء ولا مجال ان تكون معبرا أو مقرّا للمهاجرين غير النّظاميّين    وزير الخارجية يؤكد استعداد تونس لضمان عودة سلسة للمهاجرين غير النظاميين إلى بلدانهم الأصلية    عاجل : بريطانيا تلوّح بتقليص التأشيرات لهذه الجنسيات    صفاقس : عودة متميزة لمهرجان سيدي عباس للحرف والصناعات التقليدية في دورته31    لأول مرة في السينما المصرية/ فيلم يجمع هند صبري بأحمد حلمي    إلزام الناشرين الأجانب بإرجاع كتبهم غير المباعة إجراء قانوني    مهرجان محمد عبد العزيز العقربي للمسرح...دورة العودة والتجديد و«ما يراوش» مسك الختام    هبة يابانية    عاجل/ إعلام إسرائيلي: تم تدمير ميناء الحديدة في اليمن بالكامل    الحماية المدنية تنبّه من الممارسات التي تساهم في اندلاع الحرائق    آلام الرقبة: أسبابها وطرق التخفيف منها    محمد رمضان يشعل جدلا على طائرته    سعر "علّوش العيد" يصل 1800 دينار بهذه الولاية.. #خبر_عاجل    تتمثل في أجهزة التنظير الداخلي.. تونس تتلقى هبة يابانية    الدورة الاولى لتظاهرة 'حروفية الخط العربي' من 09 الى 11 ماي بالقلعة الصغرى    الرّابطة الثانية : برنامج مباريات الدُفعة الثانية من الجّولة 23.    قيس سعيّد يُجدّد دعم تونس لفلسطين ويدعو لوحدة الموقف العربي..    عاجل -فلكيا : موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025    الدورة الاولى لصالون المرضى يومي 16 و17 ماي بقصر المؤتمرات بتونس العاصمة    تونس: مواطنة أوروبية تعلن إسلامها بمكتب سماحة مفتي الجمهورية    الأشهر الحرم: فضائلها وأحكامها في ضوء القرآن والسنة    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    أولا وأخيرا: أم القضايا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس الحكومة حربنا على الإرهاب أولويّة... و«ماناش راقدين على وذنينا»
نشر في التونسية يوم 05 - 08 - 2014

أعلن صباح الثلاثاء رئيس الحكومة خلال لقائه بعدد من الصحافيين ورئيس نقابة الصحفيين ناجي البغوري أنه متمسك بتنفيذ بنود خارطة الطريق ولكن الواقع فرض عليه تحديد جملة من الأولويات في مقدمتها الحفاظ لا على هيبة الدولة فقط بل على الدولة نفسها وتماسكها أمام ما يتهددها من أخطار. وتعهد رئيس الحكومة بتنظيم الانتخابات في موعدها رغم الوضع الأمني غير المستقر في جارتنا الجنوبية ورغم التهديدات الإرهابية المتعاظمة التي ترمي إلى الانقضاض على البلاد.
وكان رئيس الحكومة خلال لقائه بالصحافيين مرفوقا بوزراء العدل والداخلية والدفاع والوزير المكلف بالأمن وعدد من القيادات الأمنية ومستشاره الاتصالي مفدي المسدي.
حلّ رئيس الحكومة في الموعد المحدد بالثانية في حين لم ير بعض الصحفيين حرجا في القدوم متأخرين معولين على روح الدعابة لتبرير تأخرهم.
لا سابق معرفة لي بمهدي جمعة ولم يسبق لي مقابلته أو حتى مشاهدته عيانا، لذلك كان لقاء صباح أمس مناسبة للتعرف على الرجل، ولا أشعر بحرج إن قلت كلمة طيبة فيه فالرجل أعلن مرة أخرى أنه بلا مستقبل سياسي وأنه سيكمل مهمته ويغادر وإن كان البعض يسأل أي حكمة من «خسارة» رجل دولة بعد أن عرف كواليس القرار الوطني والإقليمي والدولي؟ وهل تربح تونس في المنظور القريب إن غادر جمعة المشهد السياسي برمته بعد أن تعرف عليه كبار زعماء العالم وربطته بهم صلات ثقة مكنت تونس من مساندة لا نظير لها في وضع إقليمي تسوده الفوضى؟
نسأل ونمر حتى لا نتهم بمناشدة مهدي جمعة البقاء في سدة الحكم ، وإن كنا تعففنا عن المناشدة حين كان البعض يركض ركضا ليلحق إسمه بالمناشدين طلبا للغنيمة والرضى...
لا يحتاج المرء إلى تقديم نفسه في حضرة مهدي جمعة ولا جدوى من أن يرهق نفسه بتذكر صولاته وجولاته ومعارفه داخل الوطن وخارجه، هو رجل ذكي يخطئ من يظن أنه «تربّى في القطن» كما يقال بلهجتنا الماكرة، مطلع على ما يحدث.
يدرك رئيس الحكومة جيدا أنه تحت ضغوط متعددة المصادر وبأن الوقت يلعب في غير صالحه ولكنه واع بالقدر نفسه بأن الحكومة تواجه تحديا غير مسبوق في تاريخ البلاد هو المحافظة على الدولة ومؤسساتها.
يقول مهدي جمعة متحمسا «هذه لست قضية الحكومة او الوزراء بل قضية كل التونسيين لأن الدولة مهددة في كيانها بعد أن كنا نتحدث عن إسترجاع هيبة الدولة».
ويواصل رئيس الحكومة حديثه الذي شاء البعض منا أن يكون متقطعا وكادوا يحولونه إلى حوار ثنائي لولا كياسة رئيس الحكومة وحزمه الناعم وتدخل المستشار الاتصالي في أكثر من مناسبة ليذكر الصحافيين أو عددا منهم بطبيعة اللقاء، ولكن الصحافي كيان جائع للأخبار واللقاء مع رئيس الحكومة فرصة قد لا تعاد ولذلك أراد البعض من زملائنا ومن الخبراء أن يفرغوا ما في جعبتهم مرة واحدة .
يواصل رئيس الحكومة حديثه «قد يلومنا البعض على التباطؤ في بعض القرارات ولكننا نتعامل مع واقع ومع تراكمات ومع عقليات وسلوكات من الصعب تغييرها بجرة قلم ولكننا عملنا في الشهور الماضية على جسر الهوة بين مؤسسات الدولة وأجهزة الأمن وإحكام التنسيق بين الوزارات... علينا ان نعترف بأننا وجدنا بلادنا دون نظرة مستقبلية شمولية وهذا أمر غير مقبول وكوننا حكومة مؤقتة لا يعني أن نتغاضى عن نقطة الضعف هذه بل شرعنا في وضع الخطط للحكومة القادمة، لا تقصد من ذلك تكبيلها بل مساعدتها لتجد أرضية العمل جاهزة».
وأكد رئيس الحكومة في لقائه مع عدد من الصحافيين ومن يصنفون بالخبراء والمحللين الإستراتيجيين أن من إنجازات حكومته النجاح في خلق حزام دبلوماسي (استعمل رئيس الحكومة مفردة الطوق) يساند تونس في هذه المرحلة العصيبة خاصة أن قرار محاربة الإرهاب إتخذته الحكومة منذ يومها الأول ولكن كان عليها أن تتريث حتى تأخذ القرار المناسب في الوقت المناسب.
يقول رئيس الحكومة «اليوم ما عناش أعداء وأصدقاؤنا تعمقت صداقتنا معهم ولكن تونس لا تتخلى عن ثوابتها منذ بناء الدولة الوطنية على يد الزعيم الحبيب بورقيبة، فنحن لا نتدخل في شؤون غيرنا ولا نسمح بأي مس من سيادتنا وإستقلالية قرارنا الوطني».
وتحدث جمعة مطولا عن العلاقات التونسية الجزائرية مذكرا بإستقباله مرتين من طرف الرئيس الجزائري بوتفليقة وبعلاقة الصداقة التي تجمعه بنظيره الجزائري عبد المالك سلال، ولئن تحفظ رئيس الحكومة على بعض المعطيات ونأى بنفسه عن التفاصيل فإن الثابت أن الدعم الجزائري على الصعيد الإستخباراتي في أعلى مستوياته بتبادل المعلومات في الإبان فضلا عن التنسيق العسكري العملياتي في القيام بعمليات مشتركة بالضغط من جهتي الحدود على المجموعات الإرهابية ولم يعلق رئيس الحكومة على موضوع تزويد الجزائر لجيشنا بعدة تجهيزات عسكرية متطورة.
واصل رئيس الحكومة عرضه قائلا «إن شهداء الحرب على الإرهاب ليسوا في خانة الخسائر وأن يقتل لنا جندي فلا يعني ذلك فشلا بل هي تضحية من جنودنا وقوات أمننا الداخلي التي تتميز بمعنويات مرتفعة أكثر من أي وقت مضى، وأنا أثني على ما تقوم به كما كنت أثنيت قبل فترة على رجال استخباراتنا. صحيح أن الإستخبارات ليست في أفضل حالاتها وليست مثالية بسبب ما تعرضت له من قرارات إرتجالية وثورجية ولكن رجالنا عادوا إلى العمل بوطنية وولاء للمؤسسة والدولة بعيدا عن كل الحسابات ومن واجبنا أن نقول فيهم كلمة حق».
وعن التجهيزات العسكرية الجديدة التي يتردد أنه تم إقتناؤها لفائدة قوات الجيش من طائرات هجومية وتقنيات مسح حراري ومناظير ليلية وتقنيات إستكشاف العبوات الناسفة، قال مهدي جمعة مبتسما بعد أن إعتدل في جلسته «تعرفون أن طلبيات التزود بالأسلحة تحتاج إلى وقت قد يبلغ أحيانا الثلاث سنوات ولكننا بفضل الحزام الديبلوماسي الذي نجحت دبلوماسيتنا في إرسائه بشبكة علاقات مع دول الجوار ومع شركائنا وأصدقائنا تمكنا من إقتناء جانب من التجهيزات من طلبيات جيوش بعض الدول الصديقة حتى لا ننتظر طويلا لأن الوضع لا يحتمل الإنتظار كما أن الولايات المتحدة وإيطاليا وفرنسا وافقت على مدنا بعدة تقنيات عالية الدقة ستساعدنا على القضاء على المجموعات الإرهابية».
وبعد أن إستمع رئيس الحكومة إلى أسئلة عدد من الصحافيين وتحليلات بعضهم إستأنف حديثه «لنا مخططات وبرامج ولكن محاربة الجميع في نفس الوقت خطأ جسيم».
وأضاف جمعة الذي بدا ممسكا بالملف الأمني بكل تفاصيله «لا نريد أن نعلق على كل ما ينشر ويقال، لكن ما يجب أن يعلمه التونسيون أننا قمنا بعدة إجراءات لتأمين حدودنا برا وبحرا وأفيدكم بأن معدل تفريغ الحاويات بميناء رادس إرتفع بعد زيارة التفقد التي قمت بها من ثلاث حاويات في الساعة إلى عشر حاويات، ونحن نعمل على بلوغ 15حاوية في الساعة الواحدة ونخطط للعمل 24 على 24 ساعة في ميناء رادس. نحن في حرب على الإرهاب ولكن ذلك لا يعني أن نهمل الجوانب الأخرى من مسؤولياتنا، «بعد شوية» عندي إجتماع على الميزانية».
وجدد رئيس الحكومة التأكيد على أن المحافظة على الدولة أولوية مطلقة مهما كانت التضحيات قائلا «علينا أن نستعد لهذه التضحيات من كل الأطراف فالإرهاب لم يعد جيوبا معزولة ثلاثة أو أربعة من الناس بعد أن انتدبوا الشباب في الخيام الدعوية واستغلوا ضعف الدولة بعد الثورة واستفادوا من الدعم اللوجستي من الجارة الجنوبية بعد سقوط نظام القذافي بالأموال والسلاح ومخيمات التدريب... هذا هو الواقع الذي وجدناه ولكننا استعدنا زمام المبادرة «وماناش راقدين على وذنينا» ومخابراتنا بدأت تستعيد حيويتها وتستبق الإرهابيين قبل أن يصلوا تونس، نحن بصدد إعادة ترتيب البيت الداخلي ولكن دون أن نغفل عن الحريق الذي شب في بيت جارنا (يقصد الوضع في ليبيا) ومن واجبنا المساهمة في إطفاء الحريق ولكن مع إعلاء المصلحة الوطنية».
وأضاف جمعة «نحن نعرف حجمنا وقدراتنا ولا نريد أن نثقل كاهل التونسيين ولذلك لن تكون حدودنا ممرات مفتوحة ولن نسمح بإقامة أي مخيمات داخل التراب الوطني ولكننا في المقابل عبرنا لأشقائنا في ليبيا ومصر عن استعدادنا للمساعدة في إجلاء الليبيين والمصريين بأقصى درجات النجاعة مع الحفاظ على سلامة أمننا».
وقال جمعة «إن الإرهابيين لا يستهدفون الجيش والأمن فقط، إنهم يستهدفون المواطن والوطن ولذلك أدعو التونسيين وادعوكم إلى تحسيس الرأي العام بذلك، إن الإرهاب لا يحدث عند الآخرين فقط ولا يحدث في الشعانبي فقط، إن الإرهابيين يريدون ضربنا في كل مكان ولكننا تصدينا لهم وسنكشف لكم في الوقت المناسب نجاحات قواتنا إستخباراتيا وعملياتيا خلال شهر رمضان وعيد الفطر المبارك، ولذلك على الجميع أن يشعروا أن الحرب حربنا جميعا وبأنها ليست حرب الحكومة فقط لأن الإرهاب يستهدفنا جميعا دون تمييز وسنخوض الحرب بشجاعة وحكمة وحسن تخطيط وسننتصر».
وختم جمعة حديثه بغمزة عابرة بأنه سيغادر الحكم ولا طموح له في البقاء ولكنه من منطلق الواجب يعمل على تهيئة أحسن الظروف للحكومة القادمة التي لا بد أن تستثمر مناخ الطمأنة الذي نجحت حكومة مهدي جمعة في إرسائه مع جيراننا وأصدقائنا والدول العظمى .
غازي الجريبي (وزير الدفاع): الجيش بعيد عن السياسة
كان وزير الدفاع على عجل بحكم إلتزامه بموعد مع ضيف أجنبي رفيع المستوى ولكنه سعى إلى تقديم صورة شاملة عن الوضع رغم المقاطعات المتكررة بعضها في محله والبعض الآخر من باب تسجيل الحضور ولفت الانتباه.
ذكّر الوزير بأن قوات الجيش الوطني ظلت ثلاث سنوات ترابط بالشوارع لحماية المؤسسات وهو ما ساهم في إنهاكها وقلة تدريبها خلال هذه الفترة الطويلة ولذلك إحتاجت بعض الوقت لاستعادة جاهزيتها.
وقال غازي الجريبي «إن قضية الأمن لا تشمل الوزارات الأمنية فقط بل هي شراكة بين الوزارات والمجتمع المدني والمؤسسات الإعلامية وقادة الرأي» وبكثير من الأناقة في التعبير إعتذر الوزير لوسائل الإعلام بإعتبار خصوصية المؤسسة العسكرية التي تفرض إطارا من التحفظ في التعامل مع الإعلام، وقال وزير الدفاع «لم يعد الإرهاب محليا بل له إمتداد إقليمي هم يريدون التمركز والتغلغل في مناطق كثيرة من البلاد ويجدون أحيانا حاضنة شعبية، يهدفون إلى إضعاف الدولة واللعب على بعض الاختلافات في مراكز القرار أو بين الأحزاب والتنافس بين الجيش وقوات الأمن ولكننا «فايقين بيهم» ولن نسمح لهم بالتسلل من اي ثغرة».
وتحدث وزير الدفاع عن الإستراتيجية المتبعة في الحرب على الإرهاب قائلا «نجحنا نسبيا في تطويق الشعانبي ولكننا طورنا مقاربتنا منذ أفريل 2014 بالتموقع داخل الجبل الذي يخضع لسيطرة الجيش الوطني. نحن نتعامل مع ظاهرة معقدة، وإرهاب 2014 مختلف عن إرهاب السنوات الماضية وهناك معطيات جديدة غيرت حتى من معادلات العام الماضي، علينا أن نعترف بأنه لم يكن لدينا جهاز إسمه المخابرات العسكرية، هذا ما وجدناه، إدارة للأمن العسكري لا تمثل الاستخبارات أولويتها ولذلك شرعنا في معالجة الموضوع ببعث وحدة استعلامات عسكرية ولم نتردد في تغيير الأشخاص حتى نتمكن من تطبيق السياسات والمقاربات الجديدة».
وأضاف وزير الدفاع «جيشنا نظامي وجد نفسه في مواجهة عدو من نوع خاص ولذلك علينا أن نجابه العدو بما يتناسب من خطط وتجهيزات، واليوم كل جيوشنا تساهم في الحرب على الإرهاب حتى جيش البحرية والعملية التي قمنا بها يوم الأحد الماضي تمثل نموذجا لنجاح قواتنا إذ قامت وحداتنا برصد الإرهابيين في جبل سمامة ثم قام الطيران بقصفها لتتم عملية إنزال كومندوس على الميدان وسنوافيكم بالتفاصيل لاحقا وأنا أعتبر هذه العملية ضربة في الصميم للإرهاب والإرهابيين، كما أن إنفجار لغم يدوي الصنع بجبل سمامة أثناء مرور مدرعة يوم الإثنين الماضي ولم يخلف أي خسائر لم يكن بمحض الصدفة بل لأننا غيرنا منهجية العمل واعتمدنا مدرعات مصفحة وتجهيزات تقنية ضرورية لمجابهة الألغام الأرضية».
وردا على سؤال يتعلق بتدخل رئيس الجمهورية في مؤسسة الجيش، رد وزير الدفاع باقتضاب لا يخلو من الوضوح «إن وزير الدفاع تم تعيينه بتوافق بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ومتى تم التوافق عليه فهو محل ثقة المؤسستين ويصبح منذ تلك اللحظة عنصرا في الحكومة أي هو وزير في الحكومة وليس خارجها وهو يتحمل المسؤولية كاملة وفي وجود وزير الدفاع وتطبيقا للنصوص القانونية النافذة فإنه لا تتم اي تسمية إلا باقتراح من وزير الدفاع وموافقته ولا تتم التسميات في القيادات العسكرية إلا بالتوافق بين رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية Compétence conjointe كما أن سلسلة الأوامر chaine de commandement تحتم المرور وجوبا بوزير الدفاع كل ذلك من اجل المحافظة على إستقلالية المؤسسة العسكرية وحيادها وتعليماتنا صارمة في هذا المجال حفاظا على الانضباط العسكري الذي عرف به الجيش الوطني».
ولم يخف وزير الدفاع غازي الجريبي إجراء حركة تعيينات صلب الجيش نافيا بشدة إدماج اي عنصر من مجموعة براكة الساحل صلب الجيش.
وزير الداخلية لطفي بن جدو:من يضحك أخيرا يضحك كثيرا...
أثنى وزير الداخلية على مجهودات قوات الأمن الداخلي واعدا الصحافيين بأنه سيطلعهم في القريب على ما حققته قواتنا من نجاحات خلال شهر رمضان وعيد الفطر المبارك قائلا «ما حبيناش نكبروا الحكاية حتى لا يتأثر الاستثمار والسياحة وإحتراما لسير التحقيق ولكننا حققنا ضربات موجعة للإرهابيين، بعد أن نجحنا في تفكيك الجناح العسكري لأنصار الشريعة في تونس فهم إما في عداد الموتى أو في السجون أو خارج تونس (في ليبيا) ونحن نعمل مع أصدقائنا على محاصرة الإرهاب فقد اتفقنا في مجلس وزراء الداخلية العرب على عدم دفع أي دولة لفدية للإرهابيين لأنها تستغل في تمويل الإرهابيين في شمال إفريقيا وقد عززنا الأمن السياحي بالمراقبة الذاتية وبتركيز منظمة مراقبة بالكاميرا للفنادق والشيء نفسه في المصانع والمؤسسات الإقتصادية وقمنا بتأمين المواقع الأثرية والسدود ونحن لسنا غافلين عن كل وافد على بلادنا من أي دولة كانت والأجهزة الأمنية تقوم بعملها في إطار القانون وخدمة مصلحة تونس وحماية أمنها».
وأضاف وزير الداخلية «لقد غير الإرهابيون تكتيكهم وأعلنوا عملية جديدة بعنوان الضحوك القتال ولكننا نعدهم بأن من يضحك أخيرا يضحك كثيرا وبأن تونس ستنتصر في حربها على الإرهاب الذي نقوم بحربه ميدانيا وافتراضيا ونعني بذلك صفحات التواصل الاجتماعي ومواقع الأنترنت والسكايب وغيرها»
كلمة لا بد منها...
أحسن رئيس الحكومة وفريقه الظن بمعشر الصحافيين، إذ جلس إلى عدد منهم ثلاث ساعات بتمامها وكمالها، ولكننا لا ندعي أننا خبراء عسكريون أو لدينا صلات بدول أو بمخابرات...صلتنا الوحيدة مع بلادنا وناسها في الشوارع وسيارات التاكسي والحافلات والمقاهي، وليسمح لنا رئيس الحكومة ببعض الملاحظات:
• لا بد أن يتطور الخطاب الديني في المساجد والبرامج الإذاعية والتلفزية وعلى أعمدة الصحف من خطاب معتدل وسطي إلى خطاب يدين الإرهاب ويفضح الفكر التكفيري ، ولا بد للمفتي ولأعضاء المجلس الإسلامي الأعلى الأربعة والعشرين ورئيسهم ولأساتذة الجامعة الزيتونية ولشيخ الجامع الأعظم الذي يظن نفسه فوق الدولة أو دولة داخل الدولة أن يقوموا بواجبهم وعلى الوعاظ في كامل تراب الجمهورية وعددهم 600 أن يشمروا عن سواعدهم ويغادروا مكاتبهم في مراكز المعتمديات لينشروا في الناس حقيقة التكفيريين وإن كنا لا نعمم فجانب من الوعاظ ملتزمون بعملهم مجتهدون فيه.
• على وسائل الإعلام وخاصة منها التلفزات أن تتخلص من كسلها فمعالجة الأحداث الإرهابية لا تكون بتصوير الجرحى وأوجاع عائلاتهم وتجمهر الغاضبين والبكائين بالمناسبة فقط، لأن الإرهاب لا يتحقق في العملية الإرهابية نفسها بل بالسقوط في الترويج لانتصاراته المزعومة... علينا أن نلتزم بفضح البيئة الحاضنة للإرهاب، من هؤلاء وكيف جاؤوا ولماذا يريدون قتلنا؟ من خلال أجناس صحفية متنوعة تقطع مع وضع الميكروفون لأول من يصادفنا ليروي كل واحد ما حدث وفق ما يشعر به...
وعلينا في المقابل أن نصنع أيقونات من رجالات الجيش والأمن الداخلي مثلما نجحت عائلة سقراط الشارني في جعله رمزا لكثير من الشباب، هذه مسؤوليتنا جميعا، علينا ان نتجاوز تصوير جنودنا على أنهم من عائلات فقيرة معدمة - وهذا جزء من الحقيقة - هؤلاء أبطال ويستحقون أن نعرف التونسيين بهم، ونقدم سيرهم كأبطال شجعان يضحون من أجلنا ولم يسقطوا غفلة أو غدرا أو لقلة تجربة، ولا شيء يمنع اليوم من بناء معلم يخلد شهدائنا كأن تكتب أسماؤهم على جدارية رخامية شاهقة كما فعل الأمريكان مع قتلاهم في حرب الكوريتين غير بعيد عن البيت الأبيض فتصبح الجدارية مزارا لكل التونسيين يستلهمون منها قيم الوطنية والتضحية وياليت المزار يكون في منطقة حية خلافا لمقبرة الشهداء بالسيجومي التي لا نتذكرها سوى يوم 9 أفريل، فلتكن في قرطاج أو في البلفدير او في سيدي بوسعيد او قمرت أو البحيرة ليتذكر كل تونسي أن هؤلاء سقطوا من أجلنا...
ولا بأس من الإنتباه إلى الكتب الواردة علينا حتى لا تتسرب المؤلفات التكفيرية وما أكثرها ولا بأس من إغلاق صفحات الإرهابيين وهذا ممكن تقنيا وإن كان مكلفا خلافا لما يدعيه البعض من التقنيين.
وقد كنا خلال الإجتماع اقترحنا على رئيس الحكومة أن يكون من بين المتحدثين العسكريين والأمنيين امرأة حتى تكون رسالة للجميع بأن الحرب على الإرهاب هي حرب الرجال والنساء، ولتحرص الحكومة على بث رسائل إيجابية فحين يسأل تونسي اليوم عن حاله يرد «الساعة هاذي لاباس» وهذا سمعته بأذني من بعض الحاضرين في لقاء رئيس الحكومة، فما بالك بعامة الناس من غير المطلعين على مجريات الأمور، وقد نبهنا وزير الداخلية شخصيا إلى أن الظلام يعم الطريق الواصلة بين قرطاج والزهراء، ولا يعقل هذا فمحاربة الإرهاب تعني ايضا محاربة الظلام ولا يقبل أن تقطع مسافة عشرين كيلومترا تحت جنح الظلام من قرطاج مرورا بحلق الوادي على جنبات الميناء ثم ميناء رادس وصولا إلى الضاحية الجنوبية فأين هي بلدياتنا واين هي وزارة التجهيز.
ناطق رسمي جديد باسم وزارة الدفاع
تم تعيين المقدم بلحسن الوسلاتي ناطقا رسميا جديدا بإسم وزارة الدفاع الوطني وقد طلب منه رئيس الحكومة التعامل بشفافية وبروح تعاون مع الصحافيين مضيفا «ثقتي في الصحافيين كبيرة لأنهم أشخاص مسؤولون ومصلحة تونس هي أولويتهم».
أهم الإجراءات المتخذة في الحرب على الإرهاب
1 إنشاء قوة مشتركة بين الجيش والأمن والحرس تخضع لقيادة ميدانية موحدة يقودها أمير لواء من الجيش له صلاحية إتخاذ القرار دون العودة إلى رؤسائه المركزيين بالتعاون مع القيادات الأمنية في كل من القصرين وسيدي بوزيد والجنوب الشرقي والشمال الغربي (الكاف-جندوبة).
2 الشروع في تسلم معدات وتجهيزات عسكرية متطورة بدأ استخدام بعضها في مواجهة الإرهابيين.
3 بعث وحدة استعلامات صلب الجيش الوطني ووحدة استكشاف ورصد عملياتي تؤمن تقدم القوات العسكرية.
4 بعث وحدة الإعداد النفسي والرعاية البسيكولوجية لقواتنا العسكرية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.