قد تكون الحركة الاحتجاجية ضد رئيس الحكومة التركي رجب طيب اردوغان هدأت، ولكن تصريحات نائبه حول الواجب الاخلاقي للمراة بعدم الضحك في العلن تحولت الى قضية جديدة للعلمانيين الاتراك الذين يخشون حكم اردوغان الاسلامي المحافظ. وبرغم ذلك يبقى اردوغان الاوفر حظا للفوز في الانتخابات الرئاسية الاحد بفضل قاعدة شعبية اسلامية محافظة ازدهرت كثيرا خلال فترة حكمه المستمرة منذ حوالى عقد من الزمن. وجاءت تصريحات نائب رئيس الحكومة بولت ارينتش احد مؤسسي حزب العدالة والتنمية، لتصب الزيت على النار وتشعل غضب العلمانيين مرة جديدة وتشكل قضية اخرى لهم قبل ايام على الانتخابات الرئاسية. وفي خطاب الاسبوع الماضي قال ارينتش ان "على الرجل ان يتمتع بالاخلاق ولكن على النساء ايضا ان يتمتعن بالاخلاق، عليهنّ ان يفرقن بين ما هو لائق وما هو غير لائق". وتابع ان "العفة ضرورية جدا (...) عليها (المرأة) الا تضحك بصوت عال امام العالم كله كما عليها ان تحافظ على لياقتها في كافة الاوقات". وسرعان ما قوبلت تصريحات ارينتش بحملة واسعة على موقع تويتر حيث عمدت آلاف النساء الاتراك الى نشر صورهن وهن يضحكن بطريقة هيستيرية. وانتشرت الحملة بشكل واسع في تركيا وخارجها تحت هاشتاغ او وسم "الضحك في تركيا" و"قاوم الضحك" ويذكر الوسم الاخير بشعار "قاوم" الذي اطلق خلال تظاهرات حديقة جيزي. وخلال حملته الانتخابية منذ اسبوعين زار اردوغان مهجعا للبنات حيث نصح الشابات بارتداء الحجاب، والا تكن "متطلبات" اثناء بحثهن عن ازواج. وقال "تزوجن حين يتقدم لكنّ". وردا على تصريحات المسؤولين الاتراك، قالت دينيز بيرم من جمعية اسطنبول النسائية ان "ليس هناك حكومة هاجمت واهانت النساء الاتراك بهذه الطريقة". اما ميلدا اونور النائبة عن حزب الشعب الجمهوري المعارض، فاعتبرت ان تصريحات ارينتش تظهر الضحك على انه تصرف غير اخلاقي ما قد يعرض النساء للعنف. وتقدمت منظمات تركية معنية بحقوق المراة الاثنين بشكوى ضد ارينتش بتهمة "التمييز" و"القدح" و"التحريض على الكراهية". وتشارك نساء في اسطنبول الجمعة في تحرك بعنوان "اعتصام الضحك".