كسبت منظومة السياحة الصحراوية شهرتها العالمية من خلال خصوصياتها الطبيعية ومواقعها الاثرية المنتشرة في قفصةوتوزرونفطة ودوز، كما حازت سياحة الواحات الجبلية اعجاب السياح ومازال موقع «عنق الجمل» أبرز ضلع في مثلث لهذا القطاع حيث أسال لعاب أشهر المنتجين والمخرجين السينمائيين العالميين الذين اتخذوا منه مسرحا لتصوير أفلامهم ومنها بالخصوص «حرب النجوم». كما أدارت كثبان الرمال وسط الجريد والواحات والطابع المعماري رقاب أرباب الموضة فتوافدوا على الجهة لتصوير ومضات إشهارية بمشاركة أشهر العارضات في العالم على غرار «ناعومي كامبل» وغيرها. ولئن اقترن التنشيط السياحي بهذه الربوع بالجولة التقليدية على ظهور الجِمال أو الأحمرة فإنّ «الكاليس» لم يلبث أن دخل المنافسة من الباب الكبير سيما بالنسبة لمدينة توزر خصوصا بعد اندثار نقابة التوجيه السياحي التي كانت تسهر وتشرف على تنظيم الجولات التقليدية على ظهور الجمال وكان هذا القطاع يشغل أكثر من 150 نفرا من أصحابها كما كانت هذه «النقابة» تسهر على تنظيم عدة أنشطة أخرى كأصطحاب السياح عند عبور شط الجريد بمرافقة دليل سياحي محلي أو زيارة بعض المعالم السياحية أو الأثرية بالجهة. من فكرة الى مشروع وقد ظل ركوب الجمال أمرا محبذا لدى السياح الذين أضحوا يتحولون الى منتزه رأس العين للاستمتاع بركوب الجمل أو الخيل الا ان هذا النشاط ظل ظرفيا ولا يزدهر الا خلال العطل المدرسية والحالة تلك ونظرا لطبيعة معتمدية حزوة من ولاية توزر في تربية الماشية لا سيما الابل فقد أطلق أحد شباب المنطقة مشروعا وهو عبارة عن «وكالة أسفار» وسيلة نقلها الجِمال وأصبح يستقطب العديد من السياح من المولعين بركوب الجمال والترحال في عمق الصحراء حيث توصل عن طريق وسائل الاتصال الحديثة إلى التعريف بنشاط هذه الوكالة وأصبح عدد من السواح يتوافدون على الجهة حيث يقدم لهم هذا الشاب أجود الخدمات من خلال اطلاعهم على عادات وتقاليد أهل الجريد وطريقة عيش رعاة الابل والاغنام وقضاء الليالي تحت الخيام أين يأكلون خبز الملة والتمر ويشربون حليب الناقة. الا ان كل مشروع تواجهه الاشكاليات واشكاليات صاحب هذه الوكالة تتمثل بالخصوص في الغاء الخطوط الدولية من وإلى مطار توزرنفطة الدولي حيث اصبح السائح يتحمّل عناء السفر من المنستير أو نفطة او النفيضة أو جربة للوصول الى توزر بينما كان ينزل مباشرة بمطار توزر لذلك يدعو صاحب المشروع من موقعه كسائر مكونات المجتمع المدني بالجهة الى ضرورة اعادة نشاط هذه الخطوط خاصة أن بإمكانه تشغيل أكثر من 50 شخصا من بين سائقي الجمال والمهتمين بإعداد الاكلات التقليدية وغيرها من الأنشطة ذات العلاقة في انتظار استغلال الاقامة السياحية البيئية التي من شأنها أن تجلب أعدادا متزايدة من السياح المولعين بالشأن الايكولوجي والبيئي وهي إقامة في مرحلة اللمسات الاخيرة وستوفر بدورها مناخا بيئيا للسياح سواء من حيث الاقامة او الاكل بالاضافة الى خدمات وكالة الاسفار هذه التي ترتكز على تقديم خدمات بيئية لحرفائها ومنها الجولات التقليدية على ظهور الجمال.