تابع الشارع الرياضي في تونس وخاصة في عاصمة الجنوب في اليومين الاخيرين وباهتمام كبير الخلاف الذي نشب بين المدرب فيليب تروسيي والفرجاني ساسي اثر الحصة التدريبية التي تلت مباراة جمعية جربة. وقد كان المجال مفتوحا لاصحاب القلوب المريضة من اجل ان ينفثوا سمومهم في محيط الفريق ولن يجدوا فرصة افضل من هذه حتى يروجوا لاي كلام من اجل محاولة تحويل نجاحات الفريق الى اخفاقات ولكن هيهات هيهات حيث يمكن الجزم بان ما حصل بين الفرجاني ساسي ومدربه ينطبق عليه المثل ' رب ضارة نافعة وكما يقول المثل العربي ان «الضربة التي لا تقصم الظهر تقوية' وهو احسن ما يمكن قوله في خصوص هذه المسالة حيث خرج الجميع منها بفوائد جمة لا تحصى ولا تعد واولها المدرب الذي فهم حقيقة العقلية التي يتمتع بها بعض النبارة في بلادنا وثاني هذه الفوائد حصلت للاعب الفرجاني الذي استوعب الدرس جيدا وادرك جيدا مدى حدود دوره كلاعب وثالثها كان درسا للهيئة المديرة التي تبينت العناصر التي تقف على الاطلال مترصدة وبكل انتباه اي اثر لخطأ ما حتى تمسحه فيها والدرس الاخير يمكن القول بانه كان مهما للغاية ويتعلق بالجمهور والذي بمرور الوقت تبين ان الامر تعلق بخلاف عادي وقع تطويقه وهو ما يحصل عادة حتى في العائلة الواحدة بين الاب وابنائه وقد اعتبر الجمهور ان فريقهم متربص به من طرف الكثيرين وانه من المفروض تفويت مثل هذه الفرص عنهم حتى تبقى قلعة النادي الرياضي الصفاقسي حصينة ومنيعة. و في اطار متابعتنا للموضوع اتصلنا مباشرة بالمدرب فيليب تروسيي الذي كان مصدوما للحجم الكبير الذي اعطي لهذا الخلاف وقد اعلمنا بان اذاعة فرنسا الدولية اتصلت به قبل يومين للاستفسار عن الموضوع وهو ما اثار استغرابه وقد تدخل معها هاتفيا واحاطها علما بان الخلاف بمثابة زوبعة في فنجان لا اكثر ولا اقل وهو خلاف بسيط بين ابناء العائلة الواحدة كما قال لنا تروسيي بان هذه الامور كثيرا ما تحصل حتى في اكبر الاندية العالمية وآخرها ما وقع لديماريا لاعب ريال مدريد مع مدربه انشيلوتي وايضا ما حصل بين سمير نصري لاعب المنتخب الفرنسي ومدربه ديديي ديشامب وبالتالي فانه لا فائدة في تاويل الامور والفرجاني يعتبر واحدا من بقية ابنائه اللاعبين وان الخلاف معه لا يفسد للود قضية . و بالاضافة الى تروسيي فقد اتصلنا بالفرجاني ساسي الذي قال لنا بان الامر لا يتعدى ان يكون سوء تفاهم مع مدربه الذي وصفه بانه واحد من ابرز المدربين على الصعيد العالمي كما انه استغرب للتهويل الكبير الذي طال هذه المسالة وقال بانه يوجد «خنّار» كبير في العديد من الاندية العريقة في تونس والذي لا نكاد نسمع به الا انه وفي المقابل في فريق النادي الرياضي الصفاقسي فان الحبة تتحول منذ اول وهلة الى قبة وقد ختم الفرجاني حديثه بانه واحد من ابناء النادي وسوف لن يزيده ما حصل الا عزما على تشريف الوان الفريق الذي قدمه الى الخارطة الكروية ببلادنا. اليوم استئناف التدريبات منح الاطار الفني اللاعبين الراحة كامل يوم امس الاحد وستعود المجموعة اليوم الاثنين الى التدريبات استعدادا لمقابلة الجولة الثالثة من بطولة الرابطة المحترفة الاولى مع مستقبل المرسى بعد غد الاربعاء بملعب الطيب المهيري بصفاقس. البقاء في القمة رغم الاداء المتوسط رغم ان عديد الانصار لم ينظروا بعين الارتياح لاداء الفريق العام في مقابلة رابطة الابطال الافريقية مع وفاق سطيف باعتبار انهم كانوا يمنون النفس بان يكون العطاء سخيا وغزيرا ويشكل طبقا كرويا متميزا فانه من ناحية اخرى لا يمكن اغفال ان المباراة في حد ذاتها كانت بلا رهان باعتبار تاكد الفريقين من الترشح معا الى الدور نصف النهائي لامجد المسابقات القارية كما ان المدرب كان بصدد القيام ببعض التطبيقات لتجربتها لا سيما وان اطار اللقاء هو اقرب منه الى المباراة الودية التطبيقية اضف الى ذلك ان هاجس الاطار الفني واللاعبين هو تفادي الحصول على الانذار الثاني وهذا ما تحقق بتركيز اللاعبين وحضورهم الذهني والاكيد ان الاداء سيكون مغايرا في قادم المواعيد صدى ايجابي لمتانة العلاقة بين النادي الصفاقسي والوفاق علاقة الحب والاحترام بين جماهير النادي الرياضي الصفاقسي ووفاق سطيف بدت كبيرة ومتينة وفي مقابلة الاياب بين الفريقين ورغم انها كانت شكلية فان الاشقاء الجزائريين تحولوا الى عاصمة الجنوب باعداد محترمة وقد كان عدد السيارات الرابضة بالمأوى والمخصصة للفريق الضيف تناهز 70 سيارة جزائرية وللتدليل على عمق العلاقة فإن انصار وفاق سطيف جلسوا بالمدرج المجاور لانصار النادي الصفاقسي في المنصة عدد 1 وهو امر يحصل للمرة الاولى اذ كان المعتاد اقامة مدارج ومناطق عازلة وفاصلة بين جماهير الفريقين وهذا ما لم يحصل في المباراة الاخيرة بسبب عمق هذه الروابط وكالعادة ' حفلها ' جمهور وفاق سطيف بالشماريخ في الدقيقة 57 حيث اكتسى مدرج انصار الوفاق باللون الاحمر بمفعول عدد كبير من الشماريخ التي تم اشعالها ومن دون رميها على ارضية الميدان وكان المشهد جميلا لا سيما وان الملاعب الجزائرية معروف عنها كثرة استعمال الشماريخ ومن ناحية اخرى فان اعلام الجزائر كانت متواجدة حتى في مدارج جمهور النادي الرياضي الصفاقسي وفي الدقيقة 58 صعد اثنان من انصار النادي الصفاقسي فوق سطح مدرج الفيراج عدد 3 وكان احدهما يحمل علم تونس والاخر علم الجزائر ثم اثر ذلك في الدقيقة 60 رفع انصار النادي الصفاقسي في مدارج الفيراج لافتة كبيرة بيضاء مكتوب عليها بالاسود ' صفاقسية فوارة ... خاوة خاوة ' في اشارة متجددة لعمق علاقة الاخوة والصداقة بين انصار الفريقين وبين الشعبين التونسيوالجزائري.