يبدو أن الندوة الصحفية التي خصصتها الهيئة المديرة للنادي الرياضي الصفاقسي للثلاثي فخر الدين بن يوسف ومحمود بن صالح ومحمد علي منصر من أجل الحديث عن الأجواء داخل الفريق لم تؤت أكلها إذا ما هي إلا سويعات قليلة عن انتهائها حتى اندلعت شرارة نار الخلاف بين المدرب الفرنسي فيليب تروسيي ومتوسط الميدان الفرجاني ساسي.. ساسي قيل إنه لم يتقبل إحدى ملاحظات المدرب الفرنسي الذي اتهم اللاعب بأنه غير ملتزم وغير جدي خلال التدريبات الأمر الذي جعل اللاعب يثور في وجه مدربه خصوصا أن تروسيي بالغ هذه المرة في انتقاداته.. مدرب السي أس أس أبلغ الإدارة على ما يبدو بأنه لم يعد في حاجة إلى الفرجاني ساسي مشيرا إلى أنه سيرحل عن الفريق إن بقي فيه وهي أحاديث نقلت عن أوساط الفريق وها أننا ننقلها باحتراز.. ضحية التضامن الأزمة بين تروسيي والفرجاني ساسي انطلقت منذ لقاء أهلي بنغازي الليبي لحساب الجولة الخامسة من دور المجموعتين لحساب دوري أبطال إفريقيا إذ حينما سجل اللاعب هدف المباراة الوحيد توجه إلى زميله فخر الدين بن يوسف ليعبر عن تضامنه معه قبل أن يقفل عائدا إلى الميدان.. فيليب تروسيي اعتبر أن اللاعب كان مطالبا بتحية زملائه عبر التوجه إلى البنك إن كان ينوي الاحتفال بهدف الفوز مؤكدا أن تحوله إلى فخر الدين بن يوسف فيه تحد شخصي له وهو ما يكشف غرور الفرنسي.. صحيح أن مدرب السي أس أس اسم من الحجم الثقيل وأن الفريق خطط معه لبرنامج عمل مدروس غير أن الواقع يفرض التهدئة وليس التصعيد والحقيقة أن خلاف تروسيي مع لاعبي الفريق يكون دائما منطلقه "حب التسلط" وكأنه بصدد العمل في محضنة كما يؤكد عديد اللاعبين.. مواجهة أهلي بنغازي تلاها الكلاسيكو في سوسة والذي شهد خروج الصراع بين الطرفين إلى العلن حيث غير تروسيي اللاعب بعد دقائق قليلة عن انطلاق الشوط الثاني قبل أن يكون ذلك مبعثا للخلاف بينهما بسبب الانتقادات المبالغ فيها من الفرنسي.. الهيئة تنتهز الفرصة من المعلوم أن الفرجاني ساسي لم يجدد عقده مع السي أس أس رغم كل الحديث عن اقتراب العملية من التسوية في كل مرة.. السبب وراء عدم تمديده هو إخلال هيئة لطفي عبد الناظر بالتزاماتها وهي التي لم توفر له حقوقه المادية بحسب الاتفاق.. ساسي آثر عدم التنكر للفريق ورفض عرضي النادي الإفريقي والترجي الرياضي اللذان مكناه في الصائفة الماضية من عروض تضاهي خمسة أضعاف ما يتقاضاه في صفاقس ولكن ذلك لم يشفع له لدى الهيئة التي نسب لأحد مسؤوليها تصريح جاء فيه أن الفريق إذا أجبر على التضحية فسيضحي باللاعب رغم أن هذا المسؤول كان قادرا على عدم الوقوع في استفزاز مجاني من شأنه أن يزيد في تعقيد الأمور.. هيئة عبد الناظر انتهزت فرصة الخلاف بين اللاعب ومدربه فقامت باستبعاده عن الفريق الأول وجهزت له مجلسا للتأديب فكانت التعلة الخلاف مع المدرب ولكن الأصل هو عدم تجديد عقده.. خسارة للطرفين بعد التصعيد الأخير يمكن القول أن الطرفان لم يكسبا شيئا من الخلاف الحاصل والسبب هو أن السي أس أس مقبل على مرحلة هامة من سباق دوري الأبطال وبالتالي فهو بحاجة إلى كل لاعبيه فما بالك بأبرزهم.. ساسي قد يخسر مكانه في المنتخب والبداية بتربص مباراتي السيراليون ومصر فتواجده خارج القائمة في لقاء وفاق سطيف وغيابه عن لقاء مستقبل المرسى يوم الأربعاء قد يقضيان على فرضية توجيه الدعوة إليه وهو أمر وارد بشدة باعتباره تكرر الدعوة إليه في آخر المناسبات.. الفرجامي أخطأ بمهاجمة مدربه وهو أمر لا جدال حوله لكن كان على الهيئة أن تكون أكثر حكمة فالسي أس أس لا يملك لاعبا في قيمة الفرجاني ساسي وبالتالي كانت التهدئة وجمع المتخاصمين على مائدة الصلح قرارات أكثر من تأليب الصفحات المأجورة لتشتم اللاعب وتزيد من حجم الهوة بينه وبين الفريق..