*محمد بوغلاب أطاح الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بمستشاره الخاص عبد العزيز بلخادم بقرار من بضعة أسطر نشرته وكالة الأنباء الرسمية، وعزله من كل مناصبه كما قضى القرار بإبعاد بلخادم عن كل نشاط حزبي صلب جبهة التحرير الوطني ، وعلى الرغم من التكتم الرسمي – التقليدي- على أسباب هذه الإقالة المفاجئة فإن مصادر مطلعة على ما يحدث في كواليس السياسة الجزائرية أفادت التونسية بأن عبد العزيز بلخادم تربطه علاقات متوترة بالدائرة القريبة من الرئيس بوتفليقة التي يقودها طبيبه الخاص شقيقه سعيد بوتفليقة وأضاف مصدرنا أن بلخادم بات يتصرف بشيء من الفردية ويتدخل في شؤون حزب جبهة التحرير الذي يرأسه بوتفليقة شخصيا من خلال منصب شرفي ، وبلغ الأمر ببلخادم حضور أحد الاجتماعات الحزبية دون أن يكون مدعوا أصلا. غير أن القطرة التي أفاضت الكأس هي حضور بلخادم بصفته وزيرا مستشارا للرئيس إجتماعا لأحد أحزاب المعارضة الجزائرية ضمن جامعة صيفية نظمها الحزب ، وهي خطوة أنهت حياة بلخادم السياسية. و عبد العزيز بلخادم من مواليد الأغواط في نوفمبر 1945 وبعد أن حصل على شهادة دراسات عليا، شغل منصب مفتش المالية لمدة ثلاث سنوات بين 1964 و1967 قبل أن يعمل أستاذاً بين الأعوام 1968و 1971 والتحق برئاسة الجمهورية بين 1972 و1977 من خلال استلامه منصب نائب مدير العلاقات الدولية. واستمر داخل حزب جبهة التحرير، وانتخب في سنة 1977 نائباً في المجلس الشعبي الوطني عن حزب جبهة التحرير الوطني و شغل منصب نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني سنة 1988 وعقب استقالة رابح بيطاط من رئاسة المجلس، عُين على رأس البرلمان الجزائري الى حين حله في العام 1992. عُيّن بلخادم سنة 1991 عضواً في المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير، ثم عضواً في لجنته المركزية عام 1997. وبعد انتخاب بوتفليقة رئيساً للجمهورية في 1999 تم تعيين بلخادم وزير دولة للشؤون الخارجية في جويلية 2000 أطاح بلخادم سنة 2004 بعلي بن فليس /المعارض الأبرز لبوتفليقة ومنافسه في الإنتخابات الرئاسية الأخيرة/ من قيادة جبهة التحرير وورثه في المنصب بالإنتخاب في العام الموالي، وفي ماي 2005 عُين وزيراً للدولة ممثلاً شخصياً لرئيس الجمهورية، وظل في هذا المنصب حتى 2006 حين عينه بوتفليقة رئيساً للحكومة خلفاً لأحمد أويحيى. وفي 2008 عاد أويحيى إلى رئاسة الحكومة/ يشغل حاليا منصب مدير ديوان الرئيس بوتفليقة/، وعاد بلخادم وزير دولة ممثلاً شخصياً لرئيس الجمهورية ، وعرف عن بالخادم ولاؤه التام لبوتفليقة، غير أن قرار الرئيس أنهى الحياة السياسية لصديقه الذي يرى كثيرون أنه كان يخطط للوصول إلى قصر المرادية