محمد ميلاد التونسية (مونريال) أدى السيد توفيق الجلاصي وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكنولوجيا المعلومات والاتصال زيارة عمل إلى كندا استمرت أكثر من خمسة أيام زار فيها الوزير عددا من المدن الكندية التي تعرف حضورا تونسيا كبيرا على غرار مدينة مونريالوالعاصمة الفيدرالية أوتاوا. واستهل وزير التعليم العالي زيارته لكندا بتوقيع اتفاقية تفاهم مع مؤسسة ميتاكاس وهي شركة متخصصة في البحث العلمي والتدريب والتجديد التكنولوجي وذلك بحضور سفير تونسبكندا السيد رياض الصيد ومسؤولين في الخارجية الكندية. وفي لقائه بكاتب الدولة المكلف بأوروبا والشرق الاوسط بالخارجية الكندية قدم وزير التعليم العالي عرضا هاما عن الخطوات التي قطعتها تونس على درب مسار الانتقال الديمقراطي والذي سيتوج باجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية في غضون حوالي الشهرين موضّحا في هذا السياق أن تونس تعول على اصدقائها وشركائها الاستراتيجيين على غرار كندا لانجاح هذه الاستحقاقات الهامة والمصيرية. وكان اللقاء فرصة للحديث عن واقع التعاون بين البلدين في مختلف المجالات خاصة في ميادين التعليم العالي والبحث العلمي والتقنيات الجديدة للمعلومات والاتصال. وكان لوزير التعليم العالي لقاء مع السيدة ميشال جان الحاكمة العامة السابقة لكندا ورئيسة جامعة أوتاوا وكان اللقاء مناسبة لعرض واقع التعاون بين الجامعتين وسبل أفق تعزيزه من خلال توسيع قاعدته واثراء إطاره القانوني وكذلك الرقي بعدد الطلبة التونسيين الراغبين في الالتحاق بهذه الجامعة. السياسة الرقمية وكان لوزير التعليم لقاءات مكثفة مع عدد هام من مسؤولين جامعيين من بينهم كاتب الدولة المكلف بالاستراتيجية الرقمية في وزارة الصناعة الكندية وذلك من أجل إرساء تعاون متين بين البلدين في مجال السياسة الرقمية في مختلف المجلات مثل التجارة والاعمال والصحة والسياحة والتعليم والثقافة. وذكر الوزير خلال مداخلاته مع نظرائه الكنديين أن تونس ما بعد الثورة ماضية قدما في العبور نحو اقتصاد المعرفة والعالم الرقمي وترغب في الاستفادة من التجارب والخبرات الكندية الرائدة في هذا المجال. وأشار الوزير إلى أن تونس تحتوي على موارد بشرية هامة وذات كفاءة عالية وتسعى إلى الانفتاح على البلدان الرائدة في قطاعات التربية والتعليم من خلال تعزيز التبادل الطلابي معها موضحا أن من شأن تركيز البعثة الجامعية لشمال أمريكا في مدينة مونريال والخط الجوي المباشر الذي تؤمنه شركة سيفاكس آيرلاينز اسبوعيا المساهمة في مزيد تدعيم التعاون والارتقاء به إلى أفضل المستويات. مركز نداء وعقد وزير التعليم العالي لقاء عمل مع مسؤول سام عن شركة الاتصالات الرائدة في كندا في مجال الصحة الرقمية وهي شركة «توليس» حيث تم الاتفاق بين الطرفين على الشروع في التعاون المثمر بين الجانبين وامكانية بعث مركز نداء للشركة في تونس يكون موجها للبلدان الفرنكوفونية وايفاد بعثة من الشركة إلى تونس للغرض قبل موفى السنة الحالية. لقاء بالجالية وفي لقائه بالجالية التونسية في مونريال التقى وزير التعليم العالي ثلة من الباحثين والجامعيين والطلبة التونسيين والمهندسين في فضاء دار التونسي حيث قدم الوزير عرضا ضافيا عن زيارته إلى كندا وجملة الاتفاقيات والمشاريع التي قام بها مع نظرائه الكنديين وسعي تونس الدؤوب لمزيد تطوير قطاع التعليم العالي والبحث العلمي من خلال ايفاد وفود طلابية إلى الخارج وتعزيز سبل التعاون مع الدول الرائدة في هذه القطاعات وكذلك التكنولوجية الحديثة. الوزير تعرض إلى ثورة الشعب التونسي وتوقه لبناء مستقبل أفضل موضحا أنه عاد إلى تونس لما عرض عليه منصب وزير تعليم عال ساعيا إلى توظيف كل الخبرات والشبكات التي أنجزها طيلة غربته من أجل النهوض بقطاع التعليم العالي وتكنولوجيا الاتصال وكذلك لدعم مسار الانتقال الديمقراطي موضحا أن لا طموح سياسي له. ودعا الوزير التونسيين بالداخل والخارج إلى التحلي بقيم العمل من أجل بناء تونس والرقي بها معددا الشوائب التي عاينها خلال عمله بالوزارة من غياب ثقافة المسؤولية لدى العاملين في صلب الوزارة وتكاسل بعضهم وعدم رغبتهم في العمل واكتفائهم بثلاث ساعات على أقصى تقدير من العمل يوميا. ودعا الوزير التونسيين إلى الاقتداء بالدول الغربية التي تحترم القانون وتقدر العمل داعيا التونسيين إلى أن يكونوا مواطنين صالحين وشركاء في بناء الوطن. كما تعرض وزير التعليم العالي إلى أزمة حاملي الشهائد في تونس موضحا أن القطاع لم يعد قادرا على تحمل الوفود الجديدة من الخريجيين وانه لم يعد قادر على استيعاب حاملي الشهائد خاصة أن معظم مؤسسات القطاع الخاص مؤسسات صغرى ومتوسطة داعيا إلى العمل على ايجاد حلول جذرية لهذه المعضلة. وكان اللقاء فرصة للاجابة على عدد هام من تساؤلات التونسيين بالمهجر حول ما يتعلق بالواقع السياسي وتجربة حكومة السيد مهدي جمعة وكذلك أفق تعزيز التعاون بين تونسوكندا وكيفية مساهمات الخبرات التونسية في المهجر في بناء اقتصاد البلاد والرقي به. كما كان اللقاء فرصة تعرف فيها الوزير على تجربة إحدى الجمعيات التونسية بالمهجر وهي الجمعية العلمية التونسية والتي تحوي نخبة هامة من المهندسين التونسيين والباحثين والجامعين العاملين بأرقى الكليات الكندية والمؤسسات الهندسية والمالية.