يعيش صغار فلاحي معتمدية الجريصة من ولاية الكاف حالة من الاحتقان والغضب والتوتر بعد عملية توزيع مادة «السداري» المدعّمة من طرف الدولة يوم السبت الماضي . عملية لمس فيها فلاحو الجهة إقصاء متعمّدا ومدروسا من طرف مسؤولي الاتحاد المحلي للفلاحة بالجريصة مؤكدين ل «التونسية» غياب الشفافية والمصداقية في التعامل مع ملفات صغار الفلاحين وكاشفين بالمناسبة عن وجود «لوبيات» وسماسرة ودخلاء محتكرين حالوا دون حصول البسطاء على حقوقهم المشروعة من المواد المدعمة على حد أقوالهم . وحمّل الفلاحون السلط المحلية مسؤولية ما وصفوه ب «المظلمة» قائلين إن المواد المدعمة قد أصبحت شبيهة ب «التركة» التي يتقاسمها الغرباء عن القطاع ويتمتعون بها من خلال بيعها في السوق السوداء بأسعار خيالية وذلك في ظل غياب الرقابة وتجاهل السلط المحلية للملفات المشابهة وشواغل أبناء الجهة على حدّ تعبيرهم. واستنكر فلاحو الجهة تواصل التهميش في المنطقة وتعرضهم للتعسف من قبل أطراف تفننت منذ سنين في «إذلالهم وقهرهم» حسب أقوالهم داعين بالمناسبة والي الجهة إلى التحرك لفائدتهم من خلال التسريع بفتح تحقيق في الغرض يكشف ألاعيب العديد من مسؤولي الجهة ومتاجرتهم بملفات البسطاء على حد قولهم مؤكدين أنهم سيحتكمون إلى القضاء إذا لم يقع إنصافهم هذه المرة خاصة أن عملية توزيع مادة «السدّاري» تمت في يوم عطلة الإدارات المختصة . وفي حديث ل «التونسية» أكّد مهدي فضلي رئيس المجمع التنموي «المستقبل» بالجريصة أن فلاّحي الجهة سيطالبون من خلال عريضة باجتماع طارئ مع والي الكاف مشيرا بالمناسبة إلى أن التصعيد وارد خلال الأيام القليلة القادمة . وأقرّ مهدي فضلي أن عملية توزيع «السدّاري» يوم السبت الماضي شابها الغموض خاصة على مستوى توزيع «الوصول» مشيرا الى أن هيئة المجمع فوجئت بإقصائها وعدم التنسيق معها بما يكفله لها النظام الأساسي المنظم للعملية وخاصة الفصل الخامس من الباب الأول المتعلق بمتابعة شواغل الفلاحين المخرطين بالمجمع». ولم يخف محدثنا استغرابه وتفاجؤه من تمكين أطراف لا تحمل صفة «صغار الفلاحين» من المادة المدعمة المذكورة داعيا بالمناسبة إلى إعلاء كلمة الحق وإلى تحقيق العدالة الحقيقية بين جميع المواطنين دعما للسلم وللأمن الاجتماعيين وتمهيدا لمرحلة ديمقراطية هامة في تاريخ تونس . كما طالب فضلي بفتح بحث اداري ليتحمل المتورطون مسؤولياتهم الأخلاقية والقانونية في أقرب الآجال مذكرا بالمناسبة بمعاناة صغار الفلاحين بالجهة من نقص في العلف وغياب التمويل وغيرها من المشاكل الأخرى مؤكدا أن المجمع التنموي سيحتكم إلى القضاء إذا لم يجد الفلاحون آذانا صاغية في القريب العاجل .