عاد عشيّة اليوم وفد المنتخب التونسي إلى أرض الوطن مظفّرا بانتصار ثمين من العاصمة المصريّة القاهرة بعد فوزه على منتخب الفراعنة بهدف لصفر في تصفيات أمم إفريقيا المغرب 2015 ليحتلّ صدارة المجموعة مناصفة مع المنتخب السينغالي وليبتعد بالتالي عن منافسه التقليدي بفارق ستّ نقاط كاملة بعد مرور جولتين. «التونسية» اتّصلت بالمدرب الوطني المساعد غازي الغرايري لمعرفة رأيه حول مجريات المباراة أمام مصر والوجه الباهر الذي ظهر به زملاء الرائع «الرّوج» طيلة ردهات الدربي العربي. غازي الغرايري الذي كان سعيدا جدّا بما تحقّق، صرّح بأنّ المنتخب الوطني جهّز جيدا لهذه المواجهة مضيفا أن الإطار الفني درس نقاط قوة وضعف المنافس وتوقع مسبقا الخطة التكتيكية التي انتهجها المدرب شوقي غريب خاصة بعد متابعة المنتخب المصري في أكثر من مباراة سابقة سواء أمام السينغال أو كينيا أو الشيلي. وقال الغريري في هذا السياق «المعلومات التي جمعناها عن الفريق المصري كانت مفيدة لتحضير اللاعبين تكتيكيا، وهو ما ساعدنا على تحقيق نتيجة ايجابية لذلك فإن سيطرتنا على اللقاء لم تكن من محض الصدفة وانتصارنا كان مستحقا حتى ولو أنّ المنتخب المصري لم يكن في أفضل حالاته لكنه يبقى دوما رقما صعبا في خارطة الكرة الإفريقية». وأضاف «لا يمكن لأحد أن ينكر إستحقاق اللاعبين في الفوز الأخير لأنهم هم الصّناع الحقيقيون لهذا الإنتصار بعملهم الكبير طيلة الأسبوع الفارط وإيمانهم بقدراتهم مع حرصهم على رفع راية الوطن، قمنا بإرساء عقلية جديدة في الفريق تعتمد بالأساس على روح المجموعة التي تبقى العمود الفقري لتحقيق الإنجازات لأيّ منتخب كان لأنّنا لا نؤمن بالفرديات. و عن الأشياء التي تغيّرت في المنتخب مع قدوم الإطار الفنّي الجديد قال الغرايري: «تركيزنا الأوّل كان حول الأمور النفسيّة والمعنويّة للاعبين والتعويل على روح المجموعة، شخصيا لمّا بدأت مشواري داخل الإطار الفنّي لم أتوقّع صراحة أن أجد كلّ هذا الحبّ والألفة بين اللاعبين وكلّ هذه الرغبة في العطاء. هذا ما كان ينقص الفريق في السابق وهذا ما عانى منه العديد من المدرّبين. آن الأوان كي تتغيّر العقليّة وتبعث الروح في المنتخب لأنّ الروح الجماعيّة هي الأساس وحتّى النقائص الفنّية وإن وجدت بالإمكان الحدّ منها ب«القليّب» الذي يميّز التّوانسة». و في ختام حديثه عرّج الغرايري على تشجيع الجماهير للمنتخب وعودة العلاقة الطيبة بين نسور قرطاج والشعب التونسي فقال: «كان وسيبقى هدفنا الأوّل إدخال الفرحة على قلوب التونسيين، إسعاد الشعب بعد النكسات المتعدّدة في السنوات الأخيرة ستجعل مسؤوليتنا أكبر لمزيد الإنجازات والإنتصارات كما بات من الضروري استثمار عودة الثّقة في المنتخب للإستفادة مستقبلا من الحضور الجماهيري الغفير على غرار ما كان مباراة بوتسوانا في المنستير» .