مهاجم الشبيبة القيروانية وأصيل مدرسة النجم الرياضي الساحلي وجدي الماجري من فئة اللاعبين الذين ذاقوا الأمرين في مشوارهم الكروي قبل أن يبلغ الموقع الذي بلغه بأن أصبح من أبرز مهاجمي البطولة الوطنية من بوابة العريقة الشبيبة التي يدين لها الماجري لا شك في ذلك بالفضل الكبير... أما لماذا فلأن هذا اللاعب وجد نفسه مجبرا على مغادرة فريقه الأم وهو في صنف الأواسط عندما ظل احتياطيا ومع ذلك نجح في تسجيل 18 هدفا في موسم واحد لم تشفع له بمواصلة المشوار مع أبناء جيله...فغادر مكرها ووجد نفسه في سكك الحديد الصفاقسي الفريق الذي احتضنه ليلمع نجمه من ملعب سيكالدي في الرابطة الثالثة إلى أن انتبه له النادي الصفاقسي فانتدبه ولكن تجري الرياح بما لا يشتهي وجدي الماجري الذي حرم من الانتماء لنادي عاصمة الجنوب جراء إشكال إداري حتى أنه أقنع الهولندي رود كرول بإمكاناته ولكن عدم تأهيله قانونيا في الآجال المحددة جعله ينتظر الفترة الموالية لتنقلات اللاعبين لينظم إلى الشبيبة القيروانية حيث نجح وأبدع وأقنع حتى أن فريقه الأصلي النجم الرياضي الساحلي أبدى الرغبة في استعادته ولكن لأكثر من سبب تعطلت (أو تأجلت) المفاوضات ليواصل الماجري المسيرة مع فريق عاصمة الأغالبة محققا أرقاما من النجاحات تترجم قيمته المضافة كمهاجم قناص توفق الموسم الفارط في تسجيل سبعة أهداف وكان صاحب أسرع هدف في الموسم قبل أن يعود في السنة الكروية الحالية لمعانقة الشباك حيث وقع هدفين في المقابلات الثلاث التي خاضها مع الشبيبة آخرها كان يوم السبت في شباك سيف الدين المحواشي حارس الملعب التونسي في صورة تعبر عن حرفية عالية وصنعة مهاجم يجيد فن مغازلة الشباك مع مردود جيّد في الجملة...وعندما نضع وجدي الماجري في ميزان المقارنة مع لاعبين آخرين نالوا ما نالوا من الشهرة وتسليط الأضواء عليهم حتى أن بعضهم لم يلعب في الرابطة المحترفة الأولى مالا يعد على أصابع اليد من المقابلات وبقدرة «ماكينة» إعلامية وجد نفسه فجأة نجما تحتل صوره المشهد...نلمس فرقا في المؤهلات... ولكن مقولة «إذا حبوك ارتاح» تفرض نفسها وتضع فوارق وهمية وتلغي القيم الكروية التي لا تجد لنفسها مكانا أمام سطوة من له الخطوة التي تحوله في وقت قياسي إلى نجم يشار له بالبنان...أما نوعية وجدي الماجري الذي لا تراقبه كاميرا ولا تقتفي خطواته عدسة ولا ينتبه له محللون في بلاتوات التلفزات...فله الله ...فماذا لوكان ما انجزه وجدي الماجري في فريق من تلك التي نسميّها الأندية الكبرى؟...هل سيمر في صمت؟ بالقطع لا ..فتلك الأندية يتحول فيها أشباه اللاعبين إلى نجوم فمابالك عندما ينتمي إليها مهاجم ما انفك يناضل ويثبت بأنه من أفضل لاعبي خطته...إنه للأسف واقع كرتنا الأليم الذي تتغير فيه معايير التقييم...ومن أجل ذلك فليواصل وجدي الماجري عزفه المنفرد إلى أن تأتي اللحظة التي يسعف فيها وأمثاله بنيل حقه في تشجيعه وتثمين ما يبذله من مجهود وهو يدافع بنخوة عالية عن ألوان الشبيبة القيروانية التي كانت حاضرة في أول مشاركة للمنتخب الوطني في الأرجنتين 78 بثلاثة لاعبين هم خميس العبيدي والمنصف وادة وعثمان الشهايبي يوم كانت الكرة كرة والمنتخب ملك مشاع لكل التوانسة.