بقلم: صباح توجاني لم تطفئ «التونسية» شمعتها الألف...بل أوقدت شمعتها الواحدة بعد الألف مستنيرة في مسيرتها بسيل محبة قرائها الذين يزداد عددهم يوما بعد آخر وقد لمسوا بين صفحاتها ما جعلهم مشدودين الى اقلامها التي تحترم الخط التحريري للصحيفة...صحيفة يومية هي بمثابة المركب الصغير الغض الذي يشق عباب بحر متلاطم الأمواج في ظرف انتقالي صعب تمر به تونسنا. «التونسية» التي قطعت على نفسها عهدا باحترام الرأي والآخر، ظلت على مدى الأعداد الألف التي أصدرتها، حريصة على الإستجابة لطلب «الأغلبية الصامتة» وتوقها الى صحافة مستقلة تقف على نفس المسافة بين كافة الأطراف من سلطة وسياسيين ومعارضين ونشطاء في المجتمع المدني... «التونسية» أرادت أن تكون بالفعل صوتا لمن لا صوت له...وقد نجحت..في خلق جسر التقاء مع اوفياء المكتوب رغم إغراءات العالم الافتراضي وانسياب المعلومة الرقمي وسرعة وصول الخبر إلى القارئ حيثما وجد ومتى شاء . «التونسية» اختارت منهجا خاصا، نحن أبناؤها مؤمنون بصعوبة الإلتزام به فلم نرم يوما الجري وراء الخبر المفتعل وإن كان مثيرا، ولم نشأ النزول الى مستنقعات الجدل العقيم حتى وإن كان بابا لمضاعفة مبيعاتنا، ولم نقبل الإنسياق وراء موضة الحوارات الإستفزازية المشاكسة وفضلنا استضافة اسماء لامعة في مجالات تخصصها ولها ما تضيف الى الشأن العام...وفتحنا اعمدة «التونسية» امام كل الكفاءات التي يجمع بينها قاسم مشترك...حب تونس...هذه الزيتونة المباركة التي نستظل جميعا تحت أغصانها الوارفة... «التونسية» كانت حلما اعلاميا تونسيا شابا خاض مغامرة غير محسوبة العواقب يدفعه حبه لصاحبة الجلالة ومهنة المتاعب في قطاع متقلب لا احد بامكانه الصمود فيه طويلا....«التونسية» حلم آمنا بمشروعيته ونحن ابناؤها على يقين بان الطريق الى اثبات الجدارة لن يكون دوما مفروشا بالورود. ولكننا تشبثنا بحلمنا ...فكبر يوما بعد يوم واصبح ل«التونسية» قراؤها الأوفياء ولها جمهورها الذي لم يعد يقبل بغيرها بديلا. وصمدنا امام الحروب القذرة وضربات ما تحت الحزام ...حتى أن اليوم الذي يمر دون ان يحمل لنا رسالة ملغمة من المنافسة الملوثة يبدو لنا غريبا في بورصة المعارك الصحفية الصامتة. «التونسية» حلم كبر وأمنية تحققت لأسرة آمنت بحق القارئ التونسي في اعلام محايد ونزيه... ينقل الخبر ويصحح المفاهيم ويصور الواقع بلا رتوش ولا زيف...ويرفع أصواتا لم تجد لها مجالا للتعبير، في زمن ضجت فيه الساحة بالمكتوب والمرئي والمسموع والألكتروني... «التونسية» وهي توقد شمعتها الواحدة بعد الألف تعاهدكم على مواصلة المشوار بفضل مساندتكم ودعمكم واصراركم على الوفاء لها...في زمن عز فيه الوفاء....بكم نكون ومعكم تكون «التونسية» دوما متألقة....تحيا تونس ...تحيا «التونسية»