٭ بقلم التلميذ: فادي الحاج علي (الجم): عندما تتلألأ نجوم الليالي الصيفية ويتربع القمر على عرشه ويسطع في كبد السماء متباهيا بسحره الصامت وهو يلقي بضوئه الفضي على ارجاء وطني الحبيب... عندما تبزغ شمس الصباح الحنون وترسل بأشعتها على الكون يدغدغنا الحب... ونستفيق من حلمنا الطفولي الجميل... فنسافر بعيدا... بعيدا... أمتارا.. وكيلومترات... بحثا عن حقيقة.. عن خبر يقيني جديد... عن أمل.. عن بشرى... عن فرحة.. عن كل ما هو رائع... فائح... طيب... وقد صدمتنا الأنباء واختلط الدم بالاشلاء، لتطوقنا المغالطات من إذاعات الشرق وتلفزات الغرب.. فوجدنا ضالتنا في «شروقنا» الفيحاء... انها «الشروق» التونسية التي علمتنا الصدق والوفاء والوطنية كلا يا اصدقائي.. التي اعترف بادماني الكبير على مطالعة هذه الصحيفة الغراء... رغم سني الصغيرة.. الصحيفة التي أحبها كل أبناء تونسنا العزيزة واشقائنا في القارة السمراء.. لم تفوتني منذ ان دب حسيس الوعي بداخلي... والفهم الذي قادني لأستنشق من عطرها ما يكفيني مؤونة يومي... و«الشروق» هي الصحيفة التونسية الوحيدة التي تواكب الاحداث وتقترب اكثر من قرائها... تحاكي اوضاعهم.. وتعيش مشاكلهم مهما كانت حدتها... ان «الشروق» ظلت وفية وستظل للمنهج الذي اختارته لنفسها.. وفية لعشاقها بما تحمله صفحاتها من أخبار ومواضيع دسمة وثرية... سمتها الصدق والشفافية.. هي شابة.. وروحها شابة... ومحرروها من الشباب الاكفاء... فكانت البطاقات التي يحررها السادة رؤوساء التحرير والأقسام أمثال الأساتذة عبد الحميد الرياحي ونجم الدين العكاري وعبد الرؤوف المقدمي وفاطمة الكراي وغيرهم بمثابة طابع الشهد وملعقة العسل.. الصباحية... وقد زادها الملحق اليومي بما يحويه من مواضيع رياضية شبابية «تربوية» وفنية بهاء على بهاء.. لقد أحبونا خصوصا نحن التلاميذ فهم يكتبون من أجلنا.. نحن مع «الشروق» السند القوي مثلما كانت تونس وقيادتها وبقية الرجال المخلصين وشعبها سندا لقضايا الحق والعدل والحرية... كفلسطين التي تعيش في وجداننا... كالعراق الذي يؤلمنا مصيره... ولبنان وسوريا التي يتآمرون عليهما فكل يوم تطل فيه الشمس بحسنها أرى «الشروق» كزهرة أقحوان مبتسمة بين ألف عنوان وعنوان والناس يتهافتون لاقتنائها... لقد كانت «الشروق» هي قهوة الصباح... هي غذاء الفكر والروح... هي «شروق» المحبة... «شروق» الوفاء... «شروق» الضياء... هي صحيفة الفرح الدائم.. ... لقد اعتدت ان أعد القهوة كل صباح... ... ان أضع وردة حمراء في كأس ماء.. أن أفتح نافذتي للشمس والنسيم.. لقد اعتدت... ان أقتنيك أيتها الصحيفة..