بقلم: مصطفى قوبعة يوافق هذا الصباح صدور العدد الألف من جريدة «التونسية» الورقية، حدث قد لا يعني الكثير للغير، ولكنّه حدث عزيز وغال على أسرة «التونسية» الصّامدة رغم كلّ الألم. ألف شمعة رغم الرّياح والعواصف و«الذباب والضباب» والمكائد تعبد الطريق للألف شمعة الثانية والثالثة والرابعة وهكذا دواليك والمسيرة تستمرّ... ألف شمعة هي ألف دمعة، دمعة فرحة مع كلّ عدد يصدر، وألف شمعة هي ألف قُبلةٍ على جبين كادحي الجريدة من فنيين ومحرّرين وإداريين وعملة، وألف شمعة هي ألف وردة نوشّح بها صدور أحبّتنا الأوفياء وألف شمعة هي ألف بسمة نرسمها على شفاه قرّائنا الكرام. ألف شمعة، خطوة أولى على طريق الألف ميل تجرحنا أشواكه بقدر ما نحيى على أحلامه وآماله، فشؤون الحياة علّمتنا أن الحلم هو المنتصر والأمل هو الغالب. ألف شمعة، هي ألف رسالة صادقة وألف صوت حرّ لا يعادي ولا ينافق ولا يجامل في معادلة السّهل الممتنع «الخبر مقدّس والتعليق حرّ»، هي ألف شمعة لم تحد عن خطّها المستقيم بقلمها المستقيم في نصّها المستقيم. ألف شمعة نفذنا بها شيئا فشيئا إلى قلوب وعقول قرّائنا الأفاضل وسطّرنا بها بدايات نجاح نكسب بها ودّ واحترام وتقدير الجميع من صحف زميلة ومن رأي عام إلاّ قلة قليلة ممّن غاضتها نجاحاتنا البسيطة... ألف شمعة، شمعة توقد أخرى وأخرى توقد أخرى ليكبر فينا الحلم من هلال صغير وليد الثّورة هلّ في سماء الصّحافة المكتوبة إلى بدرها وقمرها رغم كلّ الصعاب والعوائق والدسائس، أليس الحلم مشروعا؟ ألف شمعة أضاءت ليالينا بعزيمتنا وبإرادتنا كما بدعمكم وبمساندتكم وأنارت بأوّل شمعة صباحكم المتفتّح على يوم جديد، فلنا الصّبر والصّبر والصّبر ولكم منّا الشكر وألف شكر. نطفئ اليوم معا الألف شمعة، ونوقد معا شمعة جديدة في سلسلة الألف شمعة الموالية، قد نصمد أكثر، قد نستمرّ وقد نتعب، لكننا سنصمد وسنثابر وسنواصل المشوار معكم وبكم ولا عزاء للكائدين.