لبلبة تكشف تفاصيل الحالة الصحية للفنان عادل إمام    بعد هجومه العنيف والمفاجئ على حكومتها وكيله لها اتهامات خطيرة.. قطر ترد بقوة على نتنياهو    برشلونة يقلب الطاولة على بلد الوليد ويبتعد بصدارة "الليغا"    ربيع الفنون بالقيروان يُنشد شعرا    في لقائه بوزراء .. الرئيس يأمر بإيجاد حلول لمنشآت معطّلة    الدوري الفرنسي.. باريس سان جيرمان يتلقى خسارته الثانية تواليًا    غدا: حرارة في مستويات صيفية    منير بن صالحة: ''منوّبي بريء من جريمة قتل المحامية منجية''    مؤشر إيجابي بخصوص مخزون السدود    عاجل/ قضية منتحل صفة مدير بديوان رئاسة الحكومة..السجن لهؤولاء..    صفاقس : المسرح البلدي يحتضن حفل الصالون العائلي للكتاب تحت شعار "بيتنا يقرأ"    الأطباء الشبان يُهدّدون بالإضراب لمدة 5 أيّام    بداية من 6 ماي: انقطاع مياه الشرب بهذه المناطق بالعاصمة    الرابطة الأولى: الاتحاد المنستيري يتعادل مع البقلاوة واتحاد بن قردان ينتصر    القصرين: قافلة صحية متعددة الاختصاصات تحلّ بمدينة القصرين وتسجّل إقبالًا واسعًا من المواطنين    سامي بنواس رئيس مدير عام جديد على رأس بي هاش للتأمين    طقس الليلة: الحرارة تصل الى 27 درجة    وزير النقل يدعو الى استكمال أشغال التكييف في مطار تونس قرطاج استعدادا لموسم الحجّ وعودة التّونسيين بالخارج    نادي ساقية الزيت يتأهل لنهائي الكأس على حساب النجم    كلاسيكو اوفى بوعوده والنادي الصفاقسي لم يؤمن بحظوظه    بطولة افريقيا للمصارعة بالمغرب: المنتخب التونسي يضيف ثلاث ميداليات في منافسات الاواسط والوسطيات    منوبة: 400 تلميذ وتلميذة يشاركون في الدور النهائي للبطولة الاقليمية لألعاب الرياضيات والمنطق    "براكاج" يُطيح بمنحرف محل 26 منشور تفتيش    غدا.. قطع الكهرباء ب3 ولايات    إحالة رجل أعمال في مجال تصنيع القهوة ومسؤول سام على الدائرة الجنائية في قضايا فساد مالي ورفض الإفراج عنهما    بداية من الاثنين: انطلاق "البكالوريا البيضاء"    دقاش: شجار ينتهي بإزهاق روح شاب ثلاثيني    عاجل/ سرقة منزل المرزوقي: النيابة العمومية تتدخّل..    الكلاسيكو: الترجي يحذر جماهيره    بعد منعهم من صيد السردينة: بحّارة هذه الجهة يحتجّون.. #خبر_عاجل    البنك الوطني الفلاحي: توزيع أرباح بقيمة دينار واحد عن كل سهم بعنوان سنة 2024    "البيض غالٍ".. ترامب يدفع الأمريكيين لاستئجار الدجاج    الحج والعمرة السعودية تحذّر من التعرُّض المباشر للشمس    دراسة جديدة: الشباب يفتقر للسعادة ويفضلون الاتصال بالواقع الافتراضي    البطولة العربية للرماية بالقوس والسهم - تونس تنهي مشاركتها في المركز الخامس برصيد 9 ميداليات    هند صبري: ''أخيرا إنتهى شهر أفريل''    عاجل/ ضحايا المجاعة في ارتفاع: استشهاد طفلة جوعا في غزة    جندوبة: استعدادات لانجاح الموسم السياحي    وفاة وليد مصطفى زوج كارول سماحة    المأساة متواصلة: ولادة طفلة "بلا دماغ" في غزة!!    قبل عيد الأضحى: وزارة الفلاحة تحذّر من أمراض تهدد الأضاحي وتصدر هذه التوصيات    السلطات الجزائرية توقف بث قناة تلفزيونية لمدة عشرة أيام    صُدفة.. اكتشاف أثري خلال أشغال بناء مستشفى بهذه الجهة    الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة    التلفزيون الجزائري يهاجم الإمارات ويتوعدها ب"ردّ الصاع صاعين"    الولايات المتحدة توافق على بيع صواريخ بقيمة 3.5 مليار دولار للسعودية    الاستعداد لعيد الاضحى: بلاغ هام من وزارة الفلاحة.. #خبر_عاجل    ترامب ينشر صورة بزيّ بابا الفاتيكان    غارات إسرائيلية عنيفة تستهدف مواقع مختلفة في سوريا    تونس: مواطنة أوروبية تعلن إسلامها بمكتب سماحة مفتي الجمهورية    تونس تستعدّ لاعتماد تقنية نووية جديدة لتشخيص وعلاج سرطان البروستات نهاية 2025    مقارنة بالسنة الماضية: إرتفاع عدد الليالي المقضاة ب 113.7% بولاية قابس.    سليانة: تلقيح 23 ألف رأس من الأبقار ضد مرض الجلد العقدي    الأشهر الحرم: فضائلها وأحكامها في ضوء القرآن والسنة    أبرز ما جاء في زيارة رئيس الدولة لولاية الكاف..#خبر_عاجل    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    أولا وأخيرا: أم القضايا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نور الدين البحيري (قيادي في «النّهضة» ووزير العدل الأسبق) ل«التونسية»سنرحّب بنتائج الصّندوق
نشر في التونسية يوم 23 - 10 - 2014


«النهضة» في الخطّ الأوّل أمام الإرهابيين
غايتنا ليست الكراسي وإقصاء غيرنا بل خدمة تونس
ضربت لوبيات الفساد فحاولت تشويهي
حاورته: بسمة الواعر بركات
قال نور الدين البحيري القيادي بحركة «النهضة» ووزير العدل الأسبق في حوار خص به «التونسية» انّ حركة «النهضة» قامت بأخطاء عندما كانت في الحكم وأنها تعترف بأخطائها ولعلّ أبرزها عدم توسيع تجربة الحكم التي إقتصرت على «الترويكا» إلى جانب عدم تشريك كفاءات من الداخل والخارج. كما أكدّ انّ «النهضة» لم تركز على موضوع التهريب كما يجب وأنّ خطواتها كانت في هذا الصدد منقوصة، واعتبر انّ التهريب كان وراء استفحال ظاهرة الإرهاب مبينا انّ أول المتضررين من الإرهاب هم قياديو «النهضة» لأن هذه الحركة تمثل تيارا وسطيا معتدلا.
واعتبر البحيري ان المشاركة في الإنتخابات واجب وطني وأنّ العزوف قد يفتح الباب أمام عديد المزالق، معبّرا عن أمله في ان تنجح التجربة الديمقراطية في تونس، وأضاف ان الإنتخابات ليست معركة حياة أو موت بل هي منافسة وقال ان حركة «النهضة» سترحب بما سيفرزه الصندوق مهما كانت النتيجة حتى لو كانت «النهضة» في المرتبة العاشرة، وأكّد أن تونس في حاجة اليوم إلى تجاوز الأحقاد وتصفية الحسابات، مضيفا ان حركة «النهضة» ضد الإقصاء لأنها عانت طويلا منه.
وكشف ان اغتيال البراهمي والشهيد شكري بلعيد كان لأسباب سياسية وأنّ الهدف كان تدمير التجربة الديمقراطية في تونس .
بقية التفاصيل في السطور التالية:
أيام قليلة قبل الانتخابات ماذا أعدت حركة «النهضة» للعرس الانتخابي؟
هدف حركة «النهضة» كان واضحا منذ البداية وهو العمل على إنجاح الانتخابات لتكون شفافة ونزيهة في إطار منافسة شريفة بين جميع التونسيين من مختلف المشارب والاتجاهات والهدف هو خدمة تونس، نأمل أن نتجاوز المرحلة الإنتقالية لنمرّ إلى الحكم الدائم بأسرع وقت وبأخف الأضرار،ونحن على أبواب الانتخابات التي ستكون إن شاء الله في موعدها نأمل أن تكون حركة «النهضة» وكل القوى الوطنية والديمقراطية المحبّة لتونس والساعية الى انجاح مسيرة الانتقال الديمقراطي قد حققت هدفها في هذه العملية وبالتالي إنجاح هذا العرس.
في الحقيقة «النهضة» حاولت المشاركة بكل ما تملك من جهد من حيث مساعدة الهيئة العليا للإنتخابات والدعوة للمشاركة في الانتخابات وهو واجب وطني لأن العزوف عن المشاركة قد يفتح الباب أمام عديد المزالق والمتاهات.
غايتنا من الانتخابات ليس حصد الكراسي التي سنتحصل عليها داخل المجلس النيابي بل ان تنجح الانتخابات وان تنجح هذه التجربة.
هل رصدت الهيئة العليا للإنتخابات تجاوزات لدى احدى القائمات الانتخابية لحزبكم؟
إلى حدّ علمي لا، فقد انضبطنا للقانون وفي قائمة «النهضة» ببن عروس مثلا لم نرتكب اي تجاوز يذكر ،بل أصدرنا تعليمات لإخواننا في الجهات بأن يلتزموا بالقانون الانتخابي ودعونا إلى إحترامه وجلّ الأعمال التي قمنا بها كانت عن طريق تراخيص مسبقة،وعمليات التوزيع وتعليق القائمات كانت في الأماكن المنصوص عليها رغم ملاحظتنا لعديد التجاوزات من أحزاب أخرى من تعليق في أماكن يستحي ذكرها وفي مدارس ابتدائية او مستشفيات...رغم ذلك نعتبر ان الانتخابات تسير بنسق عادي وكمثال نحن في بن عروس وقفنا على ممارسات غريبة حيث ان بعض الاحزاب اتصلت بالناس ليس للتعريف بالبرامج بل لتدعوهم لعدم التصويت ل«النهضة».
في حين أنّ برنامجا يختلف عن عديد البرامج وهو برنامج وطني يقوم على بناء دولة قوية ،نحن ضد الإقصاء ويكفينا ما عانيناه من الإقصاء وبالتالي ندعو إلى دولة موحدة مهما كانت الانتماءات السياسية، فتونس في حاجة الى تجاوز الأحقاد وتصفية الحسابات ونرنو إلى دولة عادلة تحمي البلاد من الإرهاب والتهريب وعصابات تخريب الاقتصاد ونأمل بناء اقتصاد يخفّف على التونسي وطأة غلاء المقدرة الشرائية والتهاب أسعار القفة. في الحقيقة لدينا برنامج متكامل لولاية بن عروس من حيث معالجة التلوث والنهوض بواقع البنية الأساسية، فبن عروس تضم شواطئ ومناطق جبلية متنوعة وثرية وتوجد بها عدة آثار ومنابع مياه معدنية معروفة بمعالجتها لعديد الأمراض، ولاية بن عروس تضم اهم منطقة صناعية وهي المغيرة وأكبر مصنع لصناعة الإسمنت هذا إلى جانب مناطق فلاحية...
الانتخابات بالنسبة إلينا ليست حربا بل هي عرس لجميع التونسيين من أقصى اليسار الى أقصى اليمين ، الانتخابات ليست معركة حياة أو موت بل هي منافسة وما سيفرزه الصندوق سنرحّب به مهما كانت النتيجة، لقد أكدنا على هذه النقطة خاصة أمام بعض الخروقات التي تدعو إلى عدم الاعتراف بنتائج الصندوق،ومن الآن نعلن قبولنا بنتائج الانتخابات.
بعض الملاحظين يتوقعون ان يكون «نداء تونس» في المرتبة الأولى و«النهضة» في المرتبة الثانية؟
نحن سنرحب بنتائج الانتخابات مهما كانت حتى ولو كنا في المرتبة العاشرة أوحتى العشرين، طالما ان الإنتخابات نزيهة وشفافة وتمت تحت رقابة دولية ووطنية وما أفرزه صندوق الاقتراع سيكون هو الحكم وسنحترم سيادة الشعب. صحيح فزنا في الإنتخابات السابقة وكنا في المرتبة الأولى وأعتقد شخصيا أننا سنكون الحزب الأول خلال هذه الإنتخابات ولكن ان نكون الحزب الأول أو لا نكون فهذا لن يغير شيئا لأن احترامنا لشعبنا وإرادة شعبنا ولمبادئ الديمقراطية سيجعلنا نقرّ بنتائج الإنتخابات، ندعو الشعب التونسي إلى العمل وفق نتائج الصندوق وغايتنا ليست الكراسي او اقصاء غيرنا بل خدمة تونس.
نحن لن «نتعال» على الشعب التونسي بل نحن مدينون له لأنه حررنا من الإستبداد ومن القمع وواجبنا ردّ الجميل واحترام ارادة الشعب.
إن رفض النتائج هو دفع البلاد الى المجهول والتشكيك في نتائج الصندوق يعني رفض إرادة الشعب .
يتساءلون لماذا القفة غالية؟ في حين ان هذا طبيعي طالما تم التشكيك في مؤسسات الدولة في 2011 فالتشكيك في نتائج الصندوق وفي رئيس الجمهورية وفي الجيش والأمن ....كلّها مسائل ستؤدي حتما إلى غياب المستثمر والتاجر والصناعي فهؤلاء لن يشاركوا في بناء البلاد وللأسف يفعل الجاهل بنفسه ما لا يفعله العدو بعدوه...
بلادنا في حاجة اليوم إلى الأمن وإلى الإستقرار وإلى واقع أفضل ونحتاج إلى رسائل ايجابية توجه إلى الداخل والخارج .
التونسيون في حاجة اليوم الى حزب يطمئنهم ولا يخيفهم فتونس وبقدرة الله سيعيش فيها كل التونسيين بحرية وأمان.
يتحدث البعض عن إمكانية تزوير الانتخابات فهل هذا وارد ؟
هذا غير وارد بالمرة ،لأن التجربة السابقة في الإنتخابات كانت تجربة فريدة حتى ان عديد الدول تحاول النسج على منوال التجربة التونسية ،كما ان الإنتخابات الحالية ستتم وفق قوانين تعدّ هي الأدق في العالم،هذه الإنتخابات ستتم تحت أنظار العالم أجمع وممثلين عن كل القائمات في مراكز ومكاتب الإقتراع،ستتم أيضا تحت مراقبة مجموعات وملاحظين يعدون بالآلاف وهم يحضرون حاليا جل الإجتماعات ويتابعون سيرها ويراقبون. هذه الانتخابات ستتم تحت رقابة دولية كما ان عمليات الترسيم والتسجيل تراقبها عديد المؤسسات في العالم كمؤسسة «كارتر» انها اجراءات تمت طبق القواعد والمعايير المعمول بها ؟ إذا كيف ستزور؟
ولا ننسى ان الهيئة التي تشرف على الإنتخابات هي هيئة مستقلة تم انتخابها بالإجماع وبالتالي تحتاج هذه الهيئة إلى المساندة والدعم حتى وان كشفت التجاوزات والعيوب .
ويؤلمني اليوم ان أجد قيادة جهوية تابعة لاتحاد الجهوي للشغل في بن عروس منحازة لقائمة حزبية رغم ان دور الاتحاد الحياد وان يكون منحازا للوطن ونحن هنا لا نشكك في الإدارة المركزية بقدر ما يقلقني انحياز كاتب عام جهوي لحزب.
اليوم نراهم يمزقون قائماتنا ونعرفهم بالأسماء ومع ذلك نعتبر ان كل هذا جزئيات لن تؤثر فينا ونحن قادرون على غضّ الطرف وتجاوز ما يحصل ضدنا من ممارسات لتمر المرحلة بسلام ولأننا نريد أن نصل إلى برّ الأمان، ونريد برلمانا متنوعا ممثلا من كل التشكيلات.
يتخوف عديد التونسيين وحتى بعض الأحزاب من تصاعد وتيرة الخطر الإرهابي خاصة خلال الفترة القليلة القادمة، فهل لديكم مخاوف معينة ؟
الخطر الإرهابي يهدد الجميع، ونحن لا ننظر الى التهديدات الإرهابية من حيث ما تمثله من خطر على الأشخاص لأنه إذا نظرنا إلى الاشخاص فقيادات «النهضة» هي الاكثر إستهدافا ،الإرهاب عدو لكل ما هو إعتدال ووسطية والإرهابيون يعرفون ان الخط الاول امامهم هي «النهضة» بسبب خيارها الإسلامي الوسطي المعتدل والذي يتناقض مع خياراتهم المتشددة والتكفيرية واستباحة دماء الناس وأموالهم. وقد لعبت «النهضة» دورا في وضع حدّ لتغول هذا التيار المتشدد ونأمل التغلب عليه ،بلادنا مهددة بالإرهاب وعلى الأحزاب السياسية ألّا تمنح فرصة لهؤلاء بشتم وسب بعضنا البعض بعيدا عن المنافسة الشريفة عوض وضع اليد في اليد والتوحد ضد العدوّ الحقيقي الذي يتربص بتونس,
«النهضة» لا تمثل تهديدا لتونس فالأيام بينت أنّ في قوة حركة «النهضة» قوّة لتونس وعندما وصلت بلادنا إلى مشارف الهاوية تدخلت حركة «النهضة» وقدمت تنازلات لإنقاذ البلاد ودخلنا في طريق ايجابي قائم على الحوار والمكاسب، نتناقش، قد نرفض بعض الخيارات ولكننا عندما نقتنع نغير مواقفنا خلافا لغيرنا .
ولكنكم أخذتم الكثير من الوقت للقبول بحكومة كفاءات مستقلة وتعيين رئيس حكومة وهو ما أنهك الإقتصاد والبلاد؟
التعطيل لم يكن بسبب حركة «النهضة»، تعرفون جيدا من اتخذوا مواقف معادية للديمقراطية ومن كانوا وراء تخريب سكك القطارات وتصعيد الإحتجاجات وغلق المصانع ... هل فعلت «النهضة» ذلك؟
تعرفون جيدا من دعوا الى الإنقلاب ؟ ودعوا الأمن والجيش لينقلبوا على مؤسسات الدولة وأغلقوا المعتمديات وفي الحقيقة بياناتهم وتصريحاتهم لا تزال موجودة .
من تقصد تحديدا ؟
لا فائدة في ذكر الأسماء والنبش في الماضي، فقد تجاوزنا تلك المرحلة الدقيقة بسلام ولكن كان ذلك بتضحية من حركة «النهضة» فهل هناك حركة تغادر الحكم وهي منتخبة؟
نحن نريد تجربة ديمقراطية وضحينا بالحكم من أجل ذلك لأننا جزء من تونس وعندما نجد أن مصلحة تونس مهددة بسبب بقائنا في الحكم غادرناه ،قدمنا تضحيات لم يقدمها أيّ طرف في تونس وسيأتي يوم يعي فيه الشعب جيدا حقيقة التضحيات التي قدمتها حركة «النهضة» وعديد المنظمات الدولية تعرف حقيقة ما قدمته حركة «النهضة» ولذلك هي دائما تردد ان التجربة التونسية هي فريدة من نوعها وتعتبرها إستثناء في الربيع العربي.
ما هي الأخطاء التي ارتكبتموها ؟
سبحان من لا يخطئ، ولكن هناك فرق بين من يخطئ ويراجع خطأه ومن لا يعترف بخطئه، والمشكل في من يقول «معيز ولو طاروا». من أخطائنا والتي نعترف بها انه كان من الأحسن لو كانت دائرة الحكم أوسع مما هي عليه إذ أننا نعتبر ان تجربة «الترويكا» على أهميتها وايجابيتها تجربة منقوصة كان من المستحسن ان نأخذ وقتا اكثر وأن نوّسع دائرة الحكم حيث تضم التجربة قوى اجتماعية فاعلة وكفاءات من الداخل والخارج ونأمل ان تكون التجربة القادمة أفضل .
أما الجانب الثاني والذي لم نمنحه التركيز اللازم فقد كان موضوع مقاومة التهريب. فالخطوات التي قمنا بها كانت متأخرة نسبيا والتهريب هو مدخل للإرهابيين وأداة لتسريب السلاح وأداة للمحتكرين، فهؤلاء عملوا على الترفيع في اسعار المواد الفلاحية ولو أن وراءها عدة أسباب سياسية ووراء هذه الظاهرة المتحكمون في السوق ومن يملكون رخص التوريد والتصدير وهؤلاء ساهموا في التهاب الاسعار في تونس إذ كيف يقبل تاجر مثلا بأن تفسد البطاطا وتلقى ولا يروجها؟
ألهذه الدرجة يريد أن يخسر؟ هذا الشخص لا يريد سوى خلق اجواء متوترة ولكن نأمل في المرحلة القادمة ان نتصدى لهؤلاء المحتكرين لانه لا يجب أن نتاجر بحياة الشعب التونسي مهما كانت الحكومة التي ستحكم يسارا او يمينا فمن يغامر بحياة التونسيين ويضعها في موضع خطر ويحرم عدة عائلات من البطاطا ومن علبة حليب او رطل من اللحم لا يمكن السكوت عنه.
اليوم لم يعد بمقدور التونسي اقتناء «الفريب» الذي منح لفلان وفلان وحرم التجار التونسيين من حقهم حتى في «الفريب» لأن التجار عليهم المرور بفلان وفلتان ونفس الشيء لقطاع غيار السيارات وعديد القطاعات الاخرى.
هل ترجحون ان يكون اغتيال البراهمي وبلعيد قد تم لغايات سياسية ؟
اكيد ، لأن الاغتيال تم ليلة الاحتفال ب25 جويلية وعند الاقتراب من الانتهاء من الدستور وجاء بعد تشكيل أعضاء الهيئة العليا للانتخابات.
الاغتيال لم يكن صدفة وتحديدا في ذلك التاريخ ،هناك من خطط ونفذ ، والهدف ليس استهداف شخص أو حزب بل تدمير التجربة الديمقراطية في تونس، وللأسف الشديد ان المستفدين من التجربة الديمقراطية في تونس لم يتفطنوا الى اهمية التجربة الديمقراطية في تونس.
يلام على حركة «النهضة» انها لم تقدم شيئا للجهات المحرومة؟
ابدا ،وهنا مربط الفرس ،فأن تختلف معي في الرأي قد نقبل بذلك ، ان تنتقدني اجتماعيا وسياسيا معقول ولكن لا يمكن ان تنكر الطريق الذي تسير عليه وهذا لا يكون الا باطلا وشهادة زور وكمثال ولاية بن عروس كانت الاولى جهويا بنسبة 85 بالمائة.
ملف القضاة الذين قمتم بعزلهم أثار الكثير من الانتقادات هل ندمتم على هذا القرار؟
أبدا ،لأنه لابد من إصلاح وتطهير القضاء وإصلاح القضاء ينطلق من إعفاء القضاة الفاسدين لأنه لا يمكن بناء قضاء مستقل بهؤلاء إذ لم تكن العملية معزولة ولا يوجد تونسي لم يحرق بنار القضاة الفاسدين صحيح هم قلة ولا يمثلون كل القضاة ولكن قبل ان نقوم بعملية الإعفاء والتي يسمح بها القضاء التونسي وجدنا ملفات ودرسناها جيدا وكان هناك من ضبط متلبسا وهناك من كان ملفه مليئا بالشكاوى حتى ان هناك من كان يعاقر الخمر ويجلس مع المنحرفين فكيف يسمح قاضي تلقى رشوة لنفسه بأن يحكم على مرتش ؟ الفاسد فاسد حتى ولو ادعى تقربه الى حركة «النهضة» وقد تعاملنا مع جميع الملفات بروية ودون انحياز لأي طرف. لقد كان قرارنا في إطار برنامج كامل وسام لإصلاح القضاء 2012 - 2014 وهو موجود في كتيب صدر عن وزارة العدل بمشاركة عديد المنظمات والهيئات حيث تم وضع خطة لإصلاح القضاء، كانت هناك إجراءات مستعجلة واخرى على المدى الطويل وانطلاقا من مناظرات القضاء وفي تلك الفترة نظمنا دورات تدريبية كما لم يحصل في تاريخ القضاء وفعّلنا الترقيات الآلية ورفعنا في رواتب القضاة بما يفوق الألف دينار وبنحو الضعف وهذا لم يحدث الا في «عهد البحيري»، لقد سعينا قدر الإمكان لتقريب القضاء للمواطن ومثال ذلك محكمة الإستئناف في سيدي بوزيد والقصرين لكي لا يتكبد المواطن عناء التنقل... من بنى القطب القضائي؟ ألم يكن ذلك في فترة «النهضة»؟ وسأكشف ولأول مرة ان جمعية حقوقية أجنبية زارتني في وزارة العدل طالبة مني ملفات القضاة الفاسدين ورفضت بشدة لأن القاضي المعفى بشر وتونسي وليس دورنا تشويهه بل احترمنا واجب التحفظ ولم نكشف عن الجرم المرتكب واكتفينا بالأسماء لتطبيق قرار العزل.
فبعض القضاة الفاسدين كانوا يمثلون لوبيات ومصالح أشخاص وشنّوا عليّ حملة واسعة واستهدفوا وزير العدل لأن كانت له الشجاعة لأخذ مثل هذا القرار ولأنه مس لوبيات الفساد في العمق وفي اللحم الحي. لانه مطلوب من بعض الوزراء ان يبقوا مجرد صور وألاّ يمسّوا الملفات الحارقة ولأني مددت يدي لما يجب ان يمس لا بد ان يشوه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.