تونس الأسبوعي: بين الفرحة والارتياح وكذلك الابتهاج لتحمل المسؤولية والاحساس بالمواطنة الحقيقية، كانت رحلتنا صباح أمس بين عديد نقاط الاقتراع ومكاتب الانتخابات التي انتصبت هنا وهناك واستقبلت الآلاف من المواطنين التونسيين الذين وفدوا والحماسة تدفعهم لتجسيم قيم المشاركة الفعلية في الشأن العام والإدلاء بدلوهم في اختيار حاكمهم بالنسبة للانتخابات الرئاسية ومن يمثّلهم في الوظيفة التشريعية وسن القوانين ومراقبة الحكومة بالنسبة للانتخابات التشريعية.. وتزامنا مع هذا الموعد التاريخي الهام الذي يعتبره منظرو علم السياسة مؤشرا لقياس مدى ديمقراطية الأنظمة الحاكمة، سيما وأنها الآلية المثلى لتشريك الشعوب في اختيار السلط التي تحكمها أو تمثّلها، واكبت «الأسبوعي» الحدث واستجلت بعض أراء وانطباعات عدد من الناخبين مباشرة بعد قيامهم بالواجب الانتخابي .. بكل قناعة ومسؤولية السيد صلاح الدين بالحاج (طبيب) أكّد انه سعيد جدا بمبادرته بأداء واجبه الانتخابي بحسب ما يمليه عليه ضميره وحبه لوطنه، فكان اختياره كذلك مستجيبا لقناعاته الشخصية من دون أية ضغوطات، دافعه في ذلك ما تنعم به تونس اليوم من أمن وطمأنينة تجعل الفرد يمارس حقه بكل مسؤولية واقتدار ..مشيرا إلى أنه غير مستعد لأن يفصح لأي كان عمن صوت له من القوائم المترشحة حتى يحفظ مبدأ سرية الاقتراع من جهة وقدسية العملية الانتخابية في حد ذاتها من جهة أخرى ..بينما لم تتوان زوجته السيدة سلوى مذبوح عن التعبير عن شرف التصويت للرئيس بن علي وأنها مقتنعة كل الاقتناع بمنح صوتها لهذ المرشح الذي تعتبره الأجدر ولا يمكن منافسته بأي شكل من المقاييس لأنه غيّر وجه تونس طيلة سنوات التحول ومن يزور الخارج يدرك جيدا ما تنعم به بلادنا من خير وسؤدد ..وأردفت محدثتنا أن مرشحي المعارضة يحتاجون إلى الكثير من الجهد ليعرفهم الشعب والمواطنين. أما الشاب بسام السباعي فيقول أنها المناسبة الأولى التي يشارك فيها في الانتخابات وهي عملية سترسخ في ذاكرته مدى الحياة، لأنه لم يكن يتوقع أن يأتي اليوم الذي يكون فيه لصوته قيمة، ويدلي برأيه في اختيار رئيس الجمهورية وأعضاء السلطة التشريعية ويضيف بسام أن عملية الاقتراع استوفت في رأيه كل الشروط القانونية من دخول الى الخلوة أو تمكين المقترعين من أخذ جميع الأوراق والقوائم المترشحة من دون أي تأثير جانبي، معربا عن أمله في أن يكون اختياره صائبا وتفضي صناديق الاقتراع إلى فوز من منحهم ثقته حتى يشعر بالارتياح التام .. شروط قانونية مستوفاة السيد رياض غرسلاوي لاحظ أن العملية الانتخابية تمّت في كنف الشفافية واستكملت كل الشروط والمستلزمات القانونية سواء من حيث حياد الإطار المشرف على عملية الاقتراع أو من حيث إجبار الناخبين على الدخول إلى الخلوة حتى تتحقق سرية التصويت، فضلا عن عرض وتقديم كل الأوراق والقوائم المترشحة من دون انحياز أو ميل إلى أية قائمة على حساب أخرى ..ويردف رياض أنه حرص بدوره على أن يمارس عملية تصويته بالشكل القانوني على أكمل وجه حتى تكون انتخابات مباشرة وحرة وسرية ..وحتى يترسخ هذا التقليد الديمقراطي في ذهنية الناخب والمواطن التونسي ،الذي يكفل له الدستور مباشرة هذا الحق على النحو الذي نراه في أكثر الأنظمة ديمقراطية و تشريكا لشعوبها في الشأن العام.. وللتدليل على ذلك اصطحب محدثنا زوجته وابنتيه إلى مكتب الاقتراع لمواكبة هذا العرس الديمقراطي ويسهم ولو بشكل ما في غرس هذا السلوك لدى ابنتيه لما فيه من فائدة عليهما بدرجة أولى و على الوطن بشكل عام.. وبدورها نفت السيدة سعاد الطبوبي الصيادي أن تكون تعرضت لأية ضغوطات أو تأثيرات جانبية لاختيار هذه القائمة أو تلك أو هذا اللون دون الآخر، وإنما صوتت من تلقاء نفسها وبحسب الاختيار الذي يريحها ويريح ضميرها بل تقول أنها تجشمت مشقة التحول لمكتب الاقتراع على الرغم من مرضها لتمارس حقها وواجبها في دعم الرئيس بن علي الذي يستحق المساندة المطلقة لمواصلة مسيرته الناجحة في قيادة تونس والرقي بها إلى أعلى المراتب.. فضلا عن نصرة الضعفاء والفئات الفقيرة وذوي الاحتياجات الخاصة.. واختتمت بدعوة العلي القدير أن يمنّ على رئيس الدولة بموفور الصحة والعافية حتى يواصل تحقيق ما ننشده من غد مشرق لهذا الوطن.. موعد التماسك والتضامن «هي لحظة تاريخية لن تمحي من الذاكرة، لحظة يصدع فيها المواطن برأيه ويدلي بصوته ويشارك بالقول والفعل في الحياة السياسية لبلده ..فرحة كبيرة تغمرني بعد هذا الحدث التاريخي... «ذاك ما أفادنا به السيد الطاهر الصيادي الذي التقيناه مباشرة بعد أن فرغ من أداء واجبه ووضع ورقة تصويته في صندوق الاقتراع، ولكنه مع ذلك لم يمتنع محدثنا عن الإفصاح عمن صوت لفائدته قائلا» بطبيعة الحال لبن علي في الرئاسية وللحمراء في التشريعية وأنا مقتنع كل الاقتناع بمن صوتت له ومنحته ثقتي وائتمنته على مصير وطني، كما أني على ثقة تامة بأن تزداد تونس طيلة هذه السنوات الخمس التي نحن على أبوابها تقدما ونموا في كل المجالات وسيحصد التونسي ثمار ما زرع في صناديق الاقتراع يوم 25 أكتوبر 2009 والتاريخ سيشهد بذلك.. «وفي مقارنة بمواعيد انتخابية سابقة ناهيك وأن العملية الانتخابية الحالية تعد الخامسة منذ تحول السابع من نوفمبر ذكر السيد الصيادي والذي لم يتخلف عن أي موعد انتخابي سابق أن هذه الأخيرة يعتبرها الأكثر تنظيما، بحيث لم تغفل الدوائر المنظمة عن أية شاردة أو واردة من شأنها أن تربك عملية الاقتراع أو تحدث بعض الخلل وعدم الوضوح في القيام بعملية التصويت فضلا عن الحرص على ضمان مبدإ سرية الانتخاب والتأكيد على إجبارية الدخول إلى الخلوة لكل مقترع ..وهو ذات الموقف الذي أكده الناخب عامر قريعة والذي ذكر أنه لم يتخلف عن أي موعد انتخابي لما فيه من مظاهر تجسم تماسك الشعب وتضامنه من أجل مصلحة الوطن العليا ومن ثمة اختيار من هو مؤهل أكثر من غيره لقيادة البلاد.. وأردف السيد قريعة أن هذه البادرة الديمقراطية من المؤكد أن تسير على قواعد سليمة ونزيهة في تونس التي بنيت بسواعد الرجال المخلصين والأوفياء وهو ما لمسته اليوم في مكتب الاقتراع حيث جرت العملية بمنتهى القانونية والوضوح والمسؤولية، موضحا أنه من الضروري المضي في فسح المجال لكل تونسي حتى يعبّر عن رأيه بكل حرية وصدق رائده في ذلك حبه لتونس ووفاؤه لها.. وللإشارة فقد كان هذا الناخب مرفوقا بحفيده يوسف تتار الذي حضر بمكتب الاقتراع ليطلع على كيفية إجراء عملية التصويت وقد حمل معه بعض أوراق الترشحات ليستظهر بها في إحدى مواده الدراسية التي تتمحور حول موضوع الانتخابات وقد أكد يوسف أنه متشوق كل الشوق ليصل إلى سن الانتخاب 18 سنة، ويدلي برأيه حول السلطة السياسية التي ستحكمه معربا عن مساندته المطلقة للرئيس بن علي. حركية وعموما وبفضل هذا المناخ الشفاف والقانوني لهذا الموعد الانتخابي، سيبقى موعد 25 أكتوبر منارة مضيئة في سماء الممارسة السياسية التونسية ومبشّرا بحضور أكثر فاعلية لإرادة المواطن وإسهامه الفاعل في الشأن العام وترسيخ تقاليد ديمقراطية في صفوف ناشئتنا وأجيالنا القادمة.