كرامة تونس أمانة في عنق الشباب لا الثورجيين كنّا نسمع بسياسة «النفط مقابل الغذاء» واليوم رأينا سياسة «الأصوات مقابل الغذاء» الشعب عاقب أحزابا خذلته حوار: أسماء وهاجر كيف بدت تجربة الانتخابات الديمقراطية الثانية في تونس بعد الثورة؟ هل هي حقيقة ام سراب من صنع المال السياسي واللوبيات الاعلامية والاحزاب التي اتخذت شكل شركات مضاربة سياسية؟ هل فعلا أعادت الانتخابات التي صنفت بالعقابية المتحضرة منظومة وماكينة حزب التجمع في تونس وما يسمى بالدولة العميقة وما تصنفه الاحزاب الخاسرة بإنتاج مواهب الثورة المضادة؟ ما هو مستقبل التحالفات وكيف ستكون الصفقة الجديدة للأحزاب التي ستحكم تونس لخمس سنوات؟ وما هي الافاق المنتظرة في ظل وجود مؤشرات سلبية لاهم رأسمال في تونس وهو الشباب؟... هذه بعض المحاور التي كانت موضوع حوار «التونسية» مع السيد مصطفى صاحب الطابع ضابط سابق بالجيش التونسي وامين عام «حزب الوفاق»... كيف تقيمون ثاني انتخابات ديمقراطية في البلاد بعد الثورة؟ حتى لا يكون التقييم من باب تلميع الحدث الذي تجندت الاحزاب ووسائل الاعلام للتباهي به وهو شرف بعد أن وُصمت تونس بالإرهاب «والدعوشة» أرى أن الديمقراطية تتطلب كذلك بعض الشروط الاخرى واهمها التداول لكن ما نلاحظه هو ان رؤساء الاحزاب غير متغيرين فراشد الغنوشي مثلا له 40 عاما في قيادة «النهضة», وحمة الهمامي له 30 سنة على رأس حزبه وهو نفس الحال بالنسبة لنجيب الشابي وبالنسبة لمصطفى بن جعفر. أفلا تقتضي الديمقراطية ان يفسحوا المجال لغيرهم من الشباب؟ ما لاحظته ان الفئة الشبابية لم تشارك في هذه الانتخابات وهو مؤشر سلبي على مصير ديمقراطيتنا الفتية التي لم يشتد عودها بعد وإن كان مردّ عزوفهم هو عدم ثقتهم في الطبقة السياسية التي يئسوا منها وفقدوا الامل في ان تكون طالع خير عليهم لانتشالهم من أوضاعهم حيث لا شيء تغير بالنسبة لهم سوى اسماء الاشخاص الذين غنموا السلطة واقتسموا الكعكة في حين بقوا هم ضحايا لوبيات العهد البائد ولوبيات ما بعد الثورة على هامش الثورة والاحداث. وانا اعتبر ان هذه الاحزاب متمسكة بخطاب الغنيمة ولم تفكر في ترسيخ مفهوم التوكل والفعل لدى الشباب لان فاقد الشيء لا يعطيه لأنها بدورها تتمعش من رجال اعمال السياسة بدليل ان العديد من الشخصيات تنشط في احزابها دون ان تعمل. فمكاسبها هي هبات من أصحاب رؤوس الاموال الذين كانوا في ما قبل اعمدة المنظومة السابقة التي يشتمونها. ولذلك من منطلق ايماني بالإصلاح وبالشباب انا بصدد التباحث من اجل انشاء حزب كبير يجمع العديد من الاحزاب الحداثية التي يكون رأسمالها شباب فاعل متوكل وصانع ليس اجيرا لدى رئيس حزب وأراه أولى لبنات بعث طبقة سياسية نظيفة اليد ومفيدة و ذلك ممكن جدا في المستقبل. واجمالا هل لعب المال السياسي دوره في الانتخابات وفي تحديد مآلها؟ من مصادر موثوقة احد الاحزاب سعر ثمن بعض المناطق ب 100الف دينار مقابل اصواتهم في الانتخابات كنا نسمع عن سياسة النفط مقابل الغذاء اليوم علمنا بوجود سياسة الاصوات مقابل الغذاء.وهذا بالطبع في سياسة تكريس ثقافة التواكل بامتياز، هذه احزابنا باستثناء البعض الى ان يقضي الله أمرا كان مفعولا. ما تعليقك على من يعتبر ان بعض الاحزاب هي عبارة عن شركات استثمار سياسي؟ مفهوم الحزب كنواة داخل الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية هي جماعة منظمة تسعى الى تحقيق اهداف سياسية معينة وهي اساسا كما يقول المفكر ديفيد هيوم الوصول الى السلطة وتحقيق برنامج سياسي معين مبني على عقيدة وايديولوجيا تختلف من حزب الى آخر. فالدلالة الرمزية لمفهوم الحزب لا يمكن على الاقل نظريا ان ترتبط بعالم المال والاعمال لأنها تصبح مضاربة ومفهوم الربح والخسارة اطاره الشركات التجارية واي تنظيم مالي آخر, لكن هذا الامر لا يخص فقط تونس فالأحزاب باعتبارها جماعات ضغط تبحث عن طرق للسيطرة على الشارع والسيطرة على النفوس من اجل حشد الانصار والاصوات للترفيع في منسوب ما يسمى «الشعبية» التي هي احدى ضمانات الانتخاب والمال الذي يوفره رجال الاعمال هو اهم وسيلة على الاطلاق لتحقيق هذه الاهداف مقابل ان يتمتع رجل الاعمال بامتيازات السياسي كأن يكون نائبا في البرلمان أو غيره وهي بدورها تشكل منهجا جديدا لتحقيق طموحاته وعليها اصبح وراء كل حزب عظيم رجال اعمال تدعمه وتقويه. المشكل حسب رأيي ليس في وجود رجل الاعمال داخل الحزب ولكن في جعل المال فوق اهداف الحزب التي من البديهيات ان ترتبط بمصلحة الوطن التي يتغنى بها كل سياسي فيصبح الحزب وسيلة لضمان عمليات البيع والشراء وتبرير خيارات خاطئة وعقد صفقات «تحت الطاولة». فالعبرة ونحن امام هذه الحقيقة المدوية التي سلم الجميع بوجودها هي ايجاد مواصفات في رجال الاعمال. فلا يمكن لحزب يدعي الوطنية ان يقبل عضوية رجل اعمال ماله فاسد ومتأتّ من مصادر مشبوهة لأنه لا يمكن بأي حال من الاحوال ان يكون هدفه التنمية ومصلحة الوطن بقدر النيل من ثرواته. أما إن كان مؤسس الحزب هو رجل أعمال ماله قذر فدور مؤسسات الدولة ان تتصدى له وتحول دون تمكينه من هذا الحق اقصد مده برخصة تكوين حزب. فالإشكال لا يتعلق بإيجاد توازن بين سيطرة رأس المال على الأحزاب وقوة الأحزاب وضعفها، فالأمر يتمثل في كيفية وجود حزب يمتلك من الكوادر التي لديه نوعا من الحرفية السياسية والفقه السياسي ويستطيع أن يتواصل مع الناس وله أرضية في الشارع بصرف النظر عن أنه حزب يمتلكه رجل أعمال أو حزب تملكه شركة. فهذه الحرفية السياسية التي تكون وجوبا مطعمة بالنزاهة وبالغيرة على كل ذرة من تراب هذا الوطن هي وحدها الكفيلة بخلق قرارات حزبية وطنية في ظاهرها وفي مضمونها. هل كانت الانتخابات «عقابا» ل «الترويكا» عن فشلها أم استرجاعا لنمط المجتمع التونسي؟ هذه حقيقة لا يختلف فيها اثنان هذه الانتخابات كانت ردا من شعب خذلته «ترويكا» بعد ان وضع ثقته فيها طمعا في أن تحقق له الكرامة والشغل وطمعا في تحسين جودة الحياة وتوفير الشغل لأبنائه. لكن بعد برنامج طويل وعريض ووعود هوليوودية وجد الشعب نفسه يعيش أبشع مقاطع من سنوات الجمر فمن رعب الشعانبي والارهاب الى السمسرة بأبنائه للقتال بسوريا الى مواسم الاغتيال وغيرها من الاوجاع. فأيام حكم «الترويكا» باستثناء النصيب من حرية التعبير وهو ليس منة او منحة منها هو حداد بأثواب مختلفة حيث نعى التونسيون أشياء كثيرة من وطنهم العزيز المتفتح على كل الثقافات دون مغالاة وشاهدنا ثقافة «موتوا بغيضكم واشربوا من ماء البحر» وشاهدنا أنفسنا الأوائل في تصدير الارهاب وتوفير الوقود البشري للدواعش والدواحس وفواصل من ختان البنات وهذا غيض من فيض... وكان الرد الذي لم يكن على الطريقة المصرية بل على الطريقة التونسية السلمية والديمقراطية حيث عاقب الشعب التونسي بالصندوق الاحزاب التي خذلته والرسالة وصلت ولعلها تكون عبرة للمنتصرين. فنشوة الانتصار لا يجب ان تنسيهم ثقل التكليف ومسؤولية الالتزام لان الشعب التونسي سيرد على من خذله بالإقصاء ولا يخفى اليوم ان الهزيمة الثقيلة التي منيت بها بعض الاحزاب والتي اندثرت شعبيتها خير دليل على ذلك. بقي ان التونسي تصدى لكل محاولات المس من خصوصيته وأظهر أنه عصي على الافغنة والصوملة. ما رايك في ما يقال بعد فوز «النداء» من ان «التجمع» قد عاد؟ في اعتقادكم هل التجمع عقلية ام اشخاص؟ لو اننا نحلل ايحاءات ودلالات التجمع للاحظنا انها على علاقة بمجموعة ممارسات تشكل عقدة الشعب التونسي كالاستبداد وعقلية سيطرة الحزب الواحد وسياسة الافلات من العقاب والتجويع والتعذيب وسيطرة العائلات المافيوزية في كنف سياسة صمت القبور التي مارسها الاعلام الذي كان جزءا من الحزب الحاكم الوحيد وعبادة الشخص الواحد لُخّصت «في الله أحد وبن علي ما كيفو حد» «والزين اشكون كيفو والزين ايديه نظيفة» بمعنى الحاكم الاله. اليوم يعتبر البعض ان نجاح «نداء تونس» هو عودة «التجمع» «بماكينته المعهودة» بعد ان حُلّ وأنا أعتبر انه مع منسوب الحرية الموجود والمجتمع المدني والاعلام منطقيا من غير الممكن ان تبعث الروح في دهاليز وزارة الداخلية بكل ما يوحيه هذا المكان من مظالم الامس. كما انني متفائل بأن تكون لدينا حقيقة مؤسسات تكون العين الساهرة على الحريات وكفيلة بالتصدي لكل التجاوزات على غرار البلدان المتقدمة وبالتالي فالمبدأ سلامة النية ولنكن ايجابيين ولنتوكل على انفسنا في عدم العودة الى الوراء ف «النداء» ليس المسؤول الوحيد فكلنا نحمل امانة الدماء التي اهدرت من اجل الثورة فان حمى النداء ثورتنا فهذا جوهر التزامه وان عاد عدنا... في اعتقادكم ألم تُمارس عقلية «التجمع» في عهد «الترويكا»؟ هل كانت مبادئ الجمهورية الفاضلة هي الفيصل والحكم؟ «الترويكا» حاولت بماكينتها الاعلامية ان تسوق نفسها حامية الحريات وانشأت لجانا تحمي بها الحريات وكلنا نعلم ما فعلته هذه اللجان لتحمي الحريات السياسية. كما حاولت ان تستعمل في خطابها الحريات وحقوق الانسان لكن الهوة كانت شاسعة بين الخطاب والممارسات كما ان الحزب الحاكم تغوّل بالقرار ولنا في تسليم البغدادي المحمودي عبرة حيث كان القرار من زعامات حزب «النهضة» الذي تجاهل اعتراض رئيس الجمهورية وقد صرح الرئيس المرزوقي بذلك. هذا فضلا عن عديد الممارسات الاخرى التي قد تفسد بالحديث عنها بهجة العرس الانتخابي الذي نعيش على وقعه. ما هي حسب رأيكم الاسباب الموضوعية للالتفاف حول «النداء»؟ «النداء» نجح بفضل التصويت المفيد وبفضل كره شريحة واسعة ل «النهضة» التي اعطت صوتها ل «النداء» وبفضل الصورة التي يحملها الشعب التونسي عن الباجي ابان الثورة وكيف نجح في إعادة الامن وفي التصدي للانفلات المطلبي والاعتصامات رغم التحديات وصعوبة الاستحقاقات. كما ان الشعب التونسي يبحث عن الزعيم بورقيبة من خلال «لوك السبسي» في خفة روحه وفي ارتجاله للخطابات وفي تمسكه بمدنية وهيبة الدولة ويرى فيه الضامن للحفاظ على النمط التونسي من الاختراقات المحتملة... صرحت في حوار سابق لك انه على الباجي قائد السبسي ان ينسحب وانه كفاه شرف تحمل المسؤولية الثقيلة ابان الثورة؟ وأنا متمسك بذلك جملة وتفصيلا فأنا أقدر تجربة الباجي وما قدمه ابان الثورة لكني أرى أن يبقى كبيرا زعيما ويتخلى عن طموح الدخول لقرطاج من اجل تجديد النخبة السياسية التي اغلقت المنافذ امام الطاقات الشبابية. وانا في رأيي لو ظل متمسكا بهذا الحلم فعليه من باب الوطنية الخالصة ان يصارح الشعب التونسي بوضعه الصحي. فمهمة رئيس الجمهورية ثقيلة وتتطلب مجهودا كبيرا. لو فاز الباجي في «الرئاسية» هل نحن مهددون بتجميع السلطات بيد حزب واحد؟ كل الصلاحيات مضبوطة بالدستور وعلى المجلس تحمل مسؤولية الرقابة التي ليست موكولة للمجلس فقط فالجميع عيون لا تنام وعلى رأسها الاعلام النزيه المستقل وليس اللوبيات الاعلامية التي لا نرى غيرها فنفس الوجوه تحلل وتتصدر المنابر فأرض تونس ولاّدة ولم تنجب هذه الوجوه فقط. فالتجديد ضروري من اجل اضفاء نفس جديد على الساحة وحتى لا تتحول الفضاءات الاعلامية الى تقاطعات مصالح وتصفية حسابات بين الاعلاميين والسياسيين ورجال الاعمال. قال الاستاذ قيس سعيد ان الرئيس حسب الدستور هو عبارة عن اليزابيت في حين اليوم نلاحظ على شبكات التواصل الاجتماعي لجانا داعمة للرئيس المرزوقي من اجل ان يبقى في الحكم ومساع لاقصاء الباجي؟ وزن منصب رئيس الجمهورية لا يمكن الانقاص من قيمته فالخارجية هي 80بالمائة من نجاح سياسة الدولة، فرئيس الجمهورية هو الممثل التجاري لتونس وهو من سيجلب الاستثمارات التي ستحرك الاقتصاد وتشغل العاطلين عن العمل وهو المرآة العاكسة لصورة تونس وبذلك من الصعب اعتبار منصبه شرفيا او شكليا هذا فضلا عن انه القائد الاعلى للقوات المسلحة فهو المسؤول عن امن البلاد والعباد. هذا بالإضافة الى رمزية رئيس الجمهورية في المخيال الشعبي والتونسي. حسب تصوركم كيف تحكمون على مردود المرزوقي على رأس رئاسة الجمهورية؟ دون التطلعات حيث سادت الاخطاء الديبلوماسية وأضرت بالكثير من علاقاتنا مع الدول كسوريا ومصر واخذت من وزن التونسي في المحافل الدولية. فمن المفترض أن تتوفر في الرئيس مواصفات من حيث الشكل وأخرى تتعلق بالمضمون وان يكون لجميع التونسيين وليس ممثلا لحزبه في رئاسة الجمهورية وهو ما لم يحدث مع الرئيس المرزوقي الذي لم يوفق في ذلك. الدكتور مصطفى بن جعفر يطالب القوى الديمقراطية بانتخاب رئيس توافقي... كيف تقرؤون هذا الموقف؟ هو موقف سياسي سقطت مبادؤه وافلست شعبيته ولعل المثل الشعبي ينقل الصورة بكل وضوح «مشالو المال وقعدلو الهبال» حيث دفع بن جعفر ثمن خيانته لمنتخبيه بعد ان نكث بوعوده وتحالف مع حزب «النهضة» وصمت على العديد من المظالم والاخلالات في أحداث 9 أفريل، وفي أحداث الرش وأغرته السلطة الى ان استفاق على رصيده من محبة الشعب. واليوم يطرق مع أحمد نجيب الشابي باب مونبليزير طمعا في منصب الرئاسة والدخول الى قرطاج بعد ان اقصي بالورقة الحمراء من التشريعية باسم الحريات وقطع الاستبداد ما اعتبره بعض المحللين قطع الطريق امام الباجي في محاولة جديدة للعودة الى المشهد ناسيا ان هذه المبادرة فيها استبداد ومصادرة لإرادة الشعب الذي كسر القيد واختار تقرير المصير. كم تمنيت لو ان الاحزاب المفلسة انسحبت وأعادت ترتيب بيتها لا ان تمارس اسلوب المناورة السياسية من اجل تحقيق مآربها التي باتت مكشوفة للقاصي والداني. كيف ترون شكل التحالفات داخل المجلس؟ أعتبر ان التحالف المنطقي والواقعي سيكون بين «النداء» و«النهضة» وهو خيار لا مناص منه من أجل التعايش، فالأغلبية التي تحصل عليها حزب «النداء» هي اغلبية غير مريحة قد تكون بداية فشله. وقد يكون موقف «النهضة» رسالة طمأنة ورسالة ايجابية امام العالم الذي صفق لتونس. كيف تقرؤون المشهد السياسي في قادم الايام، هل ستعاد الايام الخوالي بعد الانتخابات السابقة ام ان الامل قائم في الاستقرار والعمل؟ سيكون أحسن فلنكن متفائلين. والمهم هنا ان نفهم ان الاستقرار الامني لا يمكن أن يأتي من عدم وان فشل العمليات السابقة وتغلغل الارهاب واسطورة الشعانبي التي تظهر وتختفي هي بسبب قرار سياسي اولا وبسبب اهمال الكفاءات التي اعترف بها العالم وابعادها من مواقع القرار وهي ازمة كل تونس. فالكفاءات كانت دائما مقصية ومجمدة فالجيش التونسي زاخر بالطاقات وانا كنت ضابطا بالجيش التونسي وأعرف كواليس المؤسسة العسكرية. فالجيش التونسي جيش جمهوري ولكن ظروفه الاجتماعية صعبة جدا فمن المفروض التأمين على عائلة الجندي لأنه معرض للموت في أية لحظة اثناء الدفاع عن وطنه وهذه اهم نقطة فأمن التونسي مرتبط بهذه العناصر، مرتبط بضمانات للعسكري والامني فلا ننتظر نتائج دون توفير الاسباب. ما هي الرسالة التي تريد ان تتوجه بها في نهاية هذا الحوار؟ أهم معطى بالنسبة لي واهم رأسمال في تونس هو الشباب ولا حديث عن اصلاحات الا بإصلاح التعليم واحياء مفاهيم اخلاقية اندثرت امام استشراء الفساد بمفهومه العام كالتعويل على الذات والتضحية. فصعود الجبال لا يكون بالتواكل وتحقيق سيادة القرار الذاتي وحرية الاختيار والكرامة لا تتحقق في ظل غياب هذه المعطيات «وحديثنا قياس» فلا كرامة للتونسي امام نظيره الغربي المستعلي ان تواصلت المنظومة وسنبقى في اطار منظومة يقتدي المغلوب بالغالب والتضحية بالكرامة من اجل الخبز. وانا ادعو الشباب التونسي ان يتحمل امانة كرامة تونس وسيادة قرارها الخارجي التي لن تخلق من شعارات الثورجيين والسياسيين واشباه المثقفين على مختلف مشاربهم.