يعتبر المشروع الإصلاحي للتعليم الزّيتوني وتجديد طرق ومناهج التدريس فيه من القضايا التي أولاها علماء جامع الزيتونة عناية خاصة في مؤسستهم العريقة ولعل الهجوم الاستعماري الأوروبي على الوطن العربي والإسلامي منذ أواخر القرن التاسع عشر كان من أكبر حوافز المبادرة الإصلاحية التي اقترنت بصدمة الحداثة وكانت السبب المباشر في إيقاظ النخب المفكرة كانت سباقة في مجال إصلاح التعليم من أمثال خير الدين باشا التونسي ومحمود قابادو وابن أبي الضياف وسالم بوحاجب. في هذا الإطار ولمزيد تسليط الضوء على هذا الملف التربوي الهام وببادرة من جامعة الزيتونة تنطلق اليوم بمدينة سوسة ندوة وطنية في الغرض بعنوان «التعليم الزيتوني ومساراته الإصلاحية» لتتواصل على امتداد ثلاثة أيام سيشرف على تقديمها كل من السيد عبد العزيز لبعيد رئيس جمعية علوم وتراث بالقلعة الكبرى والدكتور محمد الحبيب العلاني مدير مركز الدراسات الإسلامية بالقيروان والدكتور هشام قريسة رئيس جامعة الزيتونة لتنطلق بعد ذلك فعاليات هذا الحدث التربوي الهام والذي يتضمن عددا من المحاور حول الرؤية التاريخية للتعليم الزيتوني وسبل إصلاحه إضافة إلى مداخلات علمية قيمة تثير عددا من التساؤلات في هذا الشان حول واقع وآفاق التعليم الزيتوني و«تاريخ التعليم بجامع الزيتونة المعمور» و«التعليم الزيتوني في بداية العهد الحسيني» و«التعليم الزيتوني للبنات». كما سيتم التطرق إلى «التعليم الزيتوني والنخب العلمية الجزائرية» و«إصلاح التعليم الزيتوني بين فترتين: مشكل تربوي مزمن أم هاجس تربوي حضاري؟» إضافة إلى «الطلبة الزيتونيين وآرائهم الإصلاحية»... وسيؤمّن هذه المداخلات عدد من الباحثين والأساتذة المختصين على غرار الدكتور حراث بوعلاقي المدير العام لمركز البحوث والدراسات في حوار الحضارات والأديان المقارنة بسوسة والأستاذة صدق السلامي الباحثة بمركز الدراسات الإسلامية بالقيروان والدكتور منير رويس مدير المعهد العالي لأصول الدين بتونس والدكتور ماحي قندوز من جامعة تلمسان بالجزائر والأستاذ الصحبي بن منصور الباحث بجامعة الزيتونة. وسيتولى الإشراف على اختتام فعاليات هذه لندوة الوطنية العلمية وزير الشؤون الدينية .