عقد صباح اليوم زياد العذاري الناطق الرسمي باسم حركة النهضة، ندوة صحفية لتقديم توضيحات حول الانتخابات الرئاسية، وتبيان موقف الحركة من التصريحات التي اطلقت في الايام الماضية حول دعمها لمترشح بعينه دون الاخرين، حيث اعتبر زياد العذاري في مستهل كلمته ان تلك التصريحات احدثت تشويشا على قرار الحركة الصادر عن مجلس الشورى واضفت نوعا من الالتباس لدى الراي العام بصفة عامة . واكد العذاري الناطق الرسمي باسم الحركة ان النهضة خيرت عدم تقديم مترشح للانتخابات الرئاسية من ابنائها تجنبا للاستقطاب وتقسيم البلاد، مفوضة امر الاختيار الى اعضائها وانصارها لانتخاب المترشح الانسب والقادر على القيام بمهام رئيس الجمهورية محكمين في ذلك ضمائرهم وعقولهم . كما اشار العذاري الى ان الحملة الانتخابية سجلت خطبا متشنجة وتجاوزات لفظية وتخويفا للمواطنين مما يهدد بالتأثير في الناخبين سلبا وحملهم على التصويت بالعاطفة، وذكر الناطق الرسمي باسم الحركة بما قدمته النهضة من تنازلات مراعاة لمصلحة البلاد العليا ومساهمتها في ايصال البلاد الى اعقاب المرحلة الانتخابية وتحقيق اهداف الثورة السياسية من صياغة دستور للجمهورية وتركيز للهيئات المستقلة واجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، داعيا كل النخب السياسية الى تجنب السلوكيات والخطب التي تحض على الانقسام الايديولوجي والجهوي، والاقتداء بالوعي الذي بلغه افراد الشعب، قصد قطع الطريق امام عودة ما اسماه العذاري بالذكريات "الاليمة" في ظل الديكتاتورية. وجدد زياد العذاري تأكيد حركة النهضة على موقفها المبدئي من عدم دعم اي مترشح مشيرا في ذات السياق الى انه ذلك ليس مناورة سياسية وانما فسح للمجال امام قواعد الحركة لاختيار المترشح الذي يضمن حماية مكتسبات الثورة واستحقاقها واستقرار البلاد، مشيرا الى ان الحركة متمسكة بالوفاق الوطني . وحول امكانية التحالفات القادمة للحركة وفرضية التحاقها بحكومة نداء تونس الحزب الفائز بالاغلبية البرلمانية، اوضح العذاري ان الحركة تتبنى كل خطاب توافقي يدعو الى الحوار الذي تعتبره النهضة المخرج الوحيد لمواجهة المرحلة القادمة، مبرزا ان تونس ماتزال في مرحلة انتقالية و تحتاج الى حكومة وحدة وطنية وبناء عليه فان النهضة مستعدة للتشاور والتحاور على ارضية حكومة وحدة وطنية مضيفا:" وكل ذلك يبقى رهين اختيار الطرف الاخر الفائز بالاغلبية..حيث يكفل الدستور للفائز بالاغلبية حق تشكيل حكومة ". وبيّن الناطق الرسمي باسم الحركة في ذات السياق ان النهضة استعدت لكل الاحتمالات سواء للعمل كمعارضة قوية وبناءة تدافع عن مكتسبات الثورة واهدافها او للمشاركة في الحكومة بناء على برنامج سياسي مقنع يستجيب لمتطلبات الثورة ولا يحيد عن استحقاقتها، مشددا على ان الحركة مازالت تتصدر المشهد السياسي وقامت بواجبها على اكمل وجه وستواصل عملها بما تمليه عليها الثورة. وفي تعليقه على التصريحات التي اطلقها عضوها في الكتلة النيابية والمترشح للاستحقاق الرئاسي محمد الفريخية حول دعم النهضة له وانه الاحق بدعم قواعد النهضة، قال زياد العذاري ان تلك التصريحات تلزم الفريخة وحده دون سواه وانه لا ينطق باسم الحركة او باسم مناصريها مشيرا الى انه تم التعاقد مع محمد الفريخية للتشريعة وليس للرئاسية مشددا على ان هذا الترشح احدث تشويشا على الحركة وفهم خاطئا.كما اعتبر الناطق الرسمي باسم الحركة ان البيان الذي اصدره حمادي الجبالي الامين العام السابق لحركة النهضة ورئيس حكومة الترويكا الاولى، بيانا شخصيا وموقفا لا يعبر عن حركة النهضة ومجلس الشورى وانه شوش كذلك على قرار النهضة. وبخصوص امكانية مراجعة قرار مجلس الشورى من عدم دعم اي مترشح في حال تم الالتجاء الى الدور الثاني لحسم الرئاسية قال العذاري:"اخذنا القرار ولم نرهنه بدور اول او دور ثاني..ويمكن لمجلس الشورى مراجعة اي قرار يتخذه في مسالة ما وبناء عليه قد تتم مراجعة القرار في الدور الثاني ..فمؤسسات حركة النهضة مخول لها مراجعة القرارات الصادرة عنها.". واكد العذاري في ختام الندوة ان النهضة سجلت بعض الانفلاتات من بعض القواعد وانها انفلاتات محدودة ملمحا ان الحركة سوف تتبعها وتتخذ ضدّها الاجراءات اللازمة مصرحا ان الحركة لا تقبل ان يخالف اي فرع جهوي او قاعدي تابع لها سياستها وقرارتها المنبثقة عن هياكلها ومؤسساتها. أحمد فضلي