تمّ اليوم في المعهد الثانوي ببني خيار معاقبة تلميذة متفوقة صاحبة 17 معدل بسبب مناوشة بينها وبين حارس المعهد فقط لأنها طالبت بتطبيق القانون وقد تطور الأمر ليصل الى درجة حرمانها من الدراسة في انتظار العقوبة التي سيحددها مجلس التأديب بالمعهد. وحسب رواية آية الفرجاني التلميذة التي تعرّضت إلى المظلمة ،فإنه تم يوم الثلاثاء الفارط التعدي عليها لفظيا وإسماعها عبارات مسيئة من حارس المعهد وقالت عندما كانت بصدد الإلتحاق بصف الرياضة كان أمامها بابين الباب الأول يعبر منه الأساتذة والأولياء والباب الثاني يعبر منه التلاميذ ،وأضافت انها لاحظت ان الحارس قد سمح لعدد من التلاميذ بالدخول من باب الأساتذة فدخلت للإلتحاق بالصف المذكور ولكنها فوجئت بالحارس يناديها ويطلب منها التراجع متمتما ببعض الكلمات التي لا تليق في مؤسسة تربوية من قبيل "السخط ...والهموم ...". وقالت آية أنها سألته عن سبب التمييز ولماذا سمح للبعض بالعبور وهي لا ؟ مؤكدة ان أكثر ما أساءها هو مثل هذا الكلام ؟ مبينة انها ردت عليه وقد تكون أخطأت في الردّ عليه ،وأضافت انه أجابها انه يطبق القانون بطريقته الخاصة وجلبها بالقوة و جرّها إلى الإدارة التي قرّرت في نهاية المطاف عقد مجلس تأديب. والد آية إستاء كثيرا من هذه الحادثة وقد توجه إلى الحارس وحصلت مناوشات بينهما بسبب مشكل ما كان ليحدث أصلا لو تم تغليب الحكمة وصوت العقل . وأكدت آية ان مجلس التأديب انحاز إلى صف الحارس ولم يمكنها من الدفاع عن نفسها وأمام إحساسها الشديد بالظلم طلبت من والدتها عدم العودة إلى المعهد المذكور ونقلتها إلى معهد آخر . وفي حديث ل"التونسية" ذكرت سهام القاسمي والدة آية انها مع الصرامة و انها في العادة لا تنحاز الى صف التلميذ عندما يعاقب من المعهد ،معتبرة ان المؤسسة التربوية عليها المسك بزمام الأمور ومعاقبة التلميذ ان قام بمخالفة أو تصرف خلافا للصيغ المتعارف عليها ولكنها في المقابل ضدّ الظلم وضدّ استغلال المؤسسة التربوية لسلطتها لهضم حق التلميذ ،مؤكدة ان ابنتها واجهت مظلمة كبرى وأن عون المؤسسة التربوية غير معصوم من الخطأ وقد يخطأ مبينة ان ابنتها قد تكون أخطات ايضا في بعض الجوانب ولكن كان عليه ان يكون قدوة وان يغلب الحكمة ولا يتوجه بألفاظ غير لائقة تجاه التلاميذ ،معتبرة انه لا يجب ان نتعسف على التلاميذ ونهضم حقوقهم . وقالت إن أردنا فعلا ترسيخ قيم الديمقراطية والحرية فيجب الإستماع إلى كل الأطراف الحارس والتلميذ ليدافع كلّ منهما على نفسه ولتقديم الأدلة، وهكذا فقط يمكن أخذ القرار السليم وتساءلت لماذا سارعت الإدارة بحرمان آية من الدراسة ومعاقبتها ؟. وأكدت ان اغلب الأساتذة ممن يعرفون ابنتها استاءوا كثيرا مما حصل. فهل تتحرك سلطة الإشراف لتمنح كلّ ذي حق حقه فنحن مع معاقبة التلاميذ عندما يخطؤون نقول له أخطاتم ولكن من يصنفهم عندما يظلومون ؟. وأكيد ان هناك العشرات من الحالات التي يهان ويظلم فيها التلاميذ وقد يطردون من المعهد ويكرهون الدراسة بسبب تعنت طرف . فهل بمثل هذه التصرفات نشجع أبناءنا على الدراسة ؟