عبد السلام لصيلع شرح السيد محسن حسن نائب رئيس «الاتحاد الوطني الحرّ» ورئيس كتلته في مجلس نوّاب الشعب في حوار خاطف أجرته معه «التونسية» منطلق وأبعاد ترشيح «الوطني الحر» للسيد الباجي قائد السبسي ودعمه في الدّور الثاني ل«الرئاسيّة». وقال ل«التونسية» إنّ هذا الدّعم غير مشروط وأنه ينبع من الإيمان بخدمة مصلحة تونس.. كما أكّد لنا أنّ «الوطني الحرّ» سيشارك في الحكومة القادمة ولكنّه «لن يكون ديكورا». ما هي أهمية كتلتكم في مجلس نوّاب الشعب؟ عدد نوّاب كتلتنا في مجلس نوّاب الشعب هو 16 نائبا.. وسيكون للكتلة إن شاء الله دور إيجابيّ... وسنكون قوّة دفع إلى الأمام. وتأكّدوا أن كتلة «الاتحاد الوطني الحرّ» لن تكون عثرة أمام مصلحة البلاد وسنعمل جاهدين من أجل ذلك.. وهذا هامّ وهامّ جدّا. وبالنسبة إلينا دعّمنا السيد محمد الناصر في رئاسة المجلس ودعّمنا كذلك السيد عبد الفتاح مورو في منصب النائب الأوّل لرئيس مجلس نوّاب الشعب ونحن سعداء بانتخاب مرشّحتنا السيدة فوزية بن فضّة في منصب النائب الثاني لرئيس المجلس. وما هي أهميّة تركيبة مكتب المجلس في سير العمل البرلماني في المستقبل؟ ما حصل طيّب جدّا.. وأمر طبيعيّ.. هي ثلاثة أحزاب الأولى في ما يخصّ عدد المقاعد المتحصّل عليها وهي التي ستدير المجلس.. نعم هذا أمر طبيعي وجيّد جدّا في اعتقادي. هل بدأت الخارطة السياسية تتوضّح في المجلس؟ الخارطة السياسية بدأت تتشكّل.. هناك حركة «نداء تونس» الحزب الأوّل، وحركة «النهضة» التي تبقى من أهم مكوّنات المشهد السياسي في تونس وهي الحزب الثاني من حيث عدد المقاعد، ثم حزب «الاتحاد الوطني الحرّ» الذي يمثّل القوّة السياسية الثالثة في البلاد، وهو تيّار جديد براغماتي واقعي، وهو القوّة الصّاعدة. أعلن حزبكم قراره بدعم السيد الباجي قائد السبسي في الدّور الثاني للانتخابات الرئاسيّة، من أيّ منطلق جاء هذا القرار؟ هو قرار عقلاني ينبع من إيماننا بخدمة مصلحة تونس اتخذناه بعد استشارة داخليّة لهياكل الحزب وقواعده ونوّابه وبعدما التقينا بكلا المرشّحين.. في لقائنا بالسيد المنصف المرزوقي عرض علينا برنامجه، ومع احترامنا لخياراته فإنّ برنامجه لا يتماشى مع خيارات وبرامج «الاتّحاد الوطني الحرّ» السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعية. والتقينا بالسيد الباجي قائد السبسي ووجدنا أنه ليس بيننا اختلاف في مسائل هيبة الدّولة وخدمة التنمية ومقاومة الإرهاب وغيرها.. ونظرتنا على المستوى الاقتصادي والاجتماعي لا تختلف كثيرا. والأهمّ أن السيد الباجي قائد السبسي طرح طريقته في الحكم، أي أنّ الأحزاب التي سترشّح «سي الباجي» ستشارك في الحكم بالتشاور معه ومعها. من هذا المنطلق سيكون الاتحاد الوطني الحرّ مدعوّا إلى المشاركة في الحكم لأنّنا في المرتبة الثالثة، وهذا من حقّنا. نحن دعّمنا السيد الباجي قائد السبسي وقد دعونا كلّ هياكلنا إلى العمل والتنسيق مع إدارة الحملة الانتخابية ل«سي الباجي».. وهذا الدّعم غير مشروط ولم نطلب حقائب وزاريّة في مقابله.. نحن حزب مبدئي عقلاني.. واليوم فإنّ مصلحة البلاد تقتضي ترشيح أحد المترشّحين ونتحمّل مسؤولية قرارنا في ترشيح «سي الباجي». إذن، هل ستكون مشاركتكم في الحكومة مؤكّدة؟ قد نشارك في الحكومة ولكن بهذه المشاركة سوف لن نعيد أخطاء حزب «المؤتمر» وحزب «التكتّل» ولن نكون ديكورا.. سنشارك في الحكومة لتنفيذ ما نستطيع من برنامجنا.. وإلاّ سوف ندخل في المعارضة. ما هي رؤيتك للمستقبل السياسي في تونس بعد الانتخابات الرئاسيّة؟ نحن اليوم في مرحلة جديدة.. دخلت بلادنا مرحلة متطوّرة من الديمقراطية وليست هناك عودة إلى الدكتاتورية.. هذا أهمّ شيء. ولابدّ أن يحافظ الشعب التونسي على المكاسب التي تحقّقت له على مستوى الديمقراطية.. والأهمّ الآن هو أن نعود إلى العمل والإنتاج وخلق الثّروة حتى تتحسّن أوضاع بلادنا وتتقدّم.