بعد حوالي 9 سنوات من المرض الذي اقعده الفراش وحرمه من متعة الحركة او القدرة على التحرك الذاتي رحل قلب الأسد... رحل المدافع الجسور الذي يعطي للكرة بلا حساب... رحل رجل الرقابة اللصيقة المميتة بلا منازع... باختصار رحل الياس بن صالح مودعا الدنيا بعد ان اعطى للنادي الصفاقسي الكثير... رحل صاحب القلب الكبير وصاحب النكتة الفكهة... رحل الياس وفراقه صعب على الأهل والأحبة الذين شيّعوا جثمانه بعد ظهر أمس وسط أجواء ممطرة وحزينة... نعم الياس بن صالح في ذمة الله... هكذا تسرب الخبر وانتشر بسرعة انتشار النار في الهشيم .... وهكذا فقدت عائلة اللاعب واسرة النادي الرياضي الصفاقسي خصوصا والساحة الرياضية عموما المدافع الصلب لأكابر النادي الصفاقسي في واحدة من فتراته الذهبية منذ منتصف السبعينات الى منتصف الثمانينات لقرابة عقد من الزمن كانت بحصيلة الأداء الفني الرفيع لمدرسة الابيض والاسود الاصيلة هي الاحسن والاجمل مع ساحر الاجيال حمادي العقربي ومع الهداف الخالد الراحل محمد علي عقيد ومع الظهير الدولي العصري المختار ذويب ومع لاعبين من طينة مروية رائعة امثال المنجي عبد المولى وعبد القادر دربال والمرحوم عبد الوهاب بن غازي وعبد الرزاق السوداني ومحمد السوداني وعادل الوذرفي وشكري الطرابلسي وفؤاد الدرقاع والحبيب التونسي وشكري شيخ روحو والحبيب المذيوب والحبيب الطرابلسي وعباس عباس ولطفي كمون ورضا اللجمي وجلال الهوش والناصر حريز ونعمان علولو و... كما ان تلك العشرية من الزمن كانت الاكثر تتويجا للنادي الصفاقسي بلقب البطولة الوطنية حيث ان نادي عاصمة الجنوب والياس احد عناصره تمكن في ظرف 6 سنوات من الظفر بثلاث بطولات كانت مواسم 1977 – 1978 مع المدرب اليوغسلافي بوبوف و1980 – 1981 مع المدرب الالماني ميشال بفايفر و1982 – 1983 مع المدرب اليوغسلافي بوبوف... وهاتان البطولتان الاخيرتان كان لهما طعم ومذاق خاص باعتبار ان التشويق امتد الى حد الجولة الاخيرة من الموسم في ظل صراع بين النادي الصفاقسي والنادي الافريقي على اللقب وتمكن فريق باب الجبلي في المناسبتين من تحويل وجهة الاسد الى عاصمة الجنوب بعد ان كان قريبا جدا من باب الجديد ذلك ان الابيض والاسود انتصر في الجولة الاخيرة لسنة 1981 على النادي الافريقي منافسه المباشر والذي كان يكفيه التعادل للتتويج باللقب فإذا بزملاء المرحوم الياس بن صالح يحققون الانتصار بثنائية وب 10 لاعبين منذ الدقيقة الخامسة من المقابلة بعد اقصاء عباس عباس بقرار من حكم اللقاء المغربي وفي سنة 1983 كان الافريقي اقرب الى اللقب من النادي الصفاقسي الذي كان مطالبا بالانتصار ولا شيء غير الانتصار للفوز باللقب على فريق شبيبة القيروان في ملعب الطيب المهيري بالذات ويومها لعبت الشبيبة مباراة طغت عليها النزعة الدفاعية المبالغ فيها وانتصر «السي.اس.اس» بصعوبة في الدقيقة 85 من ضربة جزاء شرعية. حين أداء صلاة الجنازة عليه اثر صلاة الظهر بجامع سيدي اللخمي بصفاقس وتقبل التعازي كان المعزون بمختلف الالوان والانتماءات والاجيال... حضر مسؤولون سابقون وحاليون ولاعبون من النادي الصفاقسي ومن الملعب الصفاقسي والحديد الصفاقسي ومحيط قرقنة ولاعبون بارزون من خارج صفاقس نذكر منهم من النجم الساحلي عبد السلام عظومة ومن الترجي الرياضي عبد الكريم بوشوشة كما كان سيحضر قلب دفاع النجم محسن حباشة لكنه فقد زوجته عليها رحمة الله... كما حضر عديد الاحباء وايضا من اشبال النادي الصفاقسي بأزياء موحدة... ممن رأيناهم نذكر عبد العزيز بن عبد الله وعبد الرزاق قاسم وصلاح الزحاف ومحمد علولو ومحمد العايدي ومحمد الكراي ومنير االعفاس وعباس عباس والمختار ذويب والمنجي دلهوم واحمد وناس والحبيب الجربي وجمال الدين العيادي وعبد الواحد بن عبد الله والناصر حريز واحمد الزياني وجلال الهوش وفؤاد واكرم ومنعم الدرقاع وعبد الرزاق ومحمد السوداني وعبد القادر دربال والمنجي عبد المولى ومحمد الدقدوق وبركية ةرضا اللجمي وشكري شيخ روحو والناصر البدوي وغازي الغرايري وانيس بوجلبان والهادي خنفير وزهير عروس ومحمد الدقدوق وعلي الطرابلسي والقائمة طويلة والمعذرة لمن لم نذكرهم. رحل الياس بن صالح وذكراه ستبقى خالدة في نفوس كل من عرفوه واحبوه... وهذه شهادات لبعض من عاصروه تبقى شهادات للتاريخ. الحبيب الجربي (لاعب ومدرب سابق) إلياس ابني وأنا كنت أول مدرب لإلياس بن صالح حين صعوده للأكابر منتصف السبعينات وقد اقحمته في اجواء المباريات كما أنني أول من فتح له دفتر ادخار بأحد البنوك... هو لاعب مندفع يعطي بلا حساب وهو لا يحب الخسارة ويسمع الكلام من الكبير والصغير ويتمتع رحمه الله بأخلاق عالية وكنت اكلفه بالرقابة اللصيقة التي ينفذها بنجاح .. لقد كان «زوالي» وضحكته لا تفارقه حتى وهو في احلك الفترات رحمه الله. عبد الوهاب الطرابلسي (لاعب سابق) كان الياس «ناس ملاح» يسمع الكلام ويحترم الاكبر سنا ويعطي بلا حساب وقد لعب وهو مريض ومصاب ولم يساوم... اقول عنه هذا رغم انه لعب معي موسما واحدا قبل ان اعتزل. المختار ذويب (لاعب سابق) رحل الياس بن صالح وستبقى ذكراه خالدة في نفوسنا ونعزي انفسنا كما نعزي عائلته لرحيله... لقد لعب بعطاء كبير واعطى لناديه بلا حساب قبل ان يداهمه المرض الذي ذهب بصحته. المنجي دلهوم (لاعب ومدرب سابق) كان الياس الاخ والصاحب والقلب الكبير ولقد دربته في الامال وفي الاكابر وهو لاعب «صحيح» يحب الربح والانتصار ولا يطيق الهزيمة واعطى للنادي الصفاقسي الكثير وهو من اقوى اللاعبين في المحاصرة رحمه الله. شكري شيخ روحو (لاعب سابق) هوالاخ والصاحب يلعب على «المريول» ويحب الناس ويحي اللعب في المطر وقد اكرمه الله بالمطر يوم تشييع جثمانه الطاهر وهو قلب الاسد رحمه الله. جمال الدين العيادي (لاعب سابق) الله يرحمه وهنيئا له بعد المرض الذي انهكه وهنيئا لعائلته على صبرها وتحملها ولا سيما زوجته التي كانت نعم الزوجة الصالحة و«بنت أصل» وهي امرأة فاضلة... وعلى الميدان كان الياس يعطي بلا حساب وباندفاع بدني كبير ويكره الخسارة. جلال الهوش (لاعب سابق) الله يرحمه كان صديقا غاليا علينا وكان لاعبا كبيرا فتحت عيني في الاكابر عليه وساعدني على الاندماج داخل مجموعة الاكابر وهو إنسان «يعمل برشة» خير والناس تحبه رحمه الله تعالى.