نظمت أمس المنظمة العالمية للصحة (قسم شمال إفريقيا والشرق الأوسط) بالتعاون مع المعهد الوطني زهير القلال للتغذية ندوة صحفية حول «التوجهات الجديدة في مجال تغذية الأطفال والمراهقين» بنزل «نوفوتال» بالعاصمة . وفي هذا الإطار قالت الدكتورة ليلى علوان من المعهد الوطني زهير القلاّل للتغذية «إنّنا نعاني في تونس من مشكل السمنة وازدياد الوزن في صفوف الأطفال إضافة إلى نقص بعض المواد الأساسية كالحديد والأملاح المعدنية والكالسيوم». واعتبرت علوان أنّ نسبة الأطفال الذين يعانون من السّمنة في تونس تختلف حسب سن الطفل وقالت إنّ الملفت للنظر أو الأخطر في تونس هو السمنة في صفوف الأطفال الأقل من خمسة سنوات إذ يمثلون 6 بالمائة ، معتبرة أنّ السمنة مرض وأنها تختلف عن الزيادة في الوزن. وأضافت أنّ نسبة السمنة في صفوف تلاميذ المدارس أكثر ب 3 مرّات من الأطفال دون الخمس سنوات ،وشدّدت علوان على أن هناك عدة برامج في التثقيف الصحي بين المدارس ومعهد التغذية. وأكدت أنّ الهدف من هذه الندوة هو إطلاق دليل يشمل كل المواد الغذائية التي يجب أن يستهلكها الطفل في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ،ملاحظة أنّ هذا الدليل سيمكّن من تصنيف الأغذية إلى أغذية صحية وأخرى غير صحية. وكشفت انه حسب خبراء التغذية فإن اللّمجة يجب ان تكون في المساء فقط مبينة انه سيتم انطلاقا من السنة القادمة إلغاء لمجة الصباح، ملاحظة انّ فطور الصباح يجب ان يكون متكاملا ويحتوي على مواد صحية ثم يأتي الغداء واللّمجة المسائية والتي يجب ان تكون هي أيضا مدروسة ومختلفة عن اللمجات التي تحتوي على الكثير من السكريات والدهنيات الضارة . وقالت انّ الدليل الذي سيتم إطلاقه قريبا سيمكن من التحاور مع الصناعيين وأنه سيكون بإمكانهم إنتاج نفس المواد ولكن في المقابل يجب عليهم تحسينها صحيا باستعمال مواد نافعة . وأكدت أننا في تونس ابتعدنا عن العادات الغذائية الجيدة ملاحظة كثافة الإقبال على الوجبات السريعة واستهلاك الأطعمة خارج البيت ،مبينة ان الإستراتيجية الجديدة تقوم على اختيار وجبات صحية لا تضرّ بالصحة. من جانبه قال الدكتور أيوب الجوالدي مستشار إقليمي للتغذية في منظمة الصحة العالمية بمركز القاهرة أنّ عديد الأمراض المزمنة كضغط الدم والسكري والسرطان وأمراض الرئة أصبحت تشكل خطرا كبيرا وسببا رئيسيا في الوفيات بنسبة57 بالمائة . وأضاف أن منظمة الصحة العالمية وبعد التشاور مع الدول الأعضاء اتخذت عدة إجراءات للحدّ من الأمراض المزمنة، مبيّنا ان أغلب الإجراءات هي بالأساس وقائية للتقليص من الأمراض المزمنة. واعتبر أنّ تنظيم الغذاء الصحي ينطلق من المدرسة ،مبينا ان عديد الدول تحتاج إلى دليل لتنظيم الأغذية وأن ذلك سيمكن من حماية الأطفال والمراهقين . وأضاف ان الإشهار يساهم بنسبة كبيرة في العادات الغذائية السيئة وغير الصحية واعتبر ان الدليل الذي سيتم إطلاقه مع الدول الأعضاء سيحدّ من الإعلانات للمواد غير الصحية حيث ستمنع من الإشهار. وقال: «لقد جهزنا مسودة الدليل وبعد التشاور مع الدول الأعضاء سنمرّ إلى التنفيذ». بسمة الواعر بركات