نفذ امس عدد من الأساتذة المتعاقدين مع مؤسسات التعليم العالي وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة التعليم العالى والبحث العلمي بعد أن تمّ اعلامهم بأن صيغة انتدابهم تغيرت من التعاقد الى الساعات العرضية .و اكد المحتجون ان هذا الاحتجاج هو ردة فعل على المراسلة الصادرة عن الادارة العامة للتعليم العالي بتاريخ 5 ديسمبر الجاري والتي بمقتضاها تمت احالة حوالي 1200 متعاقد على البطالة بعد تغيير صيغة عقد العمل . وهدد المحتجون باللجوء الى كافة اشكال التصعيد وحجب أعداد السداسي الاول فى انتظار تفاعل الوزارة ،وفى صورة عدم استجابة سلطة الاشراف . الفة الماجري استاذة مساعدة متعاقدة تدرس علوم اجتماعية ان الذنب الوحيد الذي اقترفته هو مواصلة تعليمها العالي و طالبت بإلغاء الساعات الإضافية والعرضية وعقود الخبراء ملحق التعليم الثانوى .ودعت كذلك إلى تحسين ظروف البحث العلمي والتكوين والتأطير البيداغوجى وتفعيله وانفتاح قطاع البحث العلمي على المنظومة الصناعية والاقتصادية وتفعيل آليات الاندماج . «حرمونا من العرس» أمّا هزار الطرابلسي استاذة مساعدة متعاقدة فقد تحدثت بكل أسف عن وضعيتها الاجتماعية المتدهورة و اضافت انه من غير المعقول ان يتم الاستغناء عن الأساتذة المتعاقدين بعد قضائهم أربع سنوات في التدريس بالجامعة وأن من شأن ذلك التأثر سلبا على مردود منظومة التعليم العالي والاضرار بمصلحة الطالب خاصة ان الجامعات التونسية اخرجت من التصنيف العالمي للجامعات الأكاديمية .و اكدت انها لم تستطع الزواج نظرا لتدهور حالتها المادية و الاجتماعية «حرمونا من العرس « مشيرة الى انها تتسلم راتبها بعد 8 أشهر.و طالبت وزارة الإشراف لمساعدة الأساتذة المتعاقدين الذين امتهنوا التدريس دون سواه للحفاظ على موارد رزقهم وعدم إنهاء عقود عملهم . « ماعادش نتحمّل» اما عماد الغانمي استاذ متعاقد متحصل على الدكتورا في الرياضيات ومتزوج و له ثلاثة ابناء فقد اكد أن عدد الأساتذة المتعاقدين يفوق ثلاثة آلاف استاذ ويمثلون أكثر من 30 بالمائة من جملة الأساتذة بالتعليم العالي.و طالب بضرورة تمتيعه بالتغطية الاجتماعية لانه يتداوى على نفقته الخاصة قائلا: «ماعادش نتحمل» و عبّر عن استغرابه من وضعية الاستاذ في تونس وطالب أيضا بتكريس مبدأ المساواة في الفرص والشفافية في عمليات الانتدابات، معتبرا أن نص التعاقد المنظم لمهنة المساعد المتعاقد يُعدّ «ترجمة حقيقية لدولة الفساد والسلطوية».و اشار الى انه في اغلب الاحيان لا يجد مصاريف التنقل فيضطر الى ال «ستوب». «تفقير النخبة» من جانبها عبرت ريم بن محمود استاذة متعاقدة متحصلة على الدكتورا في الهندسة الميكانيكية عن استغرابها من موقف الحكومة ومن تصرف وزير التعليم العالي مؤكدة انها تعاني من التهميش و الاستغلال.و اضافت ان هدف الحكومة الحالية هو تفقير النخبة المثقفة على حدّ تعبيرها . مروى الساحلي