ليلة السبت المنقضي لم تكن ككل الليالي بالنسبة لمتساكني منطقة « عين زانة « التي تبعد 5 كلم عن معتمدية حفوز من ولاية القيروان..ليلة دامية علا فيها دويّ الرصاص فوق منطقة فلاحية لا تعرف الا بالهدوء. الحدث لم يخطر على بال أي شخص في هذه الجهة والكل مازال مصدوما بما حصل من رجال ونساء، شيبا وشبابا. اصل الحكاية كما رواها لنا المنجي الحملاوي رئيس مركز اقتراع «عين زانة» بحفوز أن جمعا من الشباب غير معروف العدد (يرجح أنهم 4 افراد من ابناء المنطقة ) دخلوا عبر ساحة المركز غير المسيجة وغير المحمية وذلك حوالي الساعة السادسة مساء وبدؤوا في اطلاق النار من بندقية صيد من كل الجهات على الجنود الجالسين امام الباب الرئيسي الذي توجد فيه صناديق الاقتراع والذين يبدوا انهم لم يتوقعوا ذلك, كما أطلقوا أصواتا تكبير وتهليل وقد تواصلت العملية بين الكر والفر والمواجهات النارية بين الارهابيين والعسكريين لمدة من الزمن وتوقفت على الساعة العاشرة ليلا قبل ان يصاب فيها عسكري بالرش على مستوى يده ويلوذ المعتدون بالفرار. بينما بقي مرافقهم الاخير في حالة اختفاء فوق سطح المجموعة الصحية (المرحاض) البعيد عن الاقسام الى حدود الساعة الثانية فجرا عندما جدد اطلاق النار تجاه عسكري كان في اتجاه المرحاض وقتها تدخل زمليه برصاصة كانت كافية للقضاء عليه في وقت وصلت فيه تعزيزات امنية وعسكرية كبيرة جاءت من سوسة والقصرين طوقت المكان وانتشرت كل عناصرها في حملة تمشيط واسعة بحثا عن هؤلاء الارهابيين. هذه المواجهة اسفرت في نهاية الامر عن القضاء على أحد أفراد المجموعة وهو شاب صغير السن كنت قد درسته سابقا في هذه المدرسة كما تم العثور لديه على سكين وسيف وبندقية صيد سرقها من منزل عمه بينما اصيب عسكري ثان على مستوى كتفه. مع الاشارة إلى أنّ الطلق الناري (الرش) خلف اضرار كبيرة في جدران المدرسة باعتباره كان من كل الاتجاهات. كما اثني مدير المركز على تعاطف ودعم والتفاف المتساكنين حول الجيش والامن الى جانب الحضور المكثف للناخبين. كما تبرّأ الأهالي من هذا العمل الارهابي واعتذروا للعسكريين دون الحديث عن الاشخاص الذين يقطنون خارج القيروان وجاؤوا خصيصا للانتخابات عقب سماعهم بالواقعة في تحدّ للارهابيين. وقال المنجي الحملاوي ردّا على سؤال حول ميولات هذا الشاب ان اتجاهاته سلفية جهادية ولو انه بدون «لحية كثيفة» إضافة الى كونه مسلح وهو يصيح بالتكبير – حسب رواية الجنود – من هو الارهابي ؟ هذا الشاب اسمه العربي مخلوفي من مواليد 11 نوفمبر 1996 ويدرس بالباكالوريا شعبة رياضيات بالمعهد الثانوي بحفوز وهو يتيم الوالدين ويعيش مع شقيقيه (ذكور) أحدهما يعمل بسلك الجيش اما شقيقته فهي متزوجة حسب رواية جيرانه. العربي يعرف لدى اصدقائه وجيرانه بانزوائه ووحدته وهو من التلامذة الممتازين في الدراسة باعتبار أنّ معدله يصل الى 18. شهادة الجيران محمد انيس المخلوفي احد القاطنين بجوار مركز الاقتراع روى لنا الحادثة وقال انها على طريقة الافلام الامريكية حيث قضينا ليلة ليست ككل الليالي وعشنا رعبا بأتم معنى الكلمة ولم نسمع الا دوي الرصاص طوال الليل. كما سمعت كثيرا صياح هؤلاء الاشخاص وهم يكبّرون ويقولون «ان دين الاسلام قادم» و«والله يا عدو الله لأقتلنكم». بدوره قال رشيد العجيلي أصيل منطقة «عين زانة» وجار المتوفي حول هذه الحادثة: « العربي ليس له أيّة ميولات حزبية أو سلفية وأنه تلميذ نجيب ويتمتع باخلاق رفيعة ومعدله ممتاز وأن آخر ما نتوقعه منه هو أن يرفع سلاحه ضد الجيش وهي حادثة معزولة لم تؤثر على سير الانتخابات. كما يمكن ان نقول انه مغرر به نظرا لاخلاقه الرفيعة خاصة وان شقيقه يعمل في سلك الجيش الوطني, لقد أرادوا ضرب وتشويه الانتخابات لا غير».