علمت «التونسية» من مصادر خاصة أن السباق نحو القصبة مازال على أشده بين عديد المترشحين الذين يتمتعون بحظوظ وافرة للوصول إلى القصبة لكن يبدو أن رئيس حزب حركة «نداء تونس» عقد العزم وبشكل قاطع على أن يكون رئيس الحكومة القادمة من خارج أسوار البحيرة بمعنى بعيد عن «نداء تونس» وذلك ضمانا لإجماع أوسع على شخصية رئيس الحكومة القادم وحتى يكون محل إجماع داخل وخارج «النداء». وبينت مصادرنا أن الطيب البكوش خرج رسميا من سباق الترشح إلى القصبة وذلك بعد اقتناع شبه نهائي داخل الندائيين على أن «البكوش» لا يمكن أن يكون شخصية جامعة للشأن الوطني وقد لا يحظى بموافقة أكبر قوة معارضة داخل مجلس نواب الشعب وهي حركة «النهضة» الرافضة لهذا المقترح. وفي هذه الأثناء ورغم انشغاله باستلامه لرئاسة الجمهورية علمنا أن الباجي القائد السبسي واصل مشاوراته بمنزله بسكرة وكانت له لقاءات مطولة وعديدة مع مختلف الحساسيات السياسية والفكرية في البلاد جعلته يقتنع رسميا بضرورة تعيين رئيس حكومة من خارج «النداء» مع تعيين شخصيات سياسية في الحكومة تنتمي للأحزاب المشكلة للمشهد السياسي البرلماني وكذلك من شخصيات سياسية تنتمي لأحزاب غير موجودة داخل المشهد النيابي. وفي هذا الإطار علمنا أن السباق نحو القصبة متواصل بين ثلاثة شخصيات معروفة وهي عبد الكريم الزبيدي وفاضل خليل والهادي بالعربي وان المشاورات حول الإسم الأنسب مازالت متواصلة وقد تفضي المفاوضات الدائرة حاليا إلى نتائج جديدة أواخر هذا الأسبوع. المعطيات التي بحوزتنا تؤكد أن وزير التجهيز الحالي أصبح مرفوضا من إحدى المنظمات الوطنية المؤثرة على المشهد السياسي نتيجة مواقف صدرت عنه في بعض الاجتماعات الرسمية مما جعل إسمه يتراجع في السباق وبقي عبد الكريم الزبيدي مرشحا بارزا رغم وجود بعض الاحترازات على طبيعته المتصلبة في معالجة بعض الملفات في حين أن المرحلة المقبلة تتطلب شخصية قادرة على التعامل بكل سلاسة وحنكة مع الأحژزاب والمنظمات مما يجعل الفاضل خليل شخصية وافرة الحظوظ للالتحاق بالقصبة لعديد العوامل التي تذهب لصالحه أهمها أنه شخصية لها خبرتها الكبيرة في المجال الاقتصادي والاجتماعي، ومن أهم العوامل المرجحة لكفته علاقاته المتطورة مع الجارة الجزائر وخاصة مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وقد يكون هذا العامل مرجحا لخليل رغم عامل السن. وفي الأثناء توجد عديد السيناريوهات المطروحة على «نداء تونس» المتخوف من حصول تصدع سياسي داخله جراء إمكانية حصول تشنجات داخله جراء أي قرار يذهب نحو اختيار شخصية غير ندائية وفي هذا الجانب تتمّ حاليا محاولات إقناع الطيب البكوش بالقبول بهذه المعطيات الجديدة التي لا تخدم صالحه وتجعله شخصية غير مرغوب فيها من طرف النهضة وأحزاب أخرى قريبة من «النداء». كل هذه المعطيات تجعل اختبار رئيس حكومة جديد محل تدقيق وحيطة من التوابع المنتظرة ومن ردود الفعل المتشنجة حول أي اختيار قد يرضي شقا سياسيا ويغضب شقا آخر وكل هذه العوامل تجعل «نداء تونس» يعيش فترة عويصة إن لم نقل امتحانا عسيرا حيث أن كل زلة أو اخفاق ستؤثر على بقية المسارات.