تعيش تونس على وقع موجة من البرد القارس عمت شمال البلاد وجنوبها بسبب تدفق كتل هوائية قطبية شديدة البرودة لتغطي الثلوج جبال الشمال الغربي ولتقطع عددا من طرقات فأطلق عدد من المواطنين صيحة فزع بسبب تراكم الثلوج فوق عدد من المساكن بمناطق مختلفة خاصة في مناطق ولاية الكاف وفي معتمديات الكاف الشرقية وساقية سيدي يوسف وقلعة سنان مطالبين بتوفير ابسط وسائل التدفئة نظرا لاختفاء قوارير الغاز. وفي ظل غياب قوارير الغاز في عز موجة البرد اتصلت «التونسية» بوزارة الصناعة والتجارة لمعرفة أسباب نقص أو شبه غياب لقوارير الغاز لدى نقاط البيع في هذا الوقت بالذات الذي يعرف بارتفاع كبير في استهلاك مادة «الغاز المسيل» للتدفئة. في هذا الإطار أكد مصدر موثوق من وزارة التجارة ل«التونسية» ان المخزون من «الغاز المسيل» متوفر وموجود لكن الإشكال يكمن في التوزيع الذي لم يستطع مجاراة الطلب الكبير وتلبية حاجيات مسالك التوزيع وخاصة المرتبطة بولايات الشمال الغربي والمناطق المنعزلة وبعض مناطق تونس الكبرى التي تتميز بكثافة سكنية عالية. وأفاد أن المخزون الجملي للغاز المسيل بلغ بتاريخ 5 جانفي 2015 أعلى مستوى مراكز التعبئة في حدود 18600 طن مقابل مبيعات يومية تقدر ب1520 طن أي بتغطية تقدر ب 12 يوم استهلاك دون اعتبار بقية المشتريات المبرمجة بعنوان شهر جانفي 2015. وشدد أنّه في هذه الفترة المعروفة بارتفاع الاستهلاك للغاز المسيل بذلت شركات التعبئة مجهودا استثنائيا للإيفاء بحاجة المواطنين في كافة انحاء الجمهورية ليبقى الاشكال خاصا ببعض الموزعين قائلا «أؤكد أن كل هذه الضغوطات على قوارير الغاز سنتجاوزها خلال الايام القليلة المقبلة». واضاف نفس المصدر ان وزارة التجارة من مشمولاتها متابعة وتزويد السوق بالتنسيق مع بقية الاطراف المتدخلة سواء الشركة التونسية لصناعات التكرير«ستير» او شركات التعبئة الاربعة وهي «عجيل غاز» و «طوطال غاز» و «بوتاغاز» و«ساغاز» زيادة على ذلك هناك الموزعين المكلفين بنقل المادة من مراكز التعبئة الى نقاط البيع في كامل انحاء الجمهورية. وعن الانتقادات الموجهه للوزارة على أساس أنّها لم تتهيأ لموسم البرد ولم تتخذ الاجراءات المناسبة لتزويد السوق وخاصة المناطق التي تشهد طلبا مكثفا على قوارير الغاز اجاب المصدر من وزارة التجارة «انه قد تم عقد عدد من الاجتماعات منذ شهر نوفمبر لنكون على حسن الاستعداد لمجابهة كل الطلبات للهذه الفترة الممتدة من شهر نوفمبر الى شهر فيفري». واضاف نفس المصدر انه قد تم صباح امس التنسيق مع شركات التعبئة بهدف برمجة كميات إضافية للجهات التي تشكو نقصا في هذه المادة مشددا «سيتم تجاوز هذا النقص في ظرف نهاية هذا الأسبوع كحد أقصى».