يجدّد الليلة منتخبنا الوطني العهد مع فعاليات كأس افريقيا للأمم المقامة حاليا في غينيا الاستوائية من خلال خوض المباراة الثالثة والختامية لمنافسات المجموعة الثانية بملاقاة المنتخب الكونغولي في مباراة تحديد المصير حيث يكفي منتخبنا الوطني التعادل لضمان مقعد في الدور القادم مهما كانت نتيجة منافسيه في المباراة الثانية... المنتخب التونسي ورغم موجة الانتقادات العارمة التي لازمت ظهوره الاول والثاني حقّق المطلوب على الاقّل الى حدّ اللحظة كونه يتصدّر مجموعته وينطلق بحظوظ وافرة للمواصلة على نفس النهج وتمديد إقامته في غينيا بما أنّه لم يتذوّق طعم الهزيمة وأظهر نضجا تكتيكيا كبيرا قياسا بما تختزله أقدام منافسيه... المنتخب التونسي لم يقدّم حقيقة ما كان منتظرا منه ولم يرتق مردوده الى مستوى انتظارات وتطلعات جماهيره العريضة سيّما وان حجم الاداء والعطاء كانا دون المأمول على الرغم من توفّر جملة من الاسماء القادرة الى تقديم كرة قدم تليق بالمكانة التي نحظى بها وبالتصنيف الذي خصّتنا به الفيفا... مع ذلك قد تحجب لغة الارقام كل هذه الاستفهامات والانتقادات فالمنتخب التونسي نجح تقريبا في ما عجز عنه عمالقة اللعبة داخل القارة فلا الجزائر ولا غانا ولا الكاميرون ولا الكوت ديفوار حققوا نفس المعادلة بل يترصدهم شبح الخروج المبكّر... صحيح ان المجموعة التي تضم منتخبنا الوطني تعتبر متواضعة مقارنة بما ضمته المجموعات الأخرى من أسماء لكن التاريخ لا يعترف بمثل هذه التصنيفات والتقييمات والذاكرة لا تحتفظ سوى بالإنجازات ومنتخبنا الوطني رغم كل ما قيل وما يقال عنه يظّل سيّد مجموعته و مرشّحا فوق العادة لإنهاء الدور الاول في المرتبة الاولى وبالتالي العبور الى الدور ربع النهائي كأحد المعنيين البارزين بالوصول إلى البوديوم... لن نستبق الاحداث على أساس ان كلّ ما سبق يدخل في باب التخمينات والى ذلك الحين يبقى منتخبنا الوطني الليلة مطالبا أوّلا بتأكيد عبوره وتثبيت بطاقته كسيّد لمجموعته وبالتالي تجديد العهد مع دور الكبار وثانيا وهذا مطلب كلّ الجماهير بتقديم كرة قدم تقطع مع الوجه الشاحب الذي لاح عليه منتخبنا في المباراتين الماضيتين... بلغة المنطق لا حرج في ما ذهب اليه المدرب الوطني جورج ليكنز الذي يرى النتيجة دائما قبل الأداء لكن هذا لا يمنع من المزج بين الخيارين فالفوز لا يتعارض مع رفعة الأداء خاصة وان عامل المعنويات يلعب لصالحنا فالخصم يدخل المباراة تحت ضغط النتيجة لأنّه لا خيار له سوى الانتصار في المقابل يكفينا التعادل أو ربّما الهزيمة مع انتهاء المباراة الأخرى بالتعادل لإتمام المهمّة... من جهة ثانية يدرك المدرّب الوطني ان سهام النقد التي تلاحقه منذ التصفيات لم تأت من فراغ وهو في حاجة قبل غيره الى تعديل الاوتار حتى لا يقترن نصف الانجاز بقوالب جاهزة كتلك التي يردّدها البعض في الآونة الاخيرة على غرار مفردات «الحظّ» و»الزهر» الذي كان للأمانة كلمة السرّ في مباراة زمبيا... ملعب «باطا» سيكون الليلة قبلة كل التونسيين والأكيد انّ الترشح على حساب الكونغوليين مهما كانت وصفته سيكون بارقة أمل لمنتخب تعاقد منذ فترة مع النكسات وسيفتح من جديد باب الأمنيات خاصة وأنّ الطريق تبدو سالكة في ظلّ تواضع اسماء المنتخبات التي تنتظرنا «في الدورة»...لذلك رجاء لا تخيّبونا...نسألكم التعادل على الأقلّ أو الفوز إن استعطتم اليه سبيلا... ما يهمنا الآن هو تحقيق العبور ومن ثمّة سيسنح لنا الوقت لقليل من المذمّة والعتاب في بعض السطور... ملعب «باطا»: الساعة 19:00 تونس – الكونغو : تحكيم الغمبي باكاري قاساما