دعت أمس بعض منظمات المجتمع المدني (الاتحاد العام التونسي للشغل والمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية وفيدرالية التونسيين في الضفتين والشبكة الاورو-متوسطية لحقوق الإنسان)، رئيس الحكومة المكلف الحبيب الصيد إلى ضرورة الاهتمام بملف الهجرة وبعث جهاز كتابة دولة أو وزارة مستقلة تُعنى بهذا الملف الحارق صلب تشكيلته المرتقبة. كما انتقدت المنظمات المجتمعة أمس، خلال ندوة صحفية مشتركة، التركيبة الأولية للحكومة التي أعلن عنها الحبيب الصيد، خاصة في ما يتعلق بغياب إدراج ملف الهجرة ضمن كتابة دولة أو وزارة مستقلة رغم أهمية هذا الملف، على حد تعبير اغلبهم. وفي سياق متصل، أكد عبد الرحمان الهذيلي رئيس المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، أنه على الرغم من أهمية ملف الهجرة الا انه لم يحظ باهتمام مختلف الحكومات المتعاقبة بعد الثورة ولم يكن يوما ضمن أولوياتها ،حسب قوله، معتبرا في عدم تشكيل لجنة تحقيق تبحث في حقيقة المفقودين، دليلا على تهميش الحكومات المتعاقبة لهذا الملف واستخفافهم به. كما أوضح الهذيلي أن المنتدى سيلتقي مطلع الأسبوع القادم بعائلات المفقودين لوضع خطة عملية لتحركاتهم،مؤكدا أنه سيتم مساندة أي شكل لتحرك احتجاجي تقترحه العائلات الملتاعة. من جانبه، أكد الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل مولدي الجندوبي، تقدّم أمين عام المنظمة الشغيلة حسين العباسي بمقترح الاتحاد لبعث كتابة دولة تعنى بالمواطنين بالخارج إلى رئيس الحكومة المكلف الحبيب الصيد خلال اللقاء الذي جمعهما يوم الأربعاء الماضي، مبيّنا حرص اتحاد الشغل واهتمامه الفائقين بهذا الملف. وشدد الجندوبي على ضرورة إحداث مجلس أعلى للتونسيين بالخارج ووضع إستراتيجية وطنية للهجرة وايجاد حلول كفيلة بالحد من الهجرة السرية والقصرية ومعرفة حقيقة المفقودين. بدوره، طالب طارق بن هيبة الكاتب العام للفيدرالية التونسية من أجل المواطنة في الضّفتين، رئيس الحكومة المكلف الحبيب الصيد بتفادي ما وصفه بالنقص وبعدم النسج على منوال رئيس الحكومة المؤقت مهدي جمعة والذي لم يف بوعده المتمثل في فتح ملف الهجرة وبعث هيئة وطنية للتونسيين بالخارج ، من خلال تكوين كتابة دولة أو وزارة تعنى بهذا الملف.