بعد قرابة اسبوع من اقامتها بقسم الاسعاف الطبي الاستعجالي بسبب معاناتها من ضيق تنفس والتهاب رئوي فارقت الرضيعة «ايمان .ش» التي لا يتجاوز عمرها 3 اشهر الدنيا ليخلف رحيلها الاسى واللوعة في نفوس اهلها والاطارات الطبية وشبه الطبية رحلت الرضيعة عن الدنيا وهي التي لم تفتح عينيها بعد على معنى الوجود وقيمة الحياة حيث أدت الظروف المادية الصعبة للعائلة ولمراكز الايواء الاستشفائي الى قبوعها لمدة ناهزت الاسبوع بقسم الاسعاف الطبي الاستعجالي غير المهيئ لقبول الرضع ويفتقر الى التجهيزات الطبية الضرورية والاطارات الطبية وشبه الطبية المتخصصة للتعامل مع هذه النوعية من المرضى. النقابة الاساسية للصحة بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس كانت اطلقت صيحة فزع بخصوص ما يمكن ان ينجر عن اقامة رضيعة بقسم الطب الاستعجالي الذي يفتقر الى التجهيزات الضرورية للتعامل مع الرضع مثلما يفتقر الى الكوادر المتخصصة. في هذا الإطار أكد عادل الزواغي الكاتب العام للفرع الجامعي للصحة سويعات قبل وفاة الرضيعة ان حياتها في خطر اذا ما تواصل ايواؤها بقسم الاسعاف الطبي الاستعجالي. ' «التونسية» تحولت مساء السبت الى قسم الاسعاف الطبي الاستعجالي بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس ولاحظنا وجود الرضيعة ايمان التي تم قبولها بالقسم يوم 26 جانفي الماضي بسبب معاناتها من صعوبات في التنفس وتعفن جرثومي في الرئتين وقد وصلت الى هذا القسم من المستشفى الجهوي بجبناينة وتم نقلها من ذلك المسشفى في حفاظة تابعة لسيارة الاسعاف الطبي الاستعجالي وكان المفروض ان يتم ايواؤها بقسم انعاش الرضع او قسم إنعاش الاطفال او قسم الاطفال بالمستشفى الجامعي الهادي شاكر المجاور وذلك في اقصى الحالات. ونظرا الى عدم توفر سرير للايواء فانه تم الاضطرار الى ايوائها بقسم الاسعاف الطبي الاستعجالي بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة وهو قسم كما أسلفنا غير مهيإ بالمرة لقبول الرضع حيث لا توجد بالمرة أجهزة انعاش للرضع في هذا القسم ومع ذلك تم قبولها من اجل الحفاظ على حياتها وبقيت الرضيعة في الحفاظة التابعة لسيارة الاسعاف الطبي الاستعجالي . واكد لنا الكاتب العام للفرع الجامعي للصحة عادل الزواغي ان اطباء قسم الاسعاف الطبي الاستعجالي وبقية الاطراف اتصلوا بعديد المستشفيات من الولايات المجاورة من اجل قبول هذه الرضيعة لديهم بقسم الاطفال لا سيما وان المستشفى الجامعي الهادي شاكر لا يوجد به مكان شاغر وكانت الاجابة بالاعتذار لعدم وجود أسرة كافية وكان عادل الزواغي قد اطلق صيحة فزع قبل وفاة الرضيعة ايمان لإنقاذها من الموت لكن لا من مجيب ورحلت الرضيعة رحمها الله. رحلت الرضيعة نعم ... ولكن اسئلة كثيرة تفرض نفسها بخصوص عديد المشاكل وعديد النّقائص التي تعاني منها مؤسسات صحّية استشفائية كبيرة في مدينة مثل صفاقس التي تعتبر عاصمة الجنوب وتعاني ضغطا كبيرا بسبب عدد المرضى الوافدين من داخل الولاية وخارجها ...فهل يعقل أن يوجد سريران فقط لقسم الانعاش الاستعجالي للرضع بالمستشفى الجامعي الهادي شاكر الذي يوجد به قسم للولادات؟... الى متى يبقى قسم الاسعاف الطبي بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة يتحمل نقص التجهيزات وكثرة المرضى الوافدين وفيهم من يبقى شهورا بهذا القسم رغم انه في الاصل مخصص لتقديم الاسعافات الاولية الاستعجالية