فضل المشهد الختامي للنسخة 30 من كأس أمم إفريقيا غينيا الاستوائية أن يكون الختام مسكا بحوار كروي يعد الأفضل في القارة الإفريقية سيما أنه يجمع قوتين تقليديتين في الساحرة المستديرة السمراء تملكان من المواهب والنجوم ما جعلها تؤثث أقوى النوادي الأوروبية... المواجهة ستكون منتظرة ومثيرة بين منتخب كوت ديفوار ومنتخب غانا الباحثين منذ سنين عن العودة لتسيد عرش الكرة الإفريقية بعد سنوات من الإخفاقات والفشل حيث تناشد الكرة الإيفوارية اللقب منذ 1992 فيما ترنو الكرة الغانية استرجاع بريق الكأس منذ دورة 1982 ما سيجعل الصراع مرتقب ويحمل رهان قد يكسر حاجز نواميس وعادات النهائيات التي دائما ما أسست للتحفظ والحسابات التكتيكية لتقتل المتعة الكروية. ويعيد ملعب «باطا» اليوم الى الأذهان صراع مضى عليه 23 سنة كاملة حين تواجه المنتخبين في نهائي دورة 1992 حين اعلن ملعب «ليوبولد سيدار سانغور» بالعاصمة السينغالية داكار صعود الأفيال على عرش الكرة الإفريقية للمرة الأولى والأخيرة بفضل الحارس «آلان غواميني» في ضربات الجزاء لتعجز النجوم السوداء عن ترجمة سيطرتها على الدورة وتخفق في تحقيق اللقب الخامس الذي بات هاجسا لكل أجيال الكرة الغانية. لطرد النحس منت جماهير ال«كان» أن يكون نهائي النسخة الاستثنائية والمثيرة للجدل لكأس أمم إفريقيا 2015 متماشيا مع تكهنات البدايات التي توقعت أن يحتضن ملعب مدينة «باطا» أحد نهائيات الأحلام وطبقا كرويا يقطع مع الرتابة والمستوي الفني الضعيف للنسخة الغينية الاستوائية لتتحقق التمنيات ويكون نهائي اليوم بين منتخبين أكدا أنهما الأحق بقص شريط النهاية وكتابة الحلقة الختامية لأقوى المسابقات الإفريقية والتي أختار الاتحاد الإفريقي أن يتوجها بصافرة أفضل حكم إفريقي في هذه الآونة الغامبي «باكاري بابا غاساما» لينهي صداعا رافق البطولة تمثل في التحكيم. ويشترك فارسا نهائي النسخة 30 من كأس أمم إفريقيا في هدف يتمثل في القبض على الكأس التي عاندت أجيال تعاقبت على الكرة الإيفوارية والغانية حاولت لكنها لم تفلح إلا أن اليوم كليهما لن يدخر جهدا لإنهاء سنوات الضياع والبحث عن منصة الذهب القاري حيث قدما كليهما ما يشفع له لنيل اللقب بعد بداية متعثرة حيث انقادت «النجوم السوداء» للهزيمة أمام منتخب السينغال لكنها عرفت كيفية الرجوع وبقوة في ظل كتيبة هجومية رهيبة تصدر بها مجوعة الموت ثم مكنتها من العبور الى النهائي بفوز بثلاثة على الغنيتين الاستوائية وكوناكري فيما انتفضت الأفيال في المباراة الثلاثة للدور الأول لكي تجد نفسها في الربع النهائي أمام منافس رشحه الجميع ليكون البطل إلا أن ثقل النجم الجديد ل «المان سيتي» «ويلفراد بوني» انهى أحلام الجزائر وعبد الطريق نحو النهائي سيما أن زملائه أضافوا الكونغو الديمقراطية لقائمة الضحايا. التكهن سيكون صعبا في ظل تقارب المستويات الفنية لكل من «النجوم السوداء» و«الأفيال» لكن الأكيد أن الفرديات التي يمتلكها المنتخبين ستحسم الصراع على لقب سيد القارة السمراء الجديد وخليفة المنتخب النيجيري الغائب عن النهائيات سيما أن اسماء ك«توريه» و«جرفينيو» و«بوني» ثلاثي الرعب الإيفواري سيكونون في حوار مع ثلاثي رهيب غاني يتمثل «أتسو» و«أيو» و«جيان» ما يؤكد أن الفرديات ستقول كلمتها في مباراة تحبس الأنفاس. الأخبار السعيدة جاءت للمعسكر الغاني الذي تأكد من تعافي ملهمه وأقوى أسلحته الهجومية «جيان أسامواه» ليكون جاهزا لمباراة اليوم بعد أن تغيب عن لقاء نصف النهائي لكن طموحات أبناء الثعلب «أرفي رونار» الباحث عن معانقة اللقب مجددا بعد أن تذوقه منذ ثلاث سنوات مع المنتخب الزمبي ستكون حاجزا عاليا على الغانيين تسلقه لنيل مرادهم . الهدف يستحق التعب خاصة أنه سيقطع مع سنوات عجاف طال فيها الانتظار وتعددت فيها الإخفاقات وسيرسم الابتسامات على «نجوم سوداء» ترنو التلألأ على خط الاستواء وتعيد أمجاد الأجداد والآباء و«أفيال» أنهكها عطش اللقب وضلت حبيسة ترشيحات البدايات رغم قيمة الأسماء. محمد ياسين البرنامج: ملعب باطا 20:00 غانا – كوت ديفوار : تحكيم باكاري غاساما ( غامبيا)