وسط تعزيزات أمنية غير مسبوقة، دخلت ولاية تطاوين في إضراب عام احتجاجا على مقتل أحد المتظاهرين برصاص الأمن وإصابة عدد آخر خلال احتجاجات للمطالبة بالتنمية والتشغيل والغاء رسوم المغادرة. وشهدت الولاية شللا تاما بعد أن تعطلت أغلب المرافق العمومية باستثناء المخابز والمستشفيات والصيدليات، كما أغلقت المحلات التجارية والمؤسسات الإدارية أبوابها استجابة للإضراب العام الذي دعا إليه الاتحاد الجهوي للشغل بعد الأحداث التي شهدتها مدينة الذهيبة منذ يوم السبت الماضي. مسيرة وتواصل المواجهات وقال شهود عيان إن مسيرة حاشدة جابت شوارع مدينة تطاوين طالب خلالها أهالي المنطقة بحقهم في الشغل والحرية والكرامة وبفتح تحقيق فوري في استخدام ما وصفوه بالقوة المفرطة ضد المحتجين وباستثناء الليبيين من دفع أداء مغادرة التراب التونسي. ودعا محسن لشيهب، كاتب عام المكتب المحلي لاتحاد الشغل في بن قردان في كلمة ألقاها أمام مكتب اتحاد الشغل بالجهة، الحكومة إلى التراجع عن مثل هذه القرارات وتوفير التنمية والتشغيل في بن قردان والذهيبة. وتجددت أمس المواجهات في بن قردان بين عدد من شباب الجهة وقوات الأمن فيما سجلت الوحدات الامنية والعسكرية حضورا غير مسبوق بهدف السيطرة على الاوضاع في حال حدوث أي طارئ. وفي خضم المواجهات أصيب محيي الدين بن غازي مصور القناة «الوطنية الأولى» وقال بن غازي لوحدة الرصد بمركز تونس لحريّة الصحافة ان «المتظاهرين رشقوا قوات الامن بالحجارة مما دفع الأمن لإستعمال الغاز المسيل للدموع ثم الرصاص المطاطي «وقد كنت بصدد تصوير المواجهة على بعد 30 مترا من قوات الأمن ، كنت اترصد عملية إطلاق الغاز المسيل للدموع وبداية المواجهات وذلك من موقع بعيد عن مجال التقاطع بين المتظاهرين والأمن لمّا فوجئت بإصابة فخذي الأيمن». وفيما اكدت مصادر نقابية بالجهة ل«التونسية» نجاح الاضراب بنسبة 99 بالمائة، دعا الاتحاد العام التونسي للشغل في بيان له إلى حظر استعمال الخرطوش (طلقات نارية تضم كرات حديدية أو مطاطية صغيرة)، كليا في تونس لصد المحتجين، وذلك على خلفية الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينتي «الذهيبة»، الواقعة في ولاية تطاوين. وبن قردان الواقعة في ولاية مدنين. وقال الاتحاد: «يؤكّد الاتحاد رفضه القطعي لاستعمال الرصاص، والرشّ ضدّ الاحتجاجات الشعبية، ويدعو مجدّدا إلى حظر الرشّ حظرا كلّيا في تونس».. جماعات «فجر ليبيا» تسيطر على المعبر في المقابل، أكد الطاهر فضيل النائب بمجلس الشعب عن ولاية تطاوينل«التونسية» أنه تم ترحيل المفاوضات بين الجانب التونسي والليبي الى مستوى رسمي قائلا ان وفدا وزاريا سيزور اليوم المنطقة يضمّ وزير المالية ووزير الاستثمار لمواصلة المفاوضات مع الجانب الليبي والوقوف على مشاكل الجهة. واضاف فضيل ان جماعات «فجر ليبيا» تسيطر على المعبر الحدودي برأس جدير من الجانب الليبي مشيرا الى أن مسؤولية الوضع المتوتر في الذهيبة وبن قردان لا تقع على ليبيا بل على الحكومات المتعاقبة بتونس والتي لم تنفذ وعودها تجاه الجهة قائلا «كفانا بحثا عن شماعة لتعليق فشلنا عليها، لابد من الخروج من بوتقة الوعود الى الفعل والانجاز». واكد فضيل ان الاوضاع في مدينتي بن قردان والذهيبة لا تحتمل الانتظار او المسكنات لان منسوب الاحتقان اصبح عاليا داعيا الى الالتفات الى هذه الجهات بقرارات جريئة تعيد لها الحياة من خلال مشاريع تنموية أو ننتظر نتائج كارثية. وقال فضيل انه من الطبيعي ان يحاول الجانب الليبي (وخاصة الجماعات الموالية لفجر ليبيا) ابتزاز الحكومة واستغلال ضعفها لتوظيفه لمصلحتها مشيرا الى ان الحكومة التونسية أمام خيارين اثنين احلاهما مرّ: إما ان تقف شامخة وترفض الابتزاز وتركز مشاريع تنموية في هذه المناطق او تهمل هذه المناطق وتتركها في مواجهة الفقر والابتزاز.