دخلت العمليات الامنية والعسكرية بسلسلة جبال«ورغة» بالكاف مرحلة الحسم بعد نجاح مختلف الوحدات في تدمير البنية اللوجستية للعناصر الارهابية الناشطة بهذه المناطق الحدودية الوعرة منذ ما يزيد عن الثلاث سنوات...«عم الطيب» حكيم الجماعة، «أنس العاتري» الامير والبقية يقطعون الحطب ويردون الماء .. فبعد العمل الامني والعسكري الكبير الذي قامت به مختلف الوحدات الامنية والعسكرية طوال الفترة السابقة توضحت تركيبة العناصر الارهابية المتواجدة بسلسلة جبال ورغة وخاصة بجبلي «كسار القلال» و«للّة عيشة». مجموعة تعد حوالي 25 فردا أغلبهم من تونس يقودهم جزائري يدعى انس العاتري اصيب في احدى العمليات الامنية التي نفذتها قواتنا المسلحة وأصبح عاجزا عن التنقل دون عكاز صادرته مؤخرا فرقة امنية عسكرية بعد مداهمة مخبئ للارهابيين. كما يتولى رجل يُدعى «عم الطيب» مهمة الاستطباب وهو بدوره يعاني من مشاكل صحية قد تعجّل برحيله وفق ما اكدته افادات الاهالي الذين شاهدوا البعض من هذه العناصر التي افتكت منهم المؤونة أمّا البقية فمهمتهم قطع الحطب وإيراد الماء. وفق شهادات عدد من الاهالي الذين تسنى لهم مشاهدة عدد من العناصر الارهابية اثر عمليات يائسة قام بها هؤلاء لارهاب الاهالي والحصول على المؤونة بالقوة فإن حالتهم الصحية والنفسية باتت حرجة جدا حتى بعضهم لا يقدر على التحرك السريع والتنقل السلس. كما يعاني جلهم من صعوبات في التنفس وامراض جلدية ظاهرة للعيان.. وقد اصبحت الالغام الارضية التقليدية الصنع التي يزرعها الارهابيون في مسالك وطرقات جبال ورغة في مهب الريح بعدما طورت قواتنا المسلحة من قدراتها في كشف مثل هذه النوعية من الالغام. لذلك لا تكاد تخلو عملية تمشيط من تفجير عدد من الالغام بكل سهولة وسلاسة دون وقوع اصابات .. وقد عثرت مؤخرا فرقة عسكرية خاصة اثناء مداهمتها أحد مخابئ الارهابيين على قارورة ماء ابيض اتضح انه ممزوج ب «الشب». وبالسؤال عن سر استعمال هذا المزيج اكد مصدرنا ان العناصر الارهابية وبعد يأسها من وصول المدد والمؤونة اتجهت الى الطب «الرعواني» عبر المداواة بالاعشاب واستعمال خلطة الماء ب«الشب» الذي يساعد على تخثر الدم ويقلل من خطر الاصابة بنزيف في حال الاصابة وفق اجتهاد الارهابيين وهو امر مضحك وفي غاية السخافة يكشف سذاجة هذه العناصر المحاصرة... بداية التفكك الداخلي لخلية «ورغة» الإرهابية ووفق معطيات امنية مؤكدة بدأت خلية «ورغة» الارهابية تعيش تفككا داخليا حادّا منذ اشهر نتيجة انقسامها الى شقين الاول مناصر لتنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي» والثاني مساند لتنظيم الدولة الاسلامية «داعش»، شقاق قد يحتد في الايام القليلة القادمة وقد يصل الى التصفية الجسدية . كما طفت منذ مدة خلافات شخصية بين العناصر الارهابية حتمت على بعضهم مغادرة المجموعة في اتجاه «الشعانبي» او خلية جندوبة او في اتجاه مناطق اخرى على غرار العنصر الارهابي «صابر المطيري» الذي غادر في اتجاه جبال «برقو» بسليانة وتسنى لقواتنا الباسلة القضاء عليه خلال ليلة الخميس الفارط ... ومن خلال جولة قامت بها «التونسية» في سلسلة جبال «ورغة» و «تكرونة» بالكاف كانت لنا عدة لقاءات بعدد من الامنيين والعسكريين الذين حملونا برسالة الى كل التونسيين مفادها ان النصر آت لا ريب وان حسم المعركة مع فلول الارهاب بات قريبا. وقد اكد عدد ممن تحدثنا اليهم ان وحداتنا المسلحة تعمل ليلا نهارا وبشكل مستمر بهدف الاطاحة بالعناصر الارهابية ...