لا نذيع سرا إذا قلنا بأن النجم الرياضي الساحلي يعيش هذه الأيام أجواء غير عادية منطلقها اضاعته للإنتصار أمام النادي الصفاقسي في افتتاح مرحلة الإياب قبل أن تتعكّر الوضعية بتعادل في أولمبي سوسة في طعم الهزيمة أمام الملعب القابسي ولأن الألم لا يأتي منفردا كما يقول المثل الفرنسي جاء احتراز «الستيدة» على مشاركة غازي عبد الرزاق وزاد حجم فارق النقاط عن المتصدر في الاتساع ولكن عثرات الكبار كثيرا ما تكون مدوية فالصغير عندما يسقط بتألم للحظة ثم سرعان ما ينسى ولكن الكبير يختلف معه الأمر.. بيد أن حالة الشكّ والاكتئاب التي عاشها جمهور النجم الساحلي تبقى عرضيّة وغير مؤثرة ولن تهز بأي حال من الأحوال أركان الفريق العتيد... القوي بتاريخه وحاضره وعزيمة أبنائه.. وفي الهزيمة الأخيرة التي انقاد لها العملاق الكاتالوني نادي برشلونة على ميدانه وأمام جمهور ضد فريق مالاقا ما يقيم الدليل على أن العثرات ورادة ولا يمكن درء أخطارها إلا بالمراجعة الرصينة والحرص على الاستفادة من الأخطاء.. وكذا الحال بالنسبة إلى النجم الساحلي المطالب أهله بأن يحوّلوا نقاط الضعف الى نقاط قوّة... وفي هذا السياق علمت «التونسية» من مصادر مطلعة بأن الهيئة المديرة قد فرغت من إعداد ملف كامل ومتكامل يتضمن كل الوثائق التي تؤكد سلامة وضعية اللاعب غازي عبد الرزاق وشرعية مشاركاته استنادا إلي معطيات موثقة في ما يتعلق بنصوص العقوبات والحالات المشابهة من بينها ما يعرف بوضعية عصام المرداسي الذي احترز على مشاركته النجم الساحلي دون أن يكسب الاحتراز وعليه فإن ما تعد له إدارة النجم قد يغير كل المعطيات ويكذب كل التوقعات التي صنفته منهزما في مقابلته ضد الملعب القابسي وكذلك الشأن للاعب مستقبل المرسى خليل هنيد الذي تعرّض لنفس العقوبة التي تعرض لها غازي عبد الرزاق . إقالة «غيث» غير مطروحة من أكثر الذين وقع تداول أسمائهم الكاتب العام للنجم الساحلي عادل غيث باعتباره أكثر من يتحمل المسؤولية في صورة وجود أيّ هفوة إدارية.. ولكن المعطيات التي تحصلت عليها «التونسية» تفيد بأن أولى الأمر في النجم الساحلي لا يفكرون البتة في إقالة الكاتب العام استناداد الى ما توفر من وثائق في ملف احتراز غازي عبد الرزاق تؤكد سلامة الموقف القانوني للنجم الساحلي وشرعية مشاركة اللاعب موضع الجدل.... ولكن السؤال الذي يطرح نفسه مضمونه هل سيكون موقف هيئة النجم الساحلي هو ذاته في حال خسر الفريق الاحتراز؟ لأنه من غير المعقول أن يفقد النجم نقطة جراء خطأ إداري والحال أنه منظم إداريا ويملك كل مقومات الفريق العالمي الذي يحتفل هذه السنة بمرور تسعين سنة على تأسيسه ويفترض أن تكون إدارته بنفس الحجم وهو التمشي الذي ما انفك تسير فيه هيئة النجم بعد تعيين مديرا اداريا جديدا وما تبعه من تعصير وتطوير لآليات العمل حتى تكون مستجيبة لمتطلبات المرحلة. بمعزل عن كل «تشويش» المتتبع لنسق العمل في النجم الساحلي يلاحظ بأن القائمين على شؤون الفريق حريصون أكثر من أي وقت مضى على الفصل بين الشواغل وتعزيز الظروف الملائمة للفريق حتى يواصل تحضيراته بمعزل عن كل آليات التشويش التي تكفل البعض بتحريكها قبل أسبوع من موعد أهم مباراة في الموسم والأكيد أن النجم الساحلي بخبرة مسؤوليه يعرف جيدا كيفية اجتياز مثل هذه الوضعيات المفروضة عليه ولكنها لن تحد بالتأكيد من طموحاته القريبة والبعيدة وعليه فإن التحضيرات لمباراة القمّة ستنطلق اليوم الاثنين بحصّة لإزالة الارهاق قبل أن يشرع «الجنرال» بداية من يوم غد في تنفيذ برنامجه الإعدادي تماشيا مع أهمية الرهان الموكول لأهم المباريات. ماذا بين «البنزرتي» و«الماجري»؟ المهاجم المنتدب من الشبيبة القيروانية وجدي الماجري الذي هو في الأصل ابن شرعي للنجم الرياضي الساحلي أثار غيابه عن قائمة اللاعبين الذين يدعوهم المدرب فوزي البنزرتي في المباريات الثلاث الأخيرة بعد استئناف نشاط البطولة والكأس عديد التساؤلات ومردها أن الماجري قد جاء للنجم وفي قدميه 13 مباراة من أصل 15 لقاء في مرحلة الذهاب مع فريقه السابق الشبيبة القيروانية مع تسجيله للأهداف وهويته الفنية المعلومة لدى الجميع ومع ذلك لم يدخل في حسابات «الجنرال» الذي منح الفرصة لأيمن صودة وأقحمه أثناء سير مقابلتي النادي الصفاقسي والملعب القابسي... ثم إن الماجري الذي وافق البنزرتي على ادراج اسمه ضمن القائمة الافريقية غير قادر أن يكون موجودا ضمن قائمة ال 18 لاعبا في كل مباراة «مؤكدا أن المسألة لا تتجاوز حدود الاختبارات الفنية المرتبطة بسياق كل مباراة وستأتي فرصة وجدي الماجري لاحقا مادام مع المجموعة ومثله مثل أي لاعب يبقى وجدي مطالبا بمضاعفة الجهد واثبات الجدارة بالانتماء الى التشكيلة الأساسية في ظل سياسة المدرّب فوزي البنزرتي التي تمنح الفرصة لكل ذي مقدرة على تحقيق الإضافة»