ما تزال التقلبات الجوية المصحوبة برياح قوية وتدني كبير في درجات الحرارة التي لم تتجاوز الصفر بقليل في اغلب الأحيان تتواصل منذ أكثر من 24 يوما بدون انقطاع وتجتاح جل مناطق معتمدية عين دراهم إلى حد الآن هذه التقلبات المناخية زادت من معاناة سكان هذه المناطق الجبلية الفقيرة والباردة وخاصة منهم العائلات المعوزة و التلاميذ الذين يقطعون المسافات الطويلة عبر المسالك الجبلية الضيقة والصعبة والتي تحيط بها الغابات من كل جانب للوصول إلى مدارسهم في المناطق الريفية والى محطات حافلات النقل المدرسي التي تتوقف بعيدا عن منازلهم لعدم وجود المسالك المهيأة معاناة هؤلاء السكان لا تقتصر على هذا الطقس الشتوي ببرده القارس ورياحه العاصفة بل أن البعض ممن يزالوا يقيمون بالمناطق التي ضربتها الانزلاقات الأرضية يعصف بهم الخوف والهلع كل يوم و ليلة تحسبا لتفاقم هذه الانزلاقات واتساع رقعها حتى إن البعض منهم صار يقضي معظم ليلته ساهرا يحرس عائلته ومنزله مستعدا إلى الهروب منه في صورة تحرك الانزلاق وتصدع المنزل ومن أكثر المناطق تضررا بجهة الشمال الغربي عامة و بمعتمدية عين دراهم خاصة منطقة البازدية الواقعة بالمدخل الجنوبي لمدينة عين دراهم ومناطق الكرايمية والعوامرية و البرانصية القريبة من قرية التبائنية ومناطق الشحيدة وسيدي محمد من عمادة العطاطفة ومنطقة بوناقة من عمادة وادي الزان تشرد و عذاب قد يطول الانزلاقات الأرضية بهذه الجهات لم تكن وليدة اليوم أو البارحة بل إنها ظلت تتفاقم وتزداد أضرارها بمرور الزمن إلى حدود سنة 2012 أين وقعت اكبر الانزلاقات جراء تراكم كميات كبيرة من الثلوج فاقت المتر والنصف فحطمت الطرقات الرئيسية والمسالك الريفية وعدة منازل وشردت عائلاتها التي ما يزال البعض منهم بدون مأوى إلى حد الآن ويناضل من اجل الحصول على مسكن أو قطعة ارض ليبنى بها منزلا يستقر به رفقة عائلته الدولة سعت على اثر وقوع هذه الانزلاقات المدمرة إلى إيجاد حلول لهؤلاء المتشردين وإعادة إيوائهم إلا أن العديد من الصعوبات والعراقيل ما تزال قائمة وتحول دون تمكين الأغلبية منهم من ذالك إلى حد الآن وأمام هذه الصعوبات اضطرت السلط المحلية والجهوية إلى تسويغ بعض المنازل للحالات المتأكدة والمستعجلة والتي يحيط بهم الأخطار من كل جانب في انتظار إيجاد حل جذري و تمكينهم من سكن تفرق هذه الانزلاقات ووقوعها بعدة أماكن زاد من صعوبة الأمر كما أن البعض من المتضررين يرفضون مغادرة مناطقهم لان موارد رزقهم توجد بهذه المناطق والمتمثلة في غراسة الخضروات والانتفاع من ثمار الأشجار المثمرة التي طالتها بعض أضرار الانزلاقات وتيبس البعض منها