يبدو أنه كان لابد من تدخل رئيس الجمهورية ورئيس الحركة السابق الباجي قائد السبسي لحلحلة الأزمة قبل انفراط العقد خاصة بعد ارتفاع وتيرة التصريحات والتصريحات المضادة خلال اليومين الماضيين. رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي أكد أمس في لقائه ببوجمعة الرميلي المدير التنفيذي لحركة «نداء تونس» على ضرورة تطويق هذه التجاذبات والحرص على اعتماد التوافق، إلى جانب ضرورة تحديد موعد لمؤتمر الحزب في أقرب الآجال والعمل على أن يكون هذا المؤتمر موحدا لكل الطاقات ومبنيا على مبدإ الشفافية وأن يكون وسيلة لتطوير آداء الحزب وتعزيز موقعه في الساحة الوطنية. وقال رئيس كتلة حزب «نداء تونس» بمجلس نواب الشعب محمد الفاضل بن عمران إثر اجتماع الكتلة عشية أمس أن الاختلافات المطروحة صلب الحزب قد تم تطويقها والتوصل إلى اتفاق يتضمن توسيع الهيئة التأسيسية وإحداث مكتب سياسي وتنظيم المؤتمر الوطني في اقرب وقت. كما أكدت مصادر «التونسية» أن أعضاء الكتلة قرروا أمس ترحيل الملف إلى المجلس الوطني الذي سيُدعى إلى الانعقاد نهاية الأسبوع على الأغلب على أن يتولى المجلس مناقشة الصيغة التي سيتم على ضوئها انتخاب المكتب السياسي وعدد أعضائه إلى جانب تحديد العدد النهائي لأعضاء الهيئة التأسيسية على أن تكون قرارات المجلس الوطني ملزمة ونافذة وأن تنتهي بتحديد موعد المؤتمر باعتبار وأن المجلس الوطني هو السلطة الأولى في الحزب والأكثر تمثيلا لكافة مكوناته وروافده . نفس المصادر أشارت إلى أن النية تتجه نحو الإبقاء على هيئة تأسيسية ب14 عضوا أي بمحافظة كل من رئيس الحزب محمد الناصر والسبسي الإبن ورئيس الكتلة الفاضل بن عمران على مواقعهم صلب الهيئة، باعتبار وأن جل الأعضاء المؤسسين التحقوا بمناصب حكومية ولم يعد بإمكانهم التفرغ لمتابعة مشاغل الحزب الذي يقبل على محطات هامة وأولها التحضير للمؤتمر. اجتماع الكتلة حسب التسريبات التي تحصلت عليها «التونسية» أفضى أيضا إلى الاتفاق المبدئي على الذهاب في الخيار الذي تم طرحه الأسبوع الماضي وذلك بالتوسيع في المكتب السياسي إلى 30 عضوا منهم 15 عضوا من الكتلة البرلمانية و15 عضوا من الهيئة التنفيذية بالإضافة إلى أعضاء الهيئة التأسيسية. لكن يبدو حسب مصادر «التونسية» أن موقف الكتلة لم يكن متطابقا مع رأي رئيسها حيث أكد خميس قسيلة أن أكثر من 60 من إجمالي 86 نائبا للحزب قرروا مقاطعة الهيئة التأسيسية نهائيا وعدم احترام قراراتها ودعوها إلى المبادرة بحل نفسها من أجل إنقاذ الحزب. فهل تتمكن الهيئة التأسيسية من إيجاد حل يرضى جميع الأطراف أم ستتواصل أزمة المواقع المتفجرة في الحزب إلى ما لا نهاية ...؟