أجمع عدد من ممثلي الأحزاب السياسية والمنظمات الوطنية على أن خطاب الرئيس الباجي قائد السبسي في ذكرى الاستقلال ارتقى إلى مستوى الحدث واللّحظة الفارقة التي تعيشها البلاد. ذات الأطراف أكدت في تصريحات فورية ل «التونسية» عقب الخطاب أن الرئيس السبسي ولج إلى قلوب التونسيين وأطلق رسائل في كل الاتجاهات تشحذ العزائم وتنعش الأمل في المستقبل رغم دقة الظرف الذي تمر به البلاد. كما حمّل كل مكونات المجتمع مسؤولية الحفاظ على وطنهم من خلال التذكير بالتضحيات الجسيمة لجيل الاستقلال التي مهدت لبناء الدولة التونسية الحديثة. كما أكدت ذات المصادر على أن خطاب الرئيس جدد التمسك بثوابت تونس ولاسيما أركان السيادة الوطنية. كما رسخ الحاجة الملحة للاستقرار الاجتماعي والتعجيل بمصالحة وطنية حقيقية تستند الى القانون دون سواه فيما دفع باتجاه خلق تعبئة وطنية شاملة لدرء مخاطر الإرهاب ودفع عجلة التنمية بكل أبعادها. إعداد: فؤاد العجرودي المنصف بن شريفة (القيادي في «نداء تونس»):الخطاب ربط الماضي بالمستقبل وأعاد الاعتبار للمقاومين قال المنصف بن شريفة القيادي في حركة نداء تونس إن خطاب الرئيس أعاد الاعتبار للمقاومين وربط مسار تحرير البلاد والانعتاق من براثن الاستعمار باللحظة الفارقة التي تعيشها البلاد. وتابع أن الخطاب يدفع باتجاه الاستلهام من الماضي لبناء المستقبل لجهة أن زحزحة الأوضاع الراهنة تحتاج إلى ملحمة وطنية قد لا تقل أهمية عن معركة التحرير الوطني كما لاحظ أن خطاب الرئيس يتلاءم مع حاجة البلاد الملحة لمصالحةحقيقية لتطوير الاقتصاد الوطني عبر طمأنة المستثمرين لا سيما من خلال سرعة الحسم في ملف رجال الأعمال المكبلين على أساس القانون دون سواه. وأكد بن شريفة الذي حضر موكب الاستقلال بصفته أيضا ممثلا عن جيل المقاومين أن الخطاب يصنع الأمل ويزيد في ثقة الشعب في الحكومة والرئاسة وبالتالي يسمح بتعبئة شعبية شاملة لرفع التحديات المطروحة التي تعد مشابهة لأوضاع البلاد إبان مسار التحرير الوطني في تهديداتها الأمنية والاقتصادية والسياسية والدولية. واعتبر من جهة أخرى أن الخطاب يدفع أيضا إلى الاستلهام من الفكر البورقيبي المتوارث عبر الأجيال منذ مرحلة تأسيس الحزب الاشتراكي الدستوري الذي نجح في خلق تعبئة شاملة للجهد الوطني لنيل الاستقلال وبناء الدولة العصرية. وخلص إلى التأكيد على أن خطاب الرئيس جاء شاملا وأطلق رسائل طمأنة للشعب كما شخص وصفة الدواء لدحر الإرهاب من خلال دعم المؤسستين العسكرية والأمنية وخلق تعبئة شعبية شاملة. هشام اللّومي (النائب الأول لرئيسة منظمة الأعراف):خطاب ممتاز وتلقائي أكد هشام اللّومي النائب الأول لرئيس منظمة الأعراف أن خطاب الرئيس قائد السبسي كان ممتازا وتلقائيا يدفع باتجاه الاستلهام من تضحيات المقاومين لرص الصفوف ضد الإرهاب وسائر التحديات الأمنية والاقتصادية. كما لاحظ أن خطاب الرئيس تطرق أيضا إلى مسألة جوهرية وهي وضعية رجال الأعمال المكبلين بشكل لا يخدم مصالح البلاد التي تحتاج إلى توظيف كل مكامن النمو وقدرات الاستثمار وذلك من منطلق التوفيق بين عدم إضاعة الوقت وتطبيق القانون في حال تأكّد وجود تجاوزات مع عدم سحب ذات الأحكام على الجميع خاصة في مسألة حق امتلاك حسابات في الخارج مشيرا في هذا الصدد إلى أن الرئيس قد ردّ بشكل غير مباشر على الإشاعات التي وضعت بعض رجال الأعمال في دائرة الشبهة دون وجه حق. وجدد من جهة أخرى عزم منظمة الأعراف على التفاعل بشكل ايجابي مع مقتضيات إخراج البلاد من الأوضاع الصعبة التي تمر بها وذلك من خلال التعاون مع الحكومة لتسريع نسق الإصلاحات وصياغة القوانين اللازمة وفض المشاكل التي تعرقل الاستثمار الى جانب تكثيف التعاون مع اتحاد الشغل للتوصل الى إرساء سلم اجتماعية تعتبر أكثر من ملحة في الظرف الراهن. كما ستسعى منظمة الأعراف الى تكثيف التحركات على كل الواجهات لامتصاص تداعيات الضربة الارهابية الأخيرة والنزول بها إلى أدنى مستوى ممكن خاصة من خلال تكثيف الاتصال المباشر برجال ومجموعات الأعمال في الخارج والتظاهرات الاقتصادية في تونس بالتعاون مع الحكومة. ونبه إلى أن هذا الهجوم جاء في وقت لم تكتمل فيه بعد الرسائل الايجابية التي من شأنها أن تؤمن عودة الاستثمار الأجنبي إلى نسقه المعتاد. وهو ما يقتضي جهودا مضاعفة من الجميع لامتصاص تداعيات هذه الحادثة على الجانب الاقتصادي. وذكّر في هذا الصدد بمقترح منظمة الأعراف إضفاء بعد دولي على التظاهرة الوطنية المزمع تنظيمها لمناهضة الارهاب مؤكدا على وجود بوادر تفاعل مع هذا المقترح لاسيما على مستوى مجلس نواب الشعب. فوزية بن فضة (النائبة الثانية لرئيس مجلس النواب):كلمات الرئيس مثيرة للواعز الوطني أكدت فوزية بن فضة - النائبة الثانية لرئيس مجلس النواب والقيادية في «الوطني الحر» - ان خطاب الرئيس كان مؤثرا ومثيرا للواعز الوطني مرجحة ان يكون له وقع كبير لدى كل مكونات المجتمع. ولاحظت ان الخطاب كان إيجابيا للغاية وعكس حاجة البلاد الملحة الى وحدة وطنية صماء وحقيقية تنتفي أمامها كل الألوان وتتوقف كل الصراعات لتتشابك الأيادي من أجل هدف واحد وهو خدمة تونس. كما أكد الخطاب على الكلمة المفتاح التي تحتاجها البلاد وهي الإستقرار وتفرغ الجميع للعمل ووقف سائر مظاهر الانفلاتات وكل ما من شأنه ان يربك مسار البناء وانعاش الاقتصاد. وبينت فوزية بن فضة من جهة أخرى ان الرئيس أطلق رسائل طمأنة مهمة من خلال استعراض التضامن الدولي الكبير مع تونس عقب الهجوم الإرهابي الأخير وتلاوة مقتطفات من رسالة الرئيس الأمريكي بارك أوباما الذي أكد وقوفه الى جانب تونس. كما اعتبرت خطاب الرئيس محركا لتعبئة وطنية شاملة لإستئصال جذور الإرهاب الدخيل على بلادنا. ولاحظت من جهة أخرى ان الرئيس أظهر أيضا الحاجة الملحة لغلق ملف رجال الأعمال المكبلين بما يسمح بتحريك الإستثمار وإنعاش الإقتصاد مع الإستناد الى القانون في حال ثبوت خروقات. العجمي لوريمي (قيادي في حركة النهضة):رسائل ايجابية في كل الاتجاهات أكد العجمي لوريمي القيادي في حركة النهضة أن الرئيس السبسي وجه رسائل ايجابية في كل الاتجاهات كما أكد الأولوية البالغة التي تكتسيها القضايا التنموية والاقتصادية والأمنية. ولاحظ أن خطاب الرئيس بقدر ما جسم المراهنة على الوحدة الوطنية وتقوية الجبهة الداخلية لرفع التحديات المذكورة فقد عكس أيضا أهمية توطيد التعاون مع شركاء تونس سواء لإنعاش الاقتصاد أو تسريع نسق الاصلاحات أو مجابهة مخاطر الارهاب الذي يكتسي أيضا ابعادا إقليمية ودولية. كما اعتبر أن الخطاب تموقع ضمن سياقين هما استحقاقات الانتقال الديمقراطي والقطيعة مع سلبيات الماضي من جهة والحاجة الملحة للوحدة الوطنية والمصالحة الشاملة من جهة أخرى. ولاحظ من جهة أخرى أن الخطاب أكد الحاجة الملحة للاستثمار الوطني في العام والخاص وإزالة كل العراقيل أمام المستثمرين مؤكدا أنه لا يوجد خلاف بين التونسيين في مسألة ضرورة الحسم في ملف رجال الأعمال رغم اختلاف المقاربات معتقدا أن هذا الملف قد سوي بفعل الاجراءات التي كانت اتخذتها الحكومة السابقة. كما أكد عجمي لوريمي أن البلاد تحتاج اليوم الى هدنة اجتماعية أكثر من أي وقت مضى مؤكدا أن الاضرابات حق مشروع صلب الدستور لكنها مضرة في الوقت الراهن وتزيد من ارباك الأوضاع بما يزيد في انتفاخ الصعوبات الاجتماعية والمعيشية. واعتبر أن الإعلان عن هدنة اجتماعية سيزيد في مكانة الاتحاد ويحمل الأطراف الأخرى المسؤولية على خلفية أن هذه الهدنة لا تعني صكا على بياض بل ينبغي أن ترفق بجهود ملموسة لتحسين القدرة الشرائية. ولاحظ أن تواصل الاضرابات بالتوازي مع انطلاق المضاوضات يخشى أن يفهم منه عملية ابتزاز خصوصا وأنه لا يوجد أي طرف سيستفيد من الاضرابات. حافظ الزواري (قيادي في «آفاق تونس»):رسائل مشفّرة بأسلوب حضاري اعتبر حافظ الزواري القيادي في «آفاق تونس» أن الخطاب الذي توجه به رئيس الجمهورية للشعب مطمئن ويشحذ العزائم وينعش الأمل في امكانية تجاوز البلاد للوضع الراهن. وتابع أن الرئيس السبسي أطلق أيضا وبأسلوب حضاري رسائل مشفرة لبعض مكونات المجتمع مثل اتحاد الشغل بما يؤمن التفاعل الايجابي لكل الأطراف مع مقتضيات المرحلة وخلق تعبئة شاملة لخلق الاستقرار الأمني والاجتماعي. كما لاحظ أن الخطاب تضمن رسائل مطمئنة وإيجابية تجاه المستثمرين تهيء الظروف الملائمة لحفز الاستثمار ونسق خلق الثروات خاصة من خلال الاستناد إلى القانون دون سواه للتعجيل بحلحلة وضعية رجال الأعمال المكبلين في وقت تحتاج فيه البلاد إلى انخراط كل رؤوس الأموال في انعاش الوضع الاقتصادي وبالتالي الأوضاع المعيشية. وبيّن أنه كان بالإمكان إجراء مراجعات جبائية معمقة تمتد حتى على عشر سنوات بدل تعطيل رجال الأعمال بما يمكن الدولة من استعادة حقوقها في حال ثبوت تجاوزات ويرفع الحظر عن المستثمرين. وأكد من جهة أخرى أن البلاد تحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى هدنة اجتماعية تتأسس على وعي مشترك بأن تواصل منسوب المطلبية سيزيد في إرباك الأوضاع وأنه لا يوجد بديل عن العمل والاستقرار بما يدفع بعجلة الاقتصاد ويصلح أوضاع خزائن الدولة التي تعاني اليوم من الإفلاس معتبرا أن دفع نسق النمو وخلق الثروات سينعكس بالضرورة على الأوضاع الاجتماعية والمعيشية. أحمد السعيدي ( القيادي في حزب المبادرة): خطاب ذكرني ب«بورقيبة» لاحظ أحمد السعيدي القيادي في حزب المبادرة أن خطاب الرئيس جاء بلغة مبسطة تسهل التقاط الإشارات التي تضمنها وتجعله يلج بيسر إلى وجدان كل التونسيين. وأضاف أن الخطاب جاء في شكله ووقعه الشعبي مشابها لخطاب الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة وجدد التأكيد على الترابط الوثيق بين إرساء وحدة وطنية قوية والتوصل إلى مصالحة وطنية حقيقية والتماثل في الأوضاع بين حقبة المقاومة وبناء الدولة الحديثة واللحظة الراهنة التي تتطلب ملحمة وطنية لرفع سائر التحديات وفي مقدمتها استئصال جذور الإرهاب. واعتبر أن الرئيس السبسي تعمّد استعمال عبارة « تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها» ليؤكد تمسك تونس بالسيادة الوطنية واستقلالية القرار الوطني مهما كانت الظروف وهو ما يزيد في تعميق الإحساس بالكرامة وإذكاء الواعز الوطني. وأكد من جهة أخرى أن الرئيس حدد وصفة الدواء لملف رجال الأعمال المكبلين من خلال التأكيد على أن القانون هو الفيصل بما يشير ضمنيا إلى الإخلالات والتأخير الكبير الحاصلين في معالجة هذا الملف بشكل يحرم البلاد من طاقات إقتصادية هامة كما يرسل إيحاءات سلبية تمس جاذبية مناخ الأعمال ودعا أحمد السعيدي في ذات الصدد الى التعجيل برفع الحظر المفروض دون موجب على الكفاءات في المجال الإقتصادي والسياسي والإداري خاصة وأن البلاد تحتاج الى كل طاقاتها. بو علي المباركي (الأمين العام المساعد لاتحاد الشغل): الخطاب يدعم الجبهة الداخلية اعتبر بوعلي المباركي الأمين العام المساعد لاتحاد الشغل أن خطاب الرئيس تضمن جملة من الرسائل التي تصب في اتجاه تقوية الجبهة الداخلية وأركان الوحدة الوطنية. كما لاحظ أن الخطاب يبرز العلاقات الجيدة التي تحظى بها تونس على الصعيد الخارجي كما يزيل المخاوف من منحى تغوّل من خلال تأكيد الرئيس احترامه للدستور والحريات. وبيّن من جهة أخرى أن مضمون خطاب الرئيس جاء متلائما مع مقتضيات الحرب على الارهاب وانتهاج خطة شاملة ومتكاملة لا تقتصر على الجهازين العسكري والأمني بل تنخرط فيها كل مكونات المجتمع من المواطن إلى أعلى هرم السلطة ولاحظ أن الحرب على الإرهاب ينبغي أن تمرّ إلى مرحلة الهجوم لضرب مواقع الارهاب واعتماد الأجهزة المتطورة وتمكين الجيش والأمن من الإمكانيات اللازمة. وبين أن خطاب الرئيس أكد أيضا الحاجة الملحة لإنعاش الاقتصاد وتشجيع الاستثمار قائلا في هذا الصدد «لقد أكد الرئيس وهو محق في ذلك على الحاجة الملحة لمصالحة وطنية حقيقية وحسم ملف رجال الأعمال العالق منذ نحو 5 سنوات بصفة نهائية على أساس القانون بما يؤمن مشاركة كل المستثمرين في دفع عجلة الاقتصاد واخراج البلاد من الوضعية الصعبة التي تمرّ بها». وأكد بخصوص تفاعل الاتحاد مع مقتضيات هذه المرحلة ولا سيما الحاجة الملحة للاستقرار الاجتماعي أن الاقتصاد التونسي في وضعية حرب لكن لا بد من تقاسم التضحيات وعلى هذا الأساس كان اتحاد الشغل قد أصدر بلاغا عبّر عن موقفه من خلال الدعوة إلى الاسراع بحسم مفاوضات 2014 والدخول في مفاوضات عامة لعامي 2015 و2016 بما يؤمن الحد من وطأة غلاء المعيشة للعاملين في كل القطاعات وتجنب الإضرابات والخلافات في وجهات النظر. وأكد في هذا الجانب أن الحكومة متفهمة لهذا الموقف وهناك صعوبات لا بد من تجاوزها مشيرا بخصوص ما يعرف بأزمة الثانوي أن الأمين العام للاتحاد أجرى جملة من الاتصالات في هذا الشأن ويؤمل أن يتم التوصل إلى حلول في أقرب الأوقات .