رأى مراقبون أنّ انتخابات المكتب السياسي الجديد لحركة «نداء تونس» قد أدّت إلى عودة الصراع بين أبناء الحزب بعد هدوء العاصفة ممّا يوحي بإمكانيّة حدوث انقسامات في المستقبل القريب وقد دعّم موقفهم هذا انسحاب بعض القياديين من سباق الانتخابات عشيّة الأحد ولجوء البعض الآخر إلى الإعلان عن التفكير جدّيا في بعث حزب مستقل أو تيار جديد يحمل إسم «النداء الجديد» ويقوده حافظ قائد السبسي وبعض القياديين ممن انخرطوا في جبهة تصحيح المسار ويتبنّون فكرة التيار الإصلاحي داخل الحزب. وفي هذا الصدد قال أسامة الخليفي القيادي بحركة «نداء تونس» إنّ فكرة بعث حزب مستقل أو تيّار جديد جاءت بطلب من شخصيات تونسيّة على مستوى عال ومن بعض القواعد والقيادات وبعض النواب والمستقلين لاستكمال فكرة تصحيح المسار برؤية جديدة وذلك قصد التحضير للمؤتمر في إطار حركة تصحيحيّة تكميليّة. وأشار الخليفي إلى انّ عدم مشاركة بعض قيادات «نداء تونس» في انتخاب المكتب السياسي وانسحاب بعض المرشحين كان جرّاء رفضهم الإنسياق وراء إملاءات الهيئة التأسيسيّة معتبرا أنّ المكتب الجديد قد عيّنها. وبيّن الخليفي أنّ رؤية الحزب أو التيار ستتّجه نحو ما دعا إليه رئيس الجمهوريّة الباجي قائد السبسي بخصوص المصالحة الوطنيّة في إطار الحوار والتقييم الموضوعي والتصدّي لكلّ آليات الأضداد التي ستسعى إلى عرقلة المشروع وتعطيل مسار البلاد مبيّنا أنّ رؤيتهم هذه هي الحل لفض الخلاف السياسوي مع القيادات الراغبة في التمسّك بالسلطة لتمتّعهم بصبغة قانونيّة داخل الحزب مؤكّدا أنّ البلاد اليوم في حاجة إلى مسار آخر داخل الحزب. من جهته قال محمّد الطرودي القيادي ب«نداء تونس» إنّه يوجد نداء وحيد في تونس انتخبه أبناء الشعب لثقتهم فيه ولا حاجة لهم في نداء جديد مبيّنا أنّه تمّ إفراز مكتب سياسيّ جديد عشيّة الأحد بكلّ ديمقراطيّة وسيتمّ من خلاله الإعداد للمؤتمر القادم ليؤكّد أنّ ما يروّج له مجرّد إشاعات ومزايدات لا أساس لها من الصحّة يعمل على بثّها بعض الأطراف. أمّا عبد المجيد الصحراوي عضو المكتب السياسي ل«نداء تونس» فقد قال إنّ الإنتخابات الأخيرة قد أجريت عبر عرائض وتنازلات من الأطراف المتنازعة داخل الحزب وتمّت في إطار الشفافيّة بفتح باب الترشّح مرّتين والدليل على نجاحها هو عدم تقدّم أيّ كان بطعن في النتائج مضيفا انّ حافظ قائد السبسي قد شارك بدوره في العمليّة الانتخابية موضّحا انّ من خيّر الانسحاب من سباق الإنتخابات كان لمعرفته المسبقة بانعدام حظوظه في الفوز. وأشار الصحراوي إلى أنّ التشكيلة النهائيّة للمكتب السياسي تمثّل كافّة الروافد وتنخرط في إطار فلسفة الحزب الداعية إلى التنوّع والرّوافد مبيّنا أنّ المرأة بدورها قد أخذت نصيبها في هذه الإنتخابات جرّاء دفاعها وتصدّيها لسياسات الترويكا. وشدّد الصحراوي على انّه لا مجال للقول اليوم بوجود انقسامات داخل «نداء تونس» أو الحديث عن بعث حزب جديد خاصّة بعد أن تجاوز الحزب الخلافات والتجاذبات التي عانى منها في الفترة الاخيرة موضّحا انّه لا يرضى خروج حافظ قائد السبسي من الحزب الذي ساهم في نجاح البلاد وتحصّل على المرتبة الأولى في الإنتخابات التشريعيّة وفاز في الرئاسيّة. وأشار الصحراوي إلى انّ المكتب السياسي الجديد سينعقد اليوم الإربعاء وسينظر في النقاط المتعلّقة بوحدة الحزب وترميم الصفّ وإرجاع كلّ من تمّ استبعاده. وحول فكرة بعث «النداء الجديد» قال الصحراوي إنّ من يروّج لذلك هم بعض المسؤولين الذين يسعون إلى بثّ البلبلة داخل «نداء تونس» مبيّنا انّ الحزب سيفتح ذراعه لمناضليه السابقين المتمسكين بوحدة الحزب بعيدا عن كلّ إقصاء وسيعمل على وضع حدّ لكلّ الإختراقات ولأصحاب النفوذ الذين يريدون بثّ البلبلة في الحزب.