اعتبر القيادي في حركة نداء تونس عبد المجيد الصحراوي أنّ ما يحصل حاليا داخل الحزب الأغلبي في البرلمان هو انقلاب على مؤسسه وزعيمه الباجي قائد السبسي الذي نجح بفضل اعتماد تمش يقوم على فكرة التوازن والتوافق بين الروافد الأربعة في جعله الكيان السياسي الأوّل انتخابيا وجماهيريا. وقال الصحراوي عضو المكتب التنفيذي والمحسوب على الرافد النقابي إنّ فكرة التوافق بين جميع الروافد الوطنية من دساترة ونقابيين وفاعلين اقتصاديين و مستقلين جاءت منذ الاستقلال في شكل كتلة تاريخية قامت ببناء دولة تونس الحديثة داعيا إلى عدم الانقلاب على هذه المقاربة التي انتهجها السبسي حسب رأيه في عملية تأسيسه لنداء تونس الذي تمّ فيه اقتباس الرؤية البورقيبية للوحدة القومية واستكمال المشروع الاصلاحي والتحديثي. وشدّد على وجود ما وصفه بالاستهتار بمناضلي الحركة الحقيقيين الذين ناضلوا من أجل التصدي لمشروع الترويكا ورابطات حماية الثورة، مشيرا إلى وجود محاولة للسطو على الحزب من قبل أطراف تعتمد على العلاقات العائلية والأساليب الملتوية و رؤوس الأموال المشبوهة لتنفيذ مخططها. هذا وقد دعا الصحرواي جميع القيادات والمسؤولين صلب الحزب إلى التعقل و التحلي بالحكمة من أجل تجاوز الأزمة الراهنة التي يعيش على وقعها نداء تونس، مبرزا أنّ المصلحة العليا للبلاد تقتضي ضرورة حلحلة الحركة لمشاكلها الداخلية بسرعة و بطريقة عقلانية وتوافقية بالنظر إلى أنّها هي الطرف الحاكم والذي حظي بثقة الشعب لتحقيق الانتظارات المأمولة. وبيّن محدثنا أنّ تكوين مكتب سياسي هو بمثابة الحلّ لانقاذ الحزب لا سيما في ظلّ ما اعتبره عجز الهيئة التأسيسية التي تضمّ عناصر تتقلّد مسؤوليات هامة في أجهزة الدولة عن تسيير شؤون الحركة ، منتقدا أداء المدير التنفيذي بوجمعة الرميلي الذي قال عنه إنّه تنقصه الخبرة والتجربة في العمل الجماهيري. وأضاف عبد المجيد الصحرواي ان نداء تونس ليس متحالفا مع النهضة طالما لم يحسم هذا الحزب في هويته السياسية التي مازالت لم تصطبغ بالروح المدنية فهي حسب رأيه تحتكم لمنطق الجماعة. وقال إنّ تصريحات قيادات حركة النهضة وما يكتب على صحف تابعة لها أو مقربة منها كلّها تشي بأنّها تسعى لدعم مجموعة داخل نداء تونس على حساب أخرى في إطار سياسة فرّق تسدّ من اجل ضرب تحصينات الجبهة الداخلية للعائلة الندائية التي حذّرها من عواقب الانزلاق في مثل هذه المخطّطات التي ترنو إلى ابراز الرافد النقابي واليساري صلب النداء في مظهر التيار الاستئصالي العدمي والحال أنّ جوهر الاشكال هو متعلق بالمشروع المجتمعي والحضاري لتونس. وأردف حديثه في هذا المضمار بالدعوة إلى تفويت الفرصة على كلّ من يروم بثّ التفرقة داخل نداء تونس، مشدّدا على أنّ حزبه لا يمكن أن يكون شعبيا ومتساوقا مع استحقاقات ومطالب الثورة التي تعود جذورها إلى انتفاضة الحوض المنجمي في 2008 في حال ما تمّ تهميش الرافد النقابي واليساري والعمّالي الذي يدافع على الخيارات الاجتماعية في سياسة الدولة تجاه قضايا الشعب. واستغرب حصول بعض الشخصيات التي قال عنها إنها قد التحقت بنداء تونس في الدقيقة ال 90 على مكانة وحظوة كبيرة بفضل سطوة النفوذ المالي وليس بناء عن النضالية داخل الحزب منذ تأسيسه في 2012. حريّ بالاشارة إلى أنّ تعطّل مسار التوافق بين الهياكل والأطراف المؤثرة داخل نداء تونس أفضى إلى تأجيل موعد اجراء عملية انتخاب مكتب سياسي للحركة يشرف على تسييرها فضلا عن الاعداد الجيّد والعاجل لمؤتمر انتخابي تأسيسي من شأنه احتواء جذوة الخلافات والمشاكل الهيكلية صلب الحزب الذي يفترض أنّه صاحب اليد الطولى في الحكم.