يتزامن عقد حزب حركة «نداء تونس» لمجلسه الوطني الخامس هذه السنة مع الذكرى الثانية لتأسيسه وهو الموعد الذي اقترح في السابق لعقد مؤتمره التأسيسي لكن تمّ التراجع عن ذلك مطلع هذا الأسبوع نزولا عند رغبة الباجي قائد السبسي الشيء الذي دفع بالبعض إلى القول انّ الخلافات الأخيرة التي شهدتها الحركة من الداخل بين مختلف قياداتها هي التي كانت وراء قرار الهيئة وذلك للتمكّن من ترتيب صفوفها وتنظيم بيتها الداخلي استعدادا للانتخابات القادمة. وفي هذا الصدد قال أمس عبد المجيد الصحراوي القيادي في «نداء تونس» ل «التونسيّة» إنّ الحركة ارتأت تأجيل المؤتمر وعقد مجلس وطني قصد تمكين هذا المجلس من إعداد الخطّة المستقبلية للانتخابات القادمة حيث سيتمّ ،على حدّ تعبيره، مناقشة الاستحقاقات الانتخابيّة وتنظيم الصفوف وإيجاد حلّ للخلافات التي برزت داخل الحزب حتّى يتوحّد كلّ ممثليه ويتمكّن من خوض غمار الانتخابات القادمة. و انتقد الصحراوي القول بوجود صراع بين تيارات داخل حزب حركة «نداء تونس» مبيّنا أنّه لا معنى للحديث عن خلافات بين دستوريين ويساريين حول عقد المؤتمر من عدمه لأنّ هوية كل من التحق ب «نداء تونس»قد انتفت مؤكّدا انّ «نداء تونس» حركة متكوّنة من أربعة روافد تمثّل التيارات الوطنيّة التونسية وهي ،على حدّ قوله، الدستوريون والنقابيون والديمقراطيون والمستقلون الذين أشار إلى أنه عليهم إدراك أنّ هويتهم قد اندثرت بمجرّد دخولهم «النداء» لانّ هذا الأخير هو في حدّ ذاته هويّة سياسيّة جديدة قائمة على مشروع مستقبلي يعد التونسيين بالازدهار والرخاء ويحيي آمالهم في دولة مدنية ديمقراطية على حدّ تعبيره. و شدّد الصحراوي على انّ المجلس الوطني الذي سينعقد بعد غد الأحد سيسحب البساط من تحت اقدام الكثيرين أهمّهم الوافدون من خارج «نداء تونس» ك «النهضة» وغيرها وسيسفّه كلّ أعداء تونس وخصومها لأنّ الحزب الذي حقّق نجاحات في فترة زمنية قصيرة كإخراج حركة «النهضة» من الحكم وتركيز هيئة الانتخابات لا يمكنه ترك خصومه ينعمون بإثارة الفتن والإشاعات حوله خاصّة أنه في ظلّ «قيادة رصينة وحكيمة» موضّحا أنّ «حكمة الباجي برهنت على أنّه شخصية سياسيّة من طينة نادرة» وبيّنت «أنّ أغلب القيادات في تونس تفتقر إلى نظرة شموليّة». و اوضح الصحراوي أنّ حزب حركة «نداء تونس» وضع عند تأسيسه جملة من الأهداف قريبة وبعيدة المدى كخلق التوازن في البلاد بعد الانقسامات التي أفرزتها انتخابات 23 أكتوبر وتحقيق بعض أهداف الثورة إضافة إلى الانتصار في الانتخابات وخلق أجيال سياسيّة تضمن تواصل المشروع الوطني التونسي مضيفا أنّه في إطار تطوير أدائها رأت الحركة انّه من الأفضل تأجيل عقد المؤتمر لأنّ التوقيت والآليات لن تسمح بذلك خاصّة انّه لن يشمل كافة هياكل الحزب أي أنّه لن يكون من القاعدة إلى القمّة موضّحا في الآن نفسه انّ المجلس الوطني المزمع عقده وحده الكفيل بالقضاء على كلّ الخلافات التي عرفها الحزب مؤخّرا وانه وحده الذي سيحدّد نجاح الحركة في المرحلة القادمة .