لندن ( وكالات) بعد الفضائح الجنسية المتتالية التي لحقت المدير الأسبق لصندوق النقد الدولي دومنيك ستراوس كان (2007 - 2011)، وفضيحة «الإهمال» المتعلقة بكريستين لاغارد التي خلفت ستراوس كان على رأس صندوق النقد الدولي منذ سنة 2011 ، ها هي سمعة المؤسسة العالمية تزداد وساخة بالقبض على مديره العام السابق رودريغو راتو (2004 - 2007) بتهمة التحيل وغسل الأموال. فقد ألقت أول أمس الشرطة الإسبانية القبض على الإسباني رودريغو راتو (66 عاما)، المدير العام السابق لصندوق النقد الدولي(2004 - 2007) بتهمة التحيل وغسل الأموال. وكان «راتو» قد نفى في وقت سابق التحقيق معه وما تناقلته صحف إسبانية حين تحدثت عن انه تقدم في عام 2012 بطلب إعفاء ضريبي ممّا دفع السلطات الإسبانية للاعتقاد بأن هذه الأموال استخدمت من قبل مستفيدين بهدف غسل الأموال. واعتبر المدير السابق لصندوق النقد الدولي أن الامر خاص وانه لا يتوجب عليه الادلاء بأي شيء. وقالت وزارة المالية الإسبانية، حسب صحيفة «البابيس» الإسبانية ، إن «راتو» استفاد من الإعفاء الضريبي وأنه واحد من بين 705 أشخاص من دافعي الضرائب الذين قد يخضعون للتحقيق من مكتب مكافحة الاحتيال. وحسب «البابيس» كان المدير السابق لصندوق النقد الدولي واحدا من 31 ألف إسباني تقدموا بطلبات اعفاء ضريبي أعلنت عنها حكومة حزب الشعب الحالية برئاسة ماريانو راخوي لتسليط الضوء على نحو 25 مليار اورو مخبأة في حسابات مصرفية بالخارج. وللتذكير فقد واجه صندوق النقد الدولي سابقا وضعا مربكا بعد الإعلان عن ملاحقة مديرته العامة كريستين لاغارد قضائيا في فرنسا، ممّا أحيى حينها الذكريات السيئة المرتبطة باستقالة مديره العام السابق الفرنسي دومينيك ستراوس في سياق فضيحة جنسية محرجة. وبالتأكيد، لا تقارن تهم الإهمال الموجهة إلى كريستين لاغارد، عندما كانت وزيرة الاقتصاد في فرنسا، بتهم الاعتداء الجنسي التي ادت إلى سقوط المدير السابق ستروس «كان» في 2011. لكن اتهامات الإهمال، المرتبط بعملية تحكيم أشرفت عليها لاغارد واستفاد منها رجل الأعمال الفرنسي برنار تابي في 2008، أضرت بسمعة مؤسسة تواجه معارضة شديدة بسبب حملات التقشف في أوروبا والصوت الضعيف الذي تخصصه للبلدان الناشئة. أما عن ستروس كان فحدث ولا حرج، إذ ألهم السينمائيين في اوروبا لإنجاز فيلم عرض في مهرجان «كان»وجمع فضائحه الجنسية التي ما فتئت تنكشف الواحدة تلو الأخرى . كما تم عرض فيلم عبر عدد من المواقع الإخبارية الأوروبية، والذي تظهر فيه مجموعة من المشاهد الصادمة تصور المغامرات الجنسية ل«كان» كما تصور وقائع حادثة محاولته الاعتداء على خادمة التنظيف بأحد فنادق نيويوركالأمريكية. وقد مثل دومينيك ستراوس كان أمام المحكمة الجنائية بتهمة ممارسة «القوادة» بعد تحقيق مطول بشأن حفلات جنسية شارك فيها الرجل الذي تبخرت احلامه بمنصب رئاسة فرنسا في اعقاب فضيحة جنسية بالولايات المتحدة عام 2011. واعتبر المحققون حينها ان ستراوس كان متورطا في شبكة للدعارة كانت تقيم حفلات ماجنة في فندق «كارلتون» بمدينة ليل. وأقر ستراوس كان بحضوره الحفلات التي كانت تقام بالفندق الشهير لكنه نفى علمه بمشاركة عاهرات في تلك الحفلات.