الكثير يتحدث وقد أشار على أنه ما يحصل من تشويق ونهاية هيتشكوكية في بطولة هذا الموسم لم يسبق أن عاشه عشّاق الكرة منذ زمن بعيد وأن كرتنا في حاجة إلى مثل هذه الوضعيات والنكهة الخاصة التي يُختتم بها الموسم الكروي. لكن قد غاب على البعض أو نسي وهذا الأرجح أن في ما مضى وبالتدقيق في سنوات 1976 و1990 بالذات حصل تشويق جنوني ونهاية هزّت الأعصاب أو ربّما تلاعبت بها لما شاءت مجريات بطولة موسم 1975/ 1976 أولا ثم بطولة موسم 1989 / 1990 ثانيا أن تترك ثلاثة أندية إلى آخر رمق من السباق تتنافس على اللقب بحظوظ متساوية تقريبا وهذه هي التفاصيل: - في موسم 1975 / 1976، قبل جولة من النهاية أعني (الجولة 25) لأن البطولة آنذاك كانت تضم 14 فريقا فقط، كان الترجي الرياضي (61 نقطة) يتقدم على النجم الساحلي بنقطة وعلى الإفريقي بنقطتين وذلك بعد فوز للنجم وتعادل للترجي وهزيمة للإفريقي. لم تحسم الأمور إلا في الجولة الأخيرة بعد ما حصلت مفاجآت غريبة في النتائج هزيمة للإفريقي من جديد ضد سكك الحديد وللترجي ضد الكاف وتعادل النجم ضد البنزرتي. هذه الوضعية المعقدة حتّمت اللجوء إلى مباراة باراج (ذهاب وإيّاب) بين صاحبي المرتبة الأولى آنذاك الترجي والنجم (62 نقطة) وآلت الكلمة الأخيرة للترجي الفائز في سوسة (1 - 0) هدف طارق ذياب والمتعادل في العاصمة (1 - 1). الحالة الثانية والمتشابهة للأولى حصلت في أعقاب موسم 1989 / 1990 لما انحصر السباق بين ثلاثي العاصمة الإفريقي الترجي الملعب التونسي، وشاءت الصدف أن يتقابل كلّ من الترجي والملعب التونسي في الجولة 24 أي قبل جولتين من النهاية (بطولة 14 فريقا و26 جولة) ونتيجة التعادل بينهما (2-2) خدمت مصلحة النادي الإفريقي الفائز على الشيمينو والذي قلّص فارق النقاط على المتصدّر الترجي إلى نقطتين وتقدّم على البقلاوة بنقطة قبل جولتين من النهاية. الرياح جرت بما يشتهيه فريق باب الجديد في ما بعد حيث تعادل الترجي في الجولة 25 مع النجم وتفوّق هو على الصفاقسي (5 - 2) والملعب التونسي على الشيمينو (4 - 2) ليلتحق بالتالي بالترجي في أعلى الترتيب ويبقى الملعب التونسي في الملاحقة بفارق نقطة على الثنائى المذكور (79 مقابل 78 الجولة الختامية لم تغيّر شيئا في هذه الوضعية المذكورة أعلاه والمحسومة في الجولة قبل الأخيرة بعدما حقّق الثلاثي المعني باللقب الفوز على المرسى والصفاقسي والقصرين (بالغياب لصالح الترجي) والإفريقي توّج بفضل المواجهات المباشرة مع الترجي (1 - 0) و(1-1) بعد التساوي في النقاط (83) والملعب التونسي بقي على بعد نقطة (82) لقد كان هناك تشويق وإثارة أكثر ممّا ذكرناه.